الوفود تستأنف التفاوض باجتماعات متلاحقة في فيينا وإيران تطالب بقرارات جدية

استؤنفت في فيينا الجولة الثامنة من المحادثات النووية بين إيران ومجموعة "5+1″، سعيا إلى التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن.

ميدل ايست نيوز: استؤنفت في فيينا الجولة الثامنة من المحادثات النووية بين إيران ومجموعة “5+1″، سعيا إلى التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن.

وحسب تقرير للجزيرة يستضيف قصر كوبورغ الفخم المحادثات بين إيران والدول التي لا تزال منخرطة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 (ألمانيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا).

وكانت آخر جلسة تفاوض عقدت في نهاية يناير/كانون الثاني، وقد غادرت حينها الوفود فيينا وسط دعوات لاتّخاذ “قرارات سياسية” بعد “التقدّم” الذي أحرز خلال مطلع السنة، الذي سمح بالخروج من طريق مسدود استمر مدة طويلة.

وقالت طهران إنها تعود للمفاوضات ببرنامج عمل واضح، وطالبت الغرب بقرارات جدية بشأن رفع العقوبات المفروضة عليها، معتبرة عدم وجود إرادة سياسية أميركية عقبة رئيسية أمام الوصول إلى اتفاق.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده مستعدة للتوصل إلى اتفاق في فيينا في فترة زمنية قصيرة وبشكل سريع.

وأضاف أن المفاوضات لن تتقدم حتى تنظر الأطراف المقابلة إلى الأمور بواقعية وتتخذ خطوات حقيقية وملموسة، مؤكدا أن طهران تسعى بكل جدية للوصول إلى اتفاق جيد في إطار تحقيق مصالحها وحقوقها، بحسب تعبيره.

وأشار إلى أن رفع العقوبات بشكل عملي أمر مهم جدا، وأن طهران ستواصل التشاور مع روسيا وبقية الأطراف في هذا الشأن.

من جانب آخر، نقلت الخارجية الإيرانية عن وزير الخارجية الروسي قوله إن موسكو تؤكد ضرورة رفع العقوبات وإعادة تفعيل الاتفاق النووي.

وأضاف أنه في الدرجة الأولى على واشنطن أن تعود للالتزام بتعهداتها. وأكد لافروف أن روسيا تتفهم القلق الإيراني وتؤكد ضرورة وقف الإجراءات التي تضر بالاتفاق النووي، بحسب تعبيره.

الجميع صائمون عن الكلام حول ما جرى في أول أيام المفاوضات في فيينا

اتفاق ملحّ

وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس قد أعلن أن المفاوضات النووية وصلت إلى مرحلة بات فيها إبرام الاتفاق ملحّا، وحذر من تداعيات التأخير في التوافق عليه.

ومن واشنطن، أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن “أمله” في التوصل سريعا إلى نتائج، على الرغم من استمرار التباينات الكبيرة، وقال إن “الطرفين أثبتا أنّ لديهما النيّة”.

وتابع “هناك عرض أميركي. وهناك عرض مضادّ (…) لا أعلم ما إذا كان الأمر سيستمر أسبوعا، أسبوعين، ثلاثة أسابيع، لكنّنا بالتأكيد في المراحل النهائية للتفاوض”.

تأكيد ورسالة

ويوم الاثنين، جدّدت واشنطن التأكيد على ضرورة تسريع المفاوضات، وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية إنه “رغم التقدم المحرز”، وصلت “المحادثات إلى مرحلة بات فيها إبرام اتفاق أمرا ملحّا”.

وأضاف “ترتسم ملامح اتفاق في الأفق، يتناول المخاوف الأساسية لجميع الأطراف، لكن إذا لم يُبرم في الأسابيع المقبلة، فإنّ التقدّم النووي الإيراني المستمرّ سيجعل عودتنا إلى خطة العمل الشاملة (الاتفاق الإطاري الذي أبرم عام 2015) مستحيلة”.

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة واشنطن بوست ونشرت أول أمس الاثنين في موقعها الإلكتروني، تحدّث المستشار الألماني أولاف شولتز عن “لحظة حاسمة”. وقال شولتز “لقد وجهنا رسالة واضحة” إلى إيران مفادها بأن “الوقت حان لاتخاذ القرارات لا المماطلة”، مبديا أمله في أن “يتلقّف الإيرانيون هذه الفرصة”.

وكان المفاوضون افترقوا نهاية يناير/كانون الثاني على دعوة إلى اتخاذ “قرارات سياسية” بعد “التقدم” المحرز خلال مطلع السنة، والذي سمح بالخروج من طريق مسدود متواصل منذ فترة طويلة.

وبوشرت المحادثات في ربيع عام 2021 بين إيران والدول التي لا تزال طرفا في الاتفاق، وهي: ألمانيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا، بينما يشارك الأميركيون بطريقة غير مباشرة.

وانسحبت واشنطن في عهد الرئيس دونالد ترامب أحاديا من الاتفاق عام 2018، بعد 3 أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردّت بعد عام تقريبا بالتراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.

وتهدف المفاوضات الراهنة إلى السماح بعودة واشنطن وطهران بالتزامن إلى الالتزام بالاتفاق الذي يؤيده الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن.

ولتسريع الوتيرة في “الأمتار الأخيرة”، عبّرت الولايات المتحدة مجددا عن رغبتها الأسبوع الماضي في إجراء محادثات “مباشرة”، وهو ما لا تريده طهران في الوقت الراهن.

وشدّدت طهران من جديد على أن الأولوية بالنسبة إليها هي رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها.

وكتب علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو أعلى هيئة سياسية أمنية عسكرية في إيران -في تغريدة- أنّه “تمّ تحديد جدول الأعمال بشكل دقيق. اتفاق لا يتم فيه رفع العقوبات التي تشكّل ضغوطا قصوى (…) لا يمكن أن يشكّل أساسا لاتفاق جيد”.

وأضاف أنه إذا استمرت واشنطن في الضغط على طهران، فإن “مسار المفاوضات لن يكون سهلا”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى