طهران: سيعلن قريباً عن مكان وزمن الجولة المقبلة من المفاوضات النووية
أكد المتحدث الجديد باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الأربعاء، أنّ المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن مستمرة عبر الاتحاد الأوروبي.
ميدل ايست نيوز: أكد المتحدث الجديد باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الأربعاء، أنّ المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن مستمرة عبر الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أنّ بلاده ملتزمة بمواصلة المفاوضات النووية لحل القضايا العالقة بغية إحياء الاتفاق النووي.
وقال كنعاني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الأول أفادت به وكالة “العربي الجديد“، إنه سيتم قريباً تحديد مكان وزمن الجولة المقبلة من المفاوضات النووية، مشيراً إلى أنّ عدم تحديدهما حالياً “لا يعني انتهاء المفاوضات”.
وأكد المتحدث الإيراني أنّ المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة مستمرة كالسابق، من خلال تبادل الرسائل عبر اتصالات مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وكذلك عبر الاتصالات بين كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، والمنسق الأوروبي للمفاوضات إنريكي مورا الذي يشغل منصب نائب بوريل.
وشدد كنعاني على أنّ بلاده أبقت نافذة الدبلوماسية والتفاوض مفتوحة من خلال مبادراتها، مؤكداً أنها ستواصل مسار التفاوض ما دامت الأطراف الأخرى ملتزمة بهذا المسار.
وحمّل الإدارة الأميركية مسؤولية الوضع الراهن الذي تواجهه المفاوضات النووية، داعياً إياها إلى اتخاذ “القرار السياسي إذا ما أرادت أن تفضي قريباً المفاوضات إلى نتيجة أو لا”، فيما اتهم الأطراف الأوروبية بـ”التقاعس” في تنفيذ تعهداتها المنصوص عليها بالاتفاق النووي، وذلك في التعليق على التصريحات الجديدة لوزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا.
وفي السياق، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إنه “لولا الجهود الإيرانية لما بقيت نافذة الدبلوماسية مفتوحة”، مشيراً إلى أن طهران “نفّذت جميع تعهداتها وأميركا هي التي خرجت من الاتفاق وتخلّت عن التزاماتها”، وفق قوله.
وتابع المتحدث الإيراني أنّ “أنشطة إيران النووية شفافة وقانونية وسلمية وجميع أنشطتها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي عضو فيها وفي معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية”، مؤكداً أنّ “الكيان الصهيوني لا يحق له الإدلاء بتصريح بشأن أنشطة إيران النووية السلمية لكونه يمتلك أسلحة نووية وليس عضواً في معاهدة حظر الإشاعة”.
وحذّر كنعاني الاحتلال الإسرائيلي من مغبة أي اعتداء على المنشآت الإيرانية، متوعّداً بأنّ بلاده سترد بـ”شكل حازم وقوي يبعث على الندم على أي خطوة حمقاء للكيان الصهيوني”.
وهاجم المتحدث الإيراني السياسات الأميركية في المنطقة، مشيراً إلى زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وقائلاً إنها “على عكس التصريحات الأميركية لن تجلب الأمن والاستقرار للمنطقة”.
وأضاف أنّ “إيجاد الاستقرار والأمن الإقليميين رهن بتغيير أميركا سلوكها عملياً”، واصفاً حضور قواتها في دول المنطقة بأنّه “غير قانوني”. وأعلن كنعاني رفض طهران تشكيل أي تحالف إقليمي بمشاركة الاحتلال الإسرائيلي، داعياً الإدارة الأميركية إلى “إعادة النظر في سياساتها في الشرق الأوسط والتوقف عن دعم إسرائيل”.
وما تزال مفاوضات فيينا النووية، التي انطلقت في إبريل/ نيسان 2021، تراوح مكانها متعثرة، منذ أن توقفت في 11 مارس/ آذار الماضي، لكنها استمرت بصيغة مفاوضات غير مباشرة عن بعد بين طهران وواشنطن، عبر ممثل الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، المكلف بتنسيق شؤون المفاوضات.
وقبل نحو أسبوعين، اجتمع المفاوضون الإيرانيون والأميركيون في العاصمة القطرية الدوحة لاستكمال المفاوضات غير المباشرة عبر الاتحاد الأوروبي. وفيما تؤكد إيران أنها كانت “إيجابية”، عبّرت الإدارة الأميