طهران: مستوى تخصيب اليورانيوم يخضع لما نحتاجه في مشروعنا النووي السلمي

قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن علاقات إيران مع وكالة الطاقة الذرية ستكون جيدة إذا اقتصرت على الأمور التقنية.

ميدل ايست نيوز: نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين، “أي حديث مباشر مع أميركا خلال الأشهر التي شهدت مفاوضات فيينا“، لكنه أكد في الوقت ذاته أن طهران تلقت عبر نائب مفوضية الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية أنريكي مورا “رسائل مكتوبة وشفهية منذ انطلاق المفاوضات حول مواضيعها، ورددنا عليها فوراً”.

ولم يكشف خطيب زادة في مؤتمره الصحافي طبيعة الرسائل الأميركية والردود الإيرانية، وجاء نفيه وجود اتصال مباشر مع الولايات المتحدة تعليقاً على تصريحات لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، قبل يومين، قال فيها إن بلاده وجهت رسالة مباشرة إلى إيران، حذرت فيها من أنه في حال استمرار سلوكها في تطوير البرنامج النووي وتجنب العودة إلى الاتفاق النووي، “ماذا سيحدث”.

ولم يكشف سوليفان عن الطريقة التي أرسلت بلاده من خلالها هذه الرسالة التحذيرية إلى إيران، في ظل إعلان المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي حظر أي اتصال وحوار مباشر مع واشنطن.

تهديد برفع تخصيب اليورانيوم إلى 90 بالمائة

في هذه الأثناء، قالت صحيفة “كيهان” المحافظة الحكومية، اليوم الاثنين، إن “أميركا، إذا ما قبلت شروط ومطالب إيران المشروعة والقانونية لرفع كامل للعقوبات، فإن ذلك يعني ربحاً عظيماً للشعب الإيراني، لكن إذا لم تفعل ذلك، فإيران ستعمل على إفشال أثر العقوبات، وتحسين الوضع الاقتصادي، وستواصل تطوير برنامجها النووي، وسترفع تخصيب اليورانيوم من 60 في المائة إلى 90 في المائة إذا اقتضت الحاجة، وستتحول إلى قوة نووية عالمية، وهذا يعني فشلاً عظيماً لأميركا”.

وأكدت الصحيفة أن “إيران، في الظروف الراهنة، تحتاج إلى رفع كامل للعقوبات بشروطها، وليست بناء على الإملاءات الأميركية”.

وتعليقاً على تهديد صحيفة “كيهان” برفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 90 بالمائة إذا فشلت مفاوضات فيينا، لم ينفِ خطيب زادة أو يؤكد ذلك، قائلاً إن “مستوى ونسبة وكيفية تخصيب اليورانيوم يتوقف على حاجات برنامج إيران النووي السلمي، وأطلعنا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بكل ذلك، وسنفعل ذلك مستقبلاً”.

وأضاف خطيب زادة أن بلاده “نفذت التزاماتها في إطار اتفاق الضمانات ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية”، مؤكداً أن “جميع أنشطتنا في إطار مقررات الوكالة”. واتفاق الضمانات هو نظام تفتيش كجزء من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، التي تُعتبر إيران عضواً فيها.

وكسرت طهران الحدّ المسموح به في الاتفاق النووي لتخصيب اليورانيوم من خلال رفعه، يوم السابع من يوليو/تموز 2019، من 3.67 بالمائة إلى 4.5 بالمائة، في إطار خفض التعهدات النووية رداً على تداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي. ولم تكتفِ بذلك، وأعلنت أنها سترفع النسبة إلى 20 في المائة اعتباراً من الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2020، فضلاً عن رفعها النسبة، يوم 13 إبريل/نيسان الماضي، إلى 60 في المائة، رداً على الهجوم الذي استهدف منشأة “نطنز” لتخصيب اليورانيوم في اليوم الذي قبله، مع توجيهها اتهامات لإسرائيل بتنفيذه.

شرط إيران للتوصل إلى اتفاق

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في مؤتمره الصحافي، أن الولايات المتحدة، “خلافاً لما تعلنه، لم تقدّم أي مقترح أو نص ملحوظ” خلال مفاوضات فيينا غير المباشرة بين الطرفين، قائلاً إن “ذلك يثير علامة استفهام كبيرة حول نوايا أميركا”.

في المقابل، أكد خطيب زادة أن بلاده “ستوظف كل طاقتها للتوصل إلى اتفاق”، على حدّ قوله، مشيراً إلى أن “الطرف الآخر إذا عاد إلى فيينا بمقترحات ملموسة، فسنتوصل إلى اتفاق في أقصر وقت ممكن”.

