الرئيس الإيراني: جادون بشأن مفاوضات تؤدي إلى نتيجة ولن نربط الاقتصاد بالمفاوضات
أوضح أن حكومته تولي الأولوية للعلاقات مع الدول الجارة والمنطقة، مشيراً إلى أوضاع أفغانستان، ودعا إلى تشكيل "حكومة شاملة" فيه.
ميدل ايست نيوز: أكد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ليلة الإثنين ـ الثلاثاء، في حوار مع التلفزيون الإيراني، أن إيران “لم تترك طاولة التفاوض وستتابع هذه المفاوضات” بخصوص العودة إلى الاتفاق النووي، لكنه أضاف في الوقت نفسه أن الحكومة الإيرانية “لن تربط الاقتصاد بالمفاوضات”.
وأوضح رئيسي: “كما قلنا عندما تستقر الحكومة ستتابع المفاوضات، وها هي اليوم من خلال وزارة الخارجية تقوم بذلك”، مشيراً إلى مفاوضات نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أنريكي مورا، في طهران، الخيمس الماضي، ليقول: “أبلغناه أن الجمهورية الإسلامية جادة، وعلى الطرف الآخر أيضا إظهار الجدية”.
غير أن الرئيس الإيراني شدد: “نحن جادون بشأن مفاوضات تؤدي إلى نتيجة، يجب أن يكون هناك مؤشر على جدية لدى الطرف الآخر في إلغاء العقوبات. هذه العقوبات الظالمة يجب أن ترفع”.
وأوضح أن حكومته تولي الأولوية للعلاقات مع الدول الجارة والمنطقة، مشيراً إلى أوضاع أفغانستان، ودعا إلى تشكيل “حكومة شاملة” فيها، تضم جميع الطوائف والقوميات.
وفي السياق، قال: “اليوم بعد طرد أميركا من أفغانستان، أصبحت مسألة “داعش”، التي صنعها الأميركيون، مطروحة”، داعياً السلطات الأفغانية إلى الوقوف في وجه “جرائم “داعش””.
وأكد رئيسي أنه “إذا لم يتم القضاء على “داعش” في أفغانستان، سيتعرض مستقبل المنطقة للخطر”.
وانطلقت مفاوضات فيينا النووية خلال إبريل/نيسان الماضي بشكل غير مباشر بين طهران وواشنطن بواسطة أعضاء الاتفاق النووي، بغية إحياء هذا الاتفاق، لكنها توقفت منذ يونيو/حزيران الماضي بطلب من إيران بحجة الانتخابات الرئاسية، وانتقال السلطة التنفيذية فيها، لكنها رغم مرور نحو 3 أشهر لم تستأنف بعد، لتؤكد طهران أنها ستعود إلى هذه المفاوضات قريباً، بعد انتهاء عملية مراجعة الجولات الست السابقة، غير أنها بالتوازي مع هذه المواقف بدأت، منذ الخميس الماضي، إجراء حوارات مع الاتحاد الأوروبي، خلال زيارة نائب مفوضها للسياسة الخارجية، أنريكي مورا.
والإثنين، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، علي باقري، سيواصل المباحثات مع الاتحاد الأوروبي خلال الأيام المقبلة في بروكسل.
وأضاف في هذا الصدد أن مباحثات بروكسل ستتمحور حول التحديات والعقبات التي حالت دون توصل مفاوضات فيينا إلى نتيجة خلال جولاتها الست، لافتاً إلى أن مباحثات مورا مع علي باقري، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، في طهران كانت “جيدة وبنّاءة، وأبلغنا السيد مورا ما كان ينبغي قوله”.
لكن في المقابل، أعلنت نبيلة مصرالي، الناطقة باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، يوم الاثنين، لوكالة “فرانس برس”، أنه من غير المرتقب عقد أي لقاء مع الإيرانيين الخميس في بروكسل حول استئناف المحادثات بشأن الملف النووي، وذلك بعد إعلان طهران عن زيارة للمفاوض الإيراني علي باقري.
وقالت المتحدثة باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي: “لن يكون هناك لقاء الخميس. في هذه المرحلة، لا يمكننا تأكيد إن كان سيعقد اجتماع أو متى”.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أميرعبداللهيان، مساء اليوم، في اتصال هاتفي، مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن المفاوضات الأخيرة بين إيران والاتحاد الأوروبي في طهران “كانت إيجابية”، كاشفا عن أنها ستستمر خلال الأسبوع المقبل في بروكسل.
وأضاف عبداللهيان أن بلاده “تدعم مفاوضات تحقق نتائج عملية ملموسة، وإذا نفذت أطراف الاتفاق النووي كامل تعهداتها فإيران أيضاً ستنفذ التزاماتها”.
وأكد الوزير الإيراني أن طهران “لا ترغب في ربط عملية تبادل السجناء (مع أميركا) بالمفاوضات النووية”.
وبالتوازي مع مفاوضات فيينا منذ إبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران الماضيين، كانت تجري إيران والولايات المتحدة مباحثات غير مباشرة بشأن صفقة تبادل السجناء، لكنها لم تحقق نتيجة، وسط حديث إيراني عن التوصل إلى اتفاق بشأن الصفقة، متهمة واشنطن بربطها بمفاوضات فيينا النووية لإحياء الاتفاق النووي، والتي لم تثمر بعد في التوصل إلى نتيجة.