واشنطن تخشى أن تطور إيران سلاحاً نووياً في غضون أسابيع
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، يوم الثلاثاء، إن البيت الأبيض يشعر بالقلق من أن تطور إيران سلاحاً نووياً في غضون أسابيع.
ميدل ايست نيوز: قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، يوم الثلاثاء، إن البيت الأبيض يشعر بالقلق من أن تطور إيران سلاحاً نووياً في غضون أسابيع، بعد أن أشار وزير الخارجية أنتوني بلينكن في وقت سابق اليوم إلى أن طهران سرّعت وتيرة برنامجها النووي.
وأضافت ساكي: «نعم، هذا يقلقنا بالتأكيد»، مشيرة إلى أن الوقت الذي تحتاجه إيران لإنتاج سلاح نووي يقلّ منذ نحو عام، بحسب ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم، إن واشنطن ما زالت تعتقد أن العودة لإحياء الاتفاق النووي العالمي هي أفضل سبيل لمواجهة التحدي النووي الذي تمثله إيران. وأضاف أن التوصل لاتفاق مع طهران بهذا الشأن لن يؤثر على قدرة الولايات المتحدة على التصدي للأنشطة الخبيثة الأخرى لإيران.
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس إن واشنطن ما زالت تعتقد أن إحياء الاتفاق النووي «أفضل سبيل لمواجهة التحدي النووي الذي تمثله إيران»، مشددا على قدرة الولايات المتحدة على التصدي للأنشطة الخبيثة الأخرى لإيران، وذلك غداة مشاورات أميركية – إسرائيلية لمناقشة الخطط البديلة لاحتمالات فشل المفاوضات النووية.
وتعهد بلينكن بعقد جلسة مفتوحة في الكونغرس لمناقشة الملف الإيراني قبل نهاية شهر مايو (أيار) المقبل. وقال في جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إن العودة إلى الاتفاق ستؤدي إلى الحرص على عدم امتلاك طهران لسلاح نووي أو للقدرة على إنتاج سلاح نووي في فترة صغيرة، خاصة في ظل تصرفاتها العدائية.
وكرر بلينكن توجيه اللوم للإدارة السابقة بسبب انسحابها من الاتفاق، قائلا: «لقد ورثنا وضعاً مشبعاً بالتحديات تمثل ببرنامج إيران النووي الذي تقدم بشكل كبير، إضافة إلى زيادة في أنشطتها الخبيثة واستفزازاتها في المنطقة». مضيفاً أن «قرار الانسحاب من الاتفاق وسياسة الضغط القصوى على طهران لم تؤد إلى النتائج المرجوة. على العكس فقد نجم عنها برنامج نووي أخطر، فأصبح وقت امتلاكها لسلاح أسابيع وليس لمدة عام».
وتطرق بلينكن إلى الاعتداءات الإيرانية المتزايدة على القوات الأميركية في المنطقة، وتحدث بلينكن عن نقطتين، وقال: «النقطة الأولى هي أن هذه الأنشطة ستكون أسوأ بكثير في حال حصلت طهران على سلاح نووي. والنقطة الثانية أن الاتفاق النووي مع إيران لن يؤثر على قدرتنا وتصميمنا بملاحقتها فيما يتعلق بهذه الأنشطة وبالتنسيق مع حلفائنا».
وأكد بلينكن أن هدف الولايات المتحدة هو ألا تحصل إيران على سلاح نووي.
ووجّه السيناتور الجمهوري تيد كروز أسئلة إلى بلينكن عن الشرط الأميركي لإزالة «الحرس الثوري» من قائمة الإرهاب مقابل أن تتخلى طهران عن الثأر لمقتل الجنرال قاسم سليماني. وتجنب بلينكن الرد المباشر على السؤال بقوله، إن «هناك تهديداً مستمراً يحدق بالمسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين».
وعاد كروز ليسأل عن صحة التقارير بأن وزارة الخارجية الأميركية خصصت مبلغ مليونَي دولار شهرياً لتوفير الحماية لهؤلاء المسؤولين، بمن فيهم وزير الخارجية السابق، مايك بومبيو. وأجاب بلينكن «نحن سوف نحرص على حماية الأميركيين مهما تطلب ذلك».
جاءت تصريحات بلينكن غداة مباحثات في واشنطن، جرت بين مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي إيال حولاتا، ركزت بشكل أساسي على تهديدات إيران، حيث تضغط إسرائيل على إدارة بايدن لوضع خطة بديلة في حال فشل المفاوضات النووية مع إيران.
وقال البيت الأبيض في بيان إن المناقشات ركزت على مخاوف إسرائيل بشأن أمنها وما يتعلق بتهديدات إيران وكيفية تعزيز التعاون من خلال المجموعة الاستراتيجية الاستشارية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وتعزيز التعاون الأمني مع الشركاء الإقليميين.
وتأتي المحادثات الأميركية الإسرائيلية وسط غموض في مسار التفاوض بعدما تعثرت المحادثات في العاصمة النمساوية فيينا، بداية الشهر الماضي. ووصفت صحيفة «إسرائيل هيوم» أمس الثلاثاء تحركات إسرائيل بأنها تحول دراماتيكي لتوقعاتها لفرص توقيع اتفاق نووي بين إيران والقوى العظمى، مشيرة إلى أن «زيارة حولاتا تستهدف الاستعداد لاحتمالات عدم توقيع صفقة مع إيران، وهو ما يعد تغيرا كبيرا في الموقف الاستراتيجي لإسرائيل».
ونسبت الصحيفة لمسؤولين دبلوماسيين تصريحات أن فرص إحياء الاتفاق الإيراني النووي «أصبحت ضئيلة أو معدومة، وأن احتمالات توقيع صفقة جديدة يتقلص بشكل كبير، بما يمثل منعطفا مفاجئا في تلك المفاوضات التي أبدت إدارة بايدن اهتماما كبيرا بها على أمل تحقيق انتصار سياسي».
ولم يعلق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على اجتماع سوليفان وحولاتا، في حين أشارت مصادر دبلوماسية إسرائيلية أمس أن الولايات المتحدة تتجه نحو إنهاء المحادثات للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، حيث تواصل طهران تقديم مطالب دون أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات، وتحاول إسرائيل مناقشة طرق بديلة وخطط جانبية في النقاشات مع واشنطن لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي سواء تم التوصل إلى اتفاق أو لم يتم التوصل إلى اتفاق لإحياء الصفقة، وهو المسار الذي ترجحه بعض الدوائر الإسرائيلية، وأشار مصدر دبلوماسي إلى أن فرص العودة للاتفاق أصبحت ضئيلة، وكلما طال الوقت دون اتفاق قلت احتمالات التوصل إلى اتفاق.
وقالت صحيفة «إسرائيل هيوم» إنه رغم أن المسؤولين الإسرائيليين لم يستبعدوا بشكل قاطع إمكانية توقيع اتفاق نووي مع إيران، لكن التقييم الحالي هو افتراض عدم توقيع أي اتفاق، وهو ما يشعر معه الإسرائيليون بارتياح كبير.