واتهم المسؤول الإيراني الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، الشريكة في الاتفاق النووي والمشاركة في مفاوضات فيينا، بأنها تمارس “حملات دبلوماسية عامة وإعلامية ضد ما يجري في المفاوضات”، داعياً هذه الدول إلى “توظيف وقتها وطاقتها لإجراء مفاوضات جادة”.

وعن نتيجة الجولة السابعة من مفاوضات فيينا التي انتهت يوم الجمعة الماضي، قال خطيب زادة إن أطراف التفاوض “توصلت إلى مسودتين كحصيلة لمباحثات مضغوطة للغاية”، مشيراً إلى أن هذه النصوص تتضمن تعديلات إيران على نصوص يونيو/حزيران الماضي التي توصلت إليها الأطراف في الجولة السادسة.

وعمّا إذا كانت إيران متفائلة بإنجاح مفاوضات فيينا، قال: “لن ندخل عمليات نفسية للحديث عن تفاؤل أو تشاؤم”، متهماً الأطراف الأميركية والأوروبية بأنها تمارس “عملية نفسية من خلال الحديث عن تفاؤل آني للتأثير على غرف التفاوض”، مشيراً إلى أن بلاده “لا تثق بنوايا الجانب الأميركي وبعض أعضاء الترويكا الأوروبية”.

وقال خطيب زادة “إننا نتجنب إصدار أحكام مسبقة حول نتيجة المفاوضات، وسنعود إليها، على أمل أن يخوضها الطرف الآخر بإرادة لرفع العقوبات وبشكل مؤثر وقابل للتحقق منها، لنصل إلى نتيجة”.

ماذا لو هاجمت إسرائيل إيران؟

وفي معرض ردّه على تهديدات إسرائيلية متصاعدة بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن “الكيان الصهيوني منذ اليوم الأول أعلن أنه غير راغب بتحقيق أي اتفاق، وجذور هذا الكيان في الاغتيال وزعزعة الاستقرار”، قائلاً: “ردنا مدمر وواضح كما تحدث عنه اليوم القائد العسكري الإيراني”، في إشارة إلى قائد مقر “خاتم الأنبياء” المركزي بالحرس الثوري الإيراني غلام علي رشيد. وأكد خطيب زادة أن “ردنا المدمر سيكون عسكرياً وأمنياً”.

وكان رشيد قد توعد بالرد على التهديدات الإسرائيلية بقصف الدول التي تعبر منها القاذفات الإسرائيلية، حيث قال: “في حال نفذت هذه التهديدات، فإن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتردد لحظة في شن هجوم مدمر على جميع المراكز والقواعد والمسارات والأجواء التي استخدمت للعبور، وكذلك منشأ العدوان”.

الحوار مع السعودية

وعن تطورات المباحثات التي تخوضها بلاده مع السعودية في بغداد، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن “لا تطور جديداً” في الملف، قائلاً: “ننتظر ردّ السعودية”، من دون أن يكشف ما الذي طرح خلال المباحثات السابقة ويستدعي ردّاً من الرياض.

وربط خطيب زادة إحراز التقدم في المباحثات بـ”جدية” السعودية، قائلاً: “ندعو الرياض إلى حلول سياسية ودبلوماسية، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى”. وصرّح بأن الجولة الخامسة من الحوارات “لم تُعقد”.

يشار إلى أن إيران والسعودية بدأتا حوارات منذ إبريل/نيسان الماضي في بغداد بواسطة الحكومة العراقية، وعقدتا أربع جولات منها حتى الآن، لكنها لم تفضِ بعد إلى نتائج واضحة.

وكان رئيس الهيئة العامة لأركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري قد أكد، الاثنين الماضي، أنه “أجرينا لقاءات مع المسؤولين الإماراتيين والسعوديين، وتم رفع سوء الفهم بيننا إلى حدّ ما”.

وفيما تتعثر المباحثات بين إيران والسعودية، شهدت العلاقات الإماراتية المستمرة مع إيران، في الآونة الأخيرة، تطورات ملحوظة، انعكست في زيارات ثنائية بين الطرفين، حيث زار نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني، أواخر الشهر الماضي، الإمارات، وأجرى لقاءات مع المسؤولين الإماراتيين، قبل أن يزور مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد العاصمة طهران قبل نحو أسبوعين، في أول لقاء رسمي علني منذ عام 2016، بعد أن قررت أبوظبي خفض علاقاتها مع إيران على خلفية قطع السعودية هذه العلاقات، إثر مهاجمة طلاب إيرانيين المقرات الدبلوماسية السعودية في إيران جراء إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر.

وأجرى بن زايد لقاءات مع كبار المسؤولين الإيرانيين، في مقدمتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مسلّماً إياه رسالة دعوة من رئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان لزيارة الإمارات.

واليوم الاثنين، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في معرض ردّ على سؤال بشأن موعد الزيارة، إن “التاريخ لم يُحدد بعد”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 − 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى