وكالة إيرانية تنشر معلومات سرية عن شخصيات إسرائيلية “قد يشملها الانتقام”
أشار التقرير إلى أن قائمة الأشخاص المؤثرين الذين يقعون تحت المراقبة الدقيقة ويشكلون أهدافا محتملة، تفوق هؤلاء الخمسة.
ميدل ايست نيوز: رغم أن خطاب التهديد والوعيد لم يتوقف يوما بين طهران وتل أبيب، فإنه بلغ درجة أعلى من المصارحة منذ اغتيال الضابط في فيلق القدس حسن صياد خدايي الأسبوع الماضي في طهران، حيث اتهم القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، “الكيان الصهيوني” بالتورط في مقتله وتوعد بالثأر له.
وخلافا لمبدأ السرية الذي تنتهجه الأجهزة الأمنية قبيل تصفية أهدافها، نشرت وكالة أنباء فارس المقربة من الحرس الثوري تقريرا يحتوي على معلومات سرية عن 5 إسرائيليين ممن وصفتهم بالمتخصصين في المجالات العسكرية والأمنية والسيبرانية والتقنية في “الكيان الإسرائيلي المؤقت”، وتوعدت بنشر تفاصيل دقيقة جدا عن شخصيات أخرى “قد تطالهم يد الانتقام” في الأيام المقبلة.
أهداف محتملة
وأشار التقرير إلى أن قائمة الأشخاص المؤثرين الذين يقعون تحت المراقبة الدقيقة ويشكلون أهدافا محتملة، تفوق “هؤلاء الخمسة الذين تلطخت أياديهم في عمليات التخريب بحق الدول الإسلامية واغتيال نشطاء المقاومة الإسلامية”.
وجاء في التقرير أن المعلومات التي تنشرها وكالة الأنباء هي ملخص عن نشاطات هؤلاء، وأن لديها تفاصيل دقيقة جدا عن أفراد أسرهم وصور وفيديوهات، وعناوين بيوتهم والدوائر التي يعملون فيها، وأرقام الهواتف الثابتة والمحمولة والبريد الإلكتروني وغيرها.
ونشرت الوكالة شبه الرسمية، صورا وتفاصيل عن سيرة كل من الرئيس السابق لمديرية الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي اللواء عاموس مالكا، وخبير الأمن السيبراني أمير ليفنتال، والضابط السابق في وحدة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي 8200 غال جانوت، وعنبال أرييلي التي تعتبر إحدى 100 شخصية مؤثرة في التقنيات الحديثة، وهي ضابطة سابقة في وحدة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي 8200، وخبير الأمن السيبراني أميت ميلتزر.
ونوّه التقرير إلى أن وكالة أنباء فارس سبق أن نشرت مثل هذه التفاصيل وأكثر عن ضابط إسرائيلي رفيع المستوى، أرغمته على تغيير بيته ومكتبه وأرقام هواتفه وعناوين صفحاته على منصات التواصل، ورغم ذلك فإنه لا يزال تحت المراقبة الدقيقة ليلا ونهارا.
تقرير أمني
وقد أخذت إسرائيل التهديدات الإيرانية على محمل الجد، فوضعت منظومة القبة الحديدية في حالة التأهب القصوى، ودعت المستوطنين إلى تجنب السفر للدول المحيطة بإيران، وأبلغت 100 إسرائيلي في تركيا بإمكانية استهدافهم من قبل طهران، وطلب منهم العودة إلى إسرائيل.
ووصف الأكاديمي الإيراني الباحث في الشؤون الإسرائيلية مجيد صفا تاج، ما نشرته وكالة أنباء فارس بأنه “تقرير أمني”، مؤكدا أن أكثر من جهاز أمني في إيران يقوم برصد نشاطات الإسرائيليين، إلى جانب المعلومات التي تحصل عليها عبر العمليات السيبرانية، وماتقوم به حركات المقاومة من جمع معلومات.
واستدرك أنه لا يستبعد أن يكون التقرير قد حصلت عليه أوساط شعبية ونشرته كحلقة من الحرب النفسية بين الجانبين؛ مضيفا أن الحرب الأمنية بين طهران وتل أبيب متواصلة، وسبق أن وقع بعض القادة الإسرائيليين في يد الأجهزة الأمنية الإيرانية أو حلفائها.
ونفى صفا تاج أن تكون بلاده لم تنفذ تهديداتها بالثأر لقتلاها من “الكيان الإسرائيلي”، واصفا نشر مثل هذا التقرير بأنه “جزء صغير جدا من منظومة عمليات أمنية كبيرة لبث الرعب في قلوب قادة الصهاينة”، موضحا أن الحرس الثوري وحزب الله اللبناني عادة لا يكشفان عن مخططاتهما حتى لحظة تنفيذها بالكامل، وفقا لمبدأ المفاجأة.
وقرأ المتحدث ذاته تحديد أسماء المستهدفين في التقرير، بأنه رسالة واضحة عن مدى اهتمام إيران برصد تحركات كل من يعمل ضدها على شتى المستويات، مؤكدا أن بلاده سبق أن “انتقمت لقتلاها” بشكل غير مباشر وعبر حلفائها.
وفي السياق ذاته، يرى الأكاديمي الإيراني الباحث في الشؤون السياسية مهدي مطهر نيا، خطاب التهديد بين طهران وتل أبيب ينم عن انتقال الحرب السرية بينهما إلى العلن، وينذر بمواجهة مباشرة بين الجانبين قد تكون بعيدة عن الأراضي الإيرانية.
ورأى مطهر نيا أن التصعيد الإسرائيلي المتمثل في استهداف المصالح الإيرانية في سوريا والعمليات التخريبية في المنشآت النووية داخل إيران واغتيال شخصيات إيرانية، زاد من رقعة التوتر الذي أوشك علی الانفجار.
وأضاف أن “السلوك الإسرائيلي الاستفزازي بحق بلاده زاد من حدة المطالبات الشعبية في إيران للانتقام من الإسرائيليين”، مؤكدا أن مثل هذه التقارير قد تحمل رسالة للرأي العام الإيراني بشأن العزيمة علی الثأر العملي لمصالحه الوطنية.
وعن رأيه فيما إذا كان تقرير وكالة أنباء فارس يندرج ضمن الحرب النفسية، رأى الباحث السياسي الإيراني أن الحرب النفسية تمهد الطريق للعمليات الميدانية، وتوقع أن تشهد المنطقة مزيدا من التوتر الذي قد يتطور إلى مواجهة مباشرة بين طهران وتل أبيب في المراحل المقبلة.