بمرور 20 سنة على توقيعها.. تمديد معاهدة التعاون بين إيران وروسيا
لفتت الخارجية الروسية إلى "وجود فرص للتعاون لم يتم استثمارها من قبل"، معتبرة أنها تشكل "أفقاً جيداً لتعميق الروابط بين البلدين".
ميدل ايست نيوز: حلت، اليوم الجمعة، الذكرى الـ20 لمعاهدة “أساس العلاقات المتبادلة ومبادئ التعاون بين إيران وروسيا”، لتمدد تلقائياً لمدة خمس سنوات أخرى، وسط تأكيد الطرفين أهمية العلاقات الثنائية والمضي قدماً لتطويرها في مختلف المجالات.
وأصدرت الخارجية الإيرانية، اليوم الجمعة، بياناً بمناسبة مرور عشرين عاماً على المعاهدة مع روسيا مشيرة إلى أن هذه الذكرى تأتي تزامناً مع تبادل قادة البلدين رسائل بشأن العلاقات الثنائية وضرورة توطيدها، وذلك في إشارة إلى رسائل خطية متبادلة بين المرشد الإيراني الأعلى، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال الشهر الماضي.
وأضاف البيان أن إيران “تنظر إلى الاتحاد الروسي كبلد جار قوي وصديق على أساس التعاون والاحترام المتبادل”، متحدثاً عن رغبتها في “تعزيز العلاقات مع روسيا في جميع المجالات أكثر من أي وقت مضى”.
وأكدت الخارجية الإيرانية أن “التعاون بين البلدين لأجل تأمين المصالح المشتركة تخطى حدود العلاقات الثنائية إلى المساعدة في تأمين الأمن الإقليمي والدولي على ضوء إرادة القادة والسلطات العليا في البلدين”، على حد قولها، لافتة إلى أن “إيران ورسيا لديهما تناغم كامل في مواجهة العقوبات اللاإنسانية والأحادية والتدخلات الغربية في شؤون بقية الدول والحؤول دون تأثير أطراف ثالثة على علاقاتهما”.
واعتبرت موسكو أن الوثيقة تشكّل “منعطفاً تاريخياً” بين البلدين، مشيرة إلى عزمهما “توطيد العلاقات في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعلمية والتقنية والثقافية والإنسانية وبقية المجالات”.
ولفتت الخارجية الروسية إلى “وجود فرص للتعاون لم يتم استثمارها من قبل”، معتبرة أنها تشكل “أفقاً جيداً لتعميق الروابط بين البلدين”.
في غضون ذلك، كشف السفير الإيراني لدى موسكو، كاظم جلالي، عن اعتزام إيران وروسيا تحديث معاهدة التعاون بينهما على أساس الفرص الجديدة، مشيراً إلى أن فترتها تمددت لخمس سنوات أخرى تلقائياً اعتباراً من اليوم الجمعة، بحسب ما أوردت وكالة “إرنا” الإيرانية.
ووقع الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم 12 مارس/ آذار 2001 على معاهدة “أساس العلاقات المتبادلة ومبادئ التعاون” بين البلدين، والتي تتكون من 21 مادة ترسم آفاق التعاون بينهما في مختلف المجالات.
وجاءت المعاهدة بعد عقود من حالة جمود حكمت هذه العلاقات، لتتحسن خلال العقدين الماضيين، وارتقت إلى مستوى التنسيق والتعاون الوطيد في ملفات إقليمية أيضاً، في مقدمتها الملف السوري، إذ وقف الجانبان بقوة إلى جانب النظام السوري كحليف مشترك خلال العقد الأخير منذ عام 2011.
إلى ذلك، تعدّ روسيا عضواً في الاتفاق النووي المبرم بين إيران والمجموعة السداسية الدولية عام 2015، وهي تدعم موقف طهران سياسياً في مواجهة الموقفين الأميركي والأوروبي من تنفيذ الاتفاق النووي والعقوبات الأميركية المفروضة على إيران منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018. لكن روسيا على الرغم من موقفها السياسي هذا، لم تتمكن إلى جانب الصين من تقديم مساعدة لافتة لإيران تمكنها من تجاوز العقوبات الأميركية، وذلك لمصالح موسكو وبكين الاقتصادية المتشابكة مع الولايات المتحدة والغرب، وخشيتهما من تعرضهما لعقوبات مماثلة.
وكانت روسيا قد دعمت ستة قرارات دولية صدرت في مجلس الأمن الدولي ضد إيران بسبب برنامجها النووي منذ إحالة الملف النووي الإيراني إلى المجلس عام 2006، قبل التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015 على خلفية مفاوضات ماراثونية بين إيران والغرب استمرت لأكثر من 10 سنوات.