“جيروزاليم بوست”: لا مؤشر على حلّ وسط بشأن تصنيف حرس الثورة الإيراني
يظلّ شطب الحرس الثوري الإسلامي من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية حجر العثرة الرئيسي الوحيد بين الولايات المتحدة وإيران.
ميدل ايست نيوز: كتب المحلل الإسرائيلي عومري نحمياس تقريراً صحافيا في “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، يعرض من خلاله الخيارت أمام إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وفي ما يلي النص منقولاً إلى العربية:
قال سفير “إسرائيل” لدى الولايات المتحدة مايك هرتسوغ، يوم الإثنين، إنّ أي اتفاق لن يضع طهران في صندوق “ما لم يكن هناك ردع جاد تجاه إيران”.
في مقابلة مباشرة مع صحيفة “واشنطن بوست”، قال هرتسوغ إنّه يود أن يرى هذا الردع مطبقاً “مع أو بدون اتفاق”.
يظلّ شطب الحرس الثوري الإسلامي من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية حجر العثرة الرئيسي الوحيد بين الولايات المتحدة وإيران في جهودهما لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
في الأيام الأخيرة، أشار الجنرال مارك ميلي ووزارة الخارجية إلى قوة القدس التابعة لحرس الثورة الإيراني كمجموعة إرهابية، لكنهم لم ينسبوا المنظمة بأكملها على هذا النحو، مما دفع البعض إلى الاعتقاد بأنّ الولايات المتحدة تشير إلى خطٍ جديد، وهو شطب جميع فروع حرس الثورة الإيراني ما عدا قوة القدس.
يرى خبراء واشنطن ثلاثة سيناريوهات محتملة: الخيار الأول هو تسوية اللحظة الأخيرة. على سبيل المثال، إذا قرر الطرفان التوقيع على خطة العمل الشاملة المشتركة أولاً ووضع مسألة الحرس الثوري الإيراني جانباً إلى موعد لاحق. الخيار الثاني، قد يتراجع أحد الطرفين تماماً عن مطالبه، وهو سيناريو غير مرجح. أخيراً، قد لا يكون هناك اتفاق.
هناك سيناريو آخر، إذ بدلاً من “الابتعاد”، سيكون هناك “اضمحلال” لخطة العمل المشتركة. في ظلّ هذا السيناريو، لن يكون هناك إعلان رسمي عن انتهاء المفاوضات، وستعود إيران إلى تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية. في إشارة إلى أنّ المجتمع الدولي غير مستعد لمثل هذا السيناريو، أوضح هرتسوغ في مقابلته مع صحيفة “واشنطن بوست” أنّ رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية سيوفر لطهران الأموال اللازمة لمزيد من الأنشطة الإقليمية المزعزعة للاستقرار. وقال هرتسوغ: “إسرائيل قلقة – وبالمناسبة، ليست إسرائيل وحدها بل جيراننا في المنطقة أيضاً – من أن هذه الأموال ستجد طريقها إلى وكلاء إيران، وسنشعر بذلك. سوف يزعزع استقرار المنطقة”.
يعتقد السفير أنّ تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية ليس شيئاً رمزياً فحسب، بل هو أداة عمل مهمة تمكّن من توجيه تهم جنائية ضد الكيانات التي تعمل مع الحرس الثورة الإيراني.
يعتقد خبراء واشنطن أنّ أياً من الجانبين لن يتسرع في تسوية. يقول الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية (CFR) إليوت أبرامز: “لن يوافَق عليها في طهران أو في واشنطن”، مضيفاً أنّ “تعليق ميلي جعل كثيرين يعتقدون أنّ الصفقة كانت قيد الإنجاز حيث سترفع إدارة بايدن تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية عن الحرس الثورة الإيراني بأكمله وتبقيه فقط على قوة القدس، وقد سمعت شائعات بهذا المعنى”.
وقال أبرامز: “يبدو أنّ الإيرانيين ملتزمون بمطلبهم بإخراج الحرس الثورة الإيراني بأكمله من القائمة، لأنّه يدير جزءاً كبيراً من اقتصادهم. ويبدو أنّ الرئيس جو بايدن يدرك أن سحب الحرس الثورة الإيراني من القائمة سيكون ديناميتاً سياسياً نظراً لأنّ أيديهم ملطخة بالدماء الأميركية وجهودهم الحالية لقتل وزير الخارجية السابق مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي السابق جون بولتون. إذا كان ميلي يجرب هذا الحلّ الوسط، فسوف يفشل”.
ويوم أمس الأربعاء، أصدر المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي (JINSA) رسالة مفتوحة من 46 جنرالاً أميركياً متقاعداً وأدميرالاً يدعون الرئيس والكونغرس إلى “رفض الاتفاق النووي الناشئ مع إيران”. وجاء في البيان أنّ “الاتفاق الجديد سيكون أقصر وأضعف من اتفاق 2015 الأصلي، ويعرّض الأمن القومي للولايات المتحدة للخطر ويهدد وجود شركائنا الإقليميين”.
ووفقاً للرسالة، فإنّ الاتفاق الجديد “أقصر وأضعف” من خطة العمل الشاملة المشتركة الأصلية، ويمكن أن يجعل إيران “أقرب مرتين” من سلاح نووي.
وجاء في الرسالة أنّ “أقرب شركاء أميركا الإقليميين، الذين يهاجمهم إيران بانتظام، يعارضون بالفعل بشدة الاتفاق المقترح. إذا لم نساعد في حمايتهم من إيران، فلا يمكننا أن نتوقع مساعدتهم في مواجهة تهديدات مثل روسيا والصين”.
من جانبه، قال الزميل الأول في مركز “Gemunder” للدفاع والاستراتيجية التابع لـ”JINSA” جون هانا: “يتعرض بايدن لضغطٍ هائل – في الداخل والخارج – لعدم شطب الحرس الثوري الإيراني. الجمهوريون في الكونغرس يعارضون بشدة ومخاوفهم يتردد صداها من قبل عدد متزايد من الديمقراطيين. في الشرق الأوسط، إسرائيل وحلفاء أميركا العرب مقتنعون بنفس القدر بأنّ شطبه من القائمة لن يؤدي إلا إلى زيادة التهديد الكبير الذي يواجهونه بالفعل من الحرس الثوري الإيراني”.
وقال هانا: “ليس هناك شكّ في أنّ الإدارة تأمل في إيجاد حلّ وسط ذكي يسمح لها بإنقاذ الاتفاق النووي، بينما لا تبدو ضعيفة بشكل جبان فيما يتعلق بالإرهاب. لهذا السبب، قد يكون التمييز الذي قدّمه ميلي في جلسة الاستماع الأسبوع الماضي مهماً. من الناحية النظرية، سيسمح ذلك لبايدن بالرّد على مطالبة إيران بإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة وزارة الخارجية، بينما يبدو في الوقت نفسه متشدداً في التعامل مع الإرهاب من خلال تصنيف قوة القدس، أكثر عناصر الحرس الثوري الإيراني فتكاً، كمنظمة إرهابية أجنبية”.