أكسيوس: إسرائيل يقترح لواشنطن إنشاء منطقة حظر جوي لطائرات مسيرة إيرانية الصنع
ذكرت مصادر أمريكية وإسرائيلية أن إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية أجرتا محادثات مؤخرًا حول مكافحة انتشار الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز الإيرانية في المنطقة.
ميدل ايست نيوز: ذكر موقع أكسيوس الأمريكية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، أن إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية أجرتا محادثات مؤخرًا حول مكافحة انتشار الطائرات بدون طيار الإيرانية وصواريخ كروز بين وكلائها في العراق واليمن وسوريا ولبنان.
وأضافت بعد عدة هجمات بطائرات بدون طيار من الفصائل المسلحة في العراق في الأسابيع الأخيرة، والتي تم إحباط بعضها، تشعر الولايات المتحدة وإسرائيل بقلق بالغ من أن التكنولوجيا ستنتشر إلى مجموعات إضافية قد تستهدف قواتها في المنطقة.
وأكدت أن خلال اجتماع في واشنطن في 27 أبريل، اتفق مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي مئير بن شبات على تشكيل مجموعة عمل مشتركة بين الوكالات للتركيز على الطائرات بدون طيار والصواريخ الدقيقة الموجهة التي تنتجها إيران. وقدمت لوكلائها الإقليميين.
وحسب الموقع، اقترح الوفد الإسرائيلي إطار تعاون إقليمي يشمل الدول العربية التي تواجه تهديدا مماثلا من الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية.
كما اقترح الجانب الإسرائيلي منطقة حظر جوي للطائرات بدون طيار إيرانية الصنع في المنطقة، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين اطلعوا على الاجتماع. ليس من الواضح كيف سيعمل ذلك.
تعرضت قاعدة الأسد الجوية، حيث تتمركز معظم القوات الأمريكية في العراق، لهجمات متكررة من قبل الميليشيات الشيعية الموالية لإيران. تضرر حظيرة الطائرات في هجوم بطائرة مسيرة في 8 مايو / أيار، وأُسقطت طائرتان مسلحتان بدون طيار في 6 يونيو / حزيران.
في غضون ذلك، أسقط سلاح الجو الإسرائيلي طائرة مسيرة إيرانية مسلحة كانت تحاول دخول المجال الجوي الإسرائيلي خلال أزمة غزة في 18 مايو.
يقول المسؤولون الإسرائيليون إن انطباعهم هو أن مجموعة العمل ستواصل الاجتماع لأن إدارة بايدن ترى أن تهديد الطائرات بدون طيار للقوات الأمريكية في المنطقة يمثل أولوية قصوى ويخشى أنه مع انتشار التكنولوجيا، سيزداد الخطر أكثر حدة.
وفي تصريحات غير متوقعة له أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، في الشهر الماضي كشف الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، أنها «المرة الأولى منذ الحرب الكورية، لا تتمتع القوات الأميركية بتفوق جوي كامل»، لأن الطائرات الإيرانية المسيّرة باتت تشكل التهديد الأكبر للقوات الأميركية وشركائها في المنطقة.
وقسم ماكينزي التهديدات إلى مجموعتين؛ الطائرات الصغيرة التي يمكن لصق قنابل يدوية وقذائف هاون عليها، والأكبر حجماً وتعد أكثر إثارة للقلق. ورأى القيادي الأميركي أن تلك الطائرات «مستقبل الحروب والتصدي لها يحتاج إلى وقت».
وتعمل وزارة الدفاع، بحسب ماكينزي، على مجموعة متنوعة من الأنظمة التي يتم اختبارها الآن مع شركات التكنولوجيا في منافسة مفتوحة، للعثور على أفضل القدرات وأكثرها تكاملاً.
يقول مايكل روبين، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني في معهد «أميركان إنتربرايز»، إن تعليقات ماكينزي أتت على خلفية الجدل في الكونغرس حول ميزانية الدفاع، ورغبته في حضّ المشرعين على تخصيص المزيد من الأموال لتطوير تكنولوجيا مضادة.
ويضيف روبين أن جزءاً آخر من الخوف من تلك الطائرات، «يرتبط بالتكلفة المنخفضة نسبياً على إيران لاستخدامها في خوض حرب استنزاف اقتصادية»، لافتاً إلى أن إيران «قد تنفق بضعة ملايين من الدولارات لإطلاق سرب من تلك الطائرات، والولايات المتحدة تستطيع هزيمتها، لكنها قد تنفق المئات للحصول على صواريخ وأسلحة ليزر وغيرها للرد عليها».
الجنرال ماكينزي أكد أن طائرات «إم كيو 9 ريبر» الأميركية، التي دخلت القتال لأول مرة في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أثبتت أنها رادع حاسم وفعّال للغاية ضد الهجمات الإيرانية. وقال: «ما وجدناه هو أن الإيرانيين لا يحبون الكشف عن أنشطتهم». وأضاف: «في صيف عام 2019، نعتقد أننا أوقفنا العديد من محاولات الهجوم الوشيك من السفن في البحر ببساطة عن طريق وضع تلك الطائرة في الجو حتى يتمكنوا من سماع صوتها».
وكانت الولايات المتحدة قد أنجزت في العام 2016 تجهيز هذه الطائرة بقدرات إضافية تمكنها من التصدي للهجمات الصاروخية الباليستية، واختبرتها بالفعل خلال مناورات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، خلال تمرين مشترك مع اليابان وكوريا الجنوبية.
وحظيت تصريحات ماكينزي باهتمام من المشرعين الأميركيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وقال النائب سكوت ديغارلايس: «يسعدني سماع أن الجنرال ماكينزي يأخذ على محمل الجد تهديد الطائرات الإيرانية دون طيار».
وأضاف: «نحن بحاجة إلى التأكد من أن الجيش الأميركي لديه كل الموارد المتاحة لتطوير التكنولوجيا بسرعة لاكتشاف الطائرات دون طيار واستعادة التفوق الجوي الكامل. إيران تشكل تهديداً كبيراً لنا ولحلفائنا في المنطقة، وعلينا أن نجعل حمايتهم على رأس أولوياتنا».
ونشرت وسائل إعلام ومواقع إلكترونية تقارير عن حصول مجموعة «نورثروب غرومان» المتخصصة بالتكنولوجيا العسكرية والطيران، وشركة «إيبيروس» المتخصصة في تكنولوجيا صناعة الدرون، على عقود توريد لنظام سُمي «ليونايدس» لمواجهة وتعطيل هجمات طائرات الدرون، مع وزارة الدفاع الأميركية. وأضافت أنه من المقرر استخدام النظام إثر نجاحه في تجارب لإسقاط أكثر من 60 طائرة مسيّرة مختلفة الأنواع والأحجام.
وفيما يقدر أن 102 دولة لديها برامج عسكرية لطائرات دون طيار، وما لا يقل عن 57 جماعة مسلحة حول العالم قادرة على نشر طائرات دون طيار، يؤكد خبراء أن تطوير وانتشار هذه الطائرات، هو عنصر أساسي في جهود إيران لمواجهة الدفاعات المتقدمة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، بأسراب من الذخائر الدقيقة مثل الطائرات دون طيار والصواريخ.
تطوير طهران لهذا البرنامج هو جزء من استراتيجيتها للاستثمار في 3 بدائل، بعد حرب الخليج الأولى والحصار الذي تعرضت له: الاعتماد على الزوارق السريعة لسد تخلف قوتها البحرية، وتطوير برنامج صواريخها الباليستية للرد على تخلفها الجوي، والاستثمار في برنامج طائرات الدرون. وعمدت منذ ثمانينات القرن الماضي إلى صناعة تلك المسيرات، وأطلقت على نماذجها الأولى «أبابيل» و«مهاجر».
اليوم تمتلك مسيّرات متطورة مثل «شاهد 171»، وهي نسخة من الطائرة الأميركية «أر كيو 170»، التي يعتقد أن إيران تمكنت من السيطرة عليها سالمة خلال تحليقها في أجوائها في نهاية 2011. و«شاهد 129»، هي نسخة من طائرة «بريداتور» الأميركية.
يقول روبين إن البرنامج الإيراني في تطور مطرد، ورغم ادعائها أنها استخدمت تصميم الطائرة الأميركية، فإن نموذجها الخاص مبالغ فيه. ويضيف: «ربما استفادوا منها، لكنهم استفادوا أيضاً ولا يزالون من التكنولوجيا الصينية والروسية، ومن حقيقة أن مهندسيهم يعملون بكفاءة أيضاً».