أمير عبد اللهيان يوجه مسؤولية فشل المفاوضات إلى الغرب وألمانيا تلقي الكرة في ملعب إيران

قال أمير عبد اللهيان إن طهران متفائلة بشأن نتائج محادثات فيينا، وإذا فشلت المحادثات، نعتقد أن الأمريكيين والطرف الآخر هم المسؤولون عنها.

ميدل ايست نيوز: قال كبير الدبلوماسيين الإيرانيين حسين أمير عبد اللهيان لكبيرة مراسلي CNN الدوليين كريستيان أمانبور، إن إيران “لم تكن أبدًا قريبة من الصفقة كما نحن الآن”، فيما يتعلق بالاتفاق النووي الجديد الذي يتم التفاوض عليه.

وقال أمير عبد اللهيان إن طهران “متفائلة للغاية” بالتوصل إلى اتفاق نووي في المفاوضات الجارية في فيينا.

وفي حديثه من مؤتمر ميونيخ للأمن، قال وزير الخارجية الإيراني إن التفاؤل يعود إلى أن “إدارة الرئيس الإيراني الجديد، الدكتور رئيسي، لديها هذه الإرادة الجادة لتحقيق صفقة جيدة مع الجانب الآخر نتيجة محادثات فيينا”.

وقال عبداللهيان: “حكومته متحمسة للغاية للتوصل إلى صفقة جيدة وفورية مع الجانب الآخر… لم نكن قريبين من صفقة كما نحن الآن”.

وقال أمير عبد اللهيان: “لقد قدم الفريق الإيراني مبادرات جيدة للغاية وأظهر الكثير من المرونة… لقد حان الوقت للأطراف الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية، للقيام بنفس الشيء”. وقال وزير الخارجية الإيرانية، إذا تمت معالجة هذه القضايا، “فيمكننا التوصل إلى اتفاق في غضون ساعات قليلة أو في غضون أيام قليلة”.

عندما سُئل عن “المرونة” التي يريدها الإيرانيون من صفقة محتملة، قال أمير عبد اللهيان: “هناك بعض القضايا المتبقية التي تمثل خطوطنا الحمراء”.

وأضاف: “لم نتمكن من الحصول على ضمان عملي يمكننا الوثوق به من الجانب الآخر، خاصة من الأمريكيين… يجب التعامل مع جميع القضايا النووية، بالإضافة إلى رفع العقوبات، كحزمة واحدة”.

وتابع: “إذا فشلت المحادثات، نعتقد أن الأمريكيين والجانب الآخر هم المسؤولون عنها… هناك جدار عالٍ جدًا من انعدام الثقة نشأ بيننا وبين الأمريكيين”.

قال وزير الخارجية إن إيران لن تتفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة طالما استمر فرض عقوبات جديدة على طهران.

وخلال مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، قال عبد اللهيان يوم السبت، إن إيران مستعدة لتبادل فوري للأسرى مع الولايات المتحدة، ووصف مبادلة الأسرى بأنها قضية إنسانية “لا علاقة لها بالاتفاق النووي”.

كما قال أمير عبد اللهيان إن القدرة على إحياء المحادثات النووية لعام 2015 يمكن أن تحدث “في أقرب وقت ممكن إذا اتخذ الجانب الآخر (الولايات المتحدة) القرار السياسي المطلوب”.

وأضاف أمير عبد اللهيان أن “إيران حُرمت من جميع الفوائد الاقتصادية الأولية لخطة العمل الشاملة المشتركة. وقد شاركت جمهورية إيران الإسلامية في الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا بحسن نية وجدية ، بينما قدمت مبادرات لتحقيق صفقة جيدة”.

طلب ضمانات

وقال وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان في مؤتمر ميونخ للأمن إن المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن يمكن أن تنجح “في أسرع وقت ممكن” إذا اتخذت الولايات المتحدة القرارات السياسية الضرورية.

وأوضح أن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق جيد في فيينا خلال أيام، وأن على الأطراف الأخرى استثمار ذلك، مشيرا إلى أن بلاده شاركت في محادثات فيينا بحسن نية، بهدف التوصل إلى اتفاق جيد.

وأضاف عبد اللهيان -في إحدى جلسات المؤتمر- “أود أن أؤكد هنا على استعدادنا لإنجاز اتفاق جيد في أسرع وقت ممكن، إذا اتخذ الطرف الآخر القرار السياسي المطلوب”، مؤكدا أن الغرب سيكون مسؤولا عن فشل المحادثات النووية الجارية في فيينا.

وقال إنهم طلبوا ضمانات من الطرف الأميركي، وهو طلب واقعي يمكن لهم تلبيته، مضيفا أن حديث واشنطن عن عدم تقديمها ضمانات اقتصادية يتناقض مع الاتفاق وبُعده الدولي، حسب قوله.

ومضى يقول إن تحقيق الأمن والهدوء في الشرق الأوسط أمر ممكن بمشاركة دول المنطقة “وبدون تدخل خارجي”.

وشدد على أن خطابات واشنطن لم تعد كافية، ولا بد من خطوات عملية بشأن العقوبات والأموال الإيرانية المجمدة. وأضاف “إذا أظهرت واشنطن حسن نيتها -بإنهاء تجميد أرصدتنا في الخارج- فسننظر في التفاوض المباشر معها”.

لحظة الحقيقة

من جانب آخر وعلى هامش مؤتمر ميونخ للأمن، قال المستشار الألماني إن جميع العناصر موجودة في مكانها لصفقة نووية مع إيران.

واعتبر أن أمام القيادة الإيرانية خيارا، وأنه إذا استمرت إيران في تخصيب اليورانيوم فهذا “أمر غير مقبول”.

عبارات التفاؤل بشأن محادثات فيينا جاءت أيضا على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي التي قالت -في مؤتمر صحفي بواشنطن- إن تقدما كبيرا تم إحرازه خلال الأسبوع الماضي بالمباحثات، ولكن لم يتم التوصل لاتفاق بعد.

تقديرات إسرائيلية

ونقل موقع “أكسيوس” (Axios) عن مسؤولين إسرائيليين، أن تقديراتهم تشير إلى أن التوصل لاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني بات قريبا.

كما نقل عنهم أن كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي ستلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس خلال حضورها مؤتمر ميونخ للأمن، وأن الوزير الإسرائيلي سيقدم موقف تل أبيب من نقاط عدة يجري نقاشها في مسار فيينا.

وبعيد اللقاء بين هاريس وغانتس الذي أعلن عنه المسؤولون الإسرائيليون في حديثهم مع موقع “أكسيوس”، قال غانتس إنه أعرب خلال لقائه نائبة الرئيس الأميركي عن امتنان إسرائيل لالتزام واشنطن بمنع حصول إيران على سلاح نووي.

وحسب ما نقلته الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن مسؤول رفيع، فإن تل أبيب تستعد لمواجهة هذا التطور، مشيرة إلى أنه رغم وجود قضايا لم يتم حسمها بعد، فإن الاتجاه الغالب هو السير نحو التوصل إلى حل وسط مع طهران.

وأضافت الإذاعة أن أوساطا إسرائيلية تأمل في رفع العقوبات عن إيران تدريجيا، لكنها تخشى أن تشجع واشنطن الشركات التجارية للتعامل مع طهران.

وقد بدأت قبل أشهر المباحثات بين إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا) لإحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا عام 2018.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الجزيرةCNN

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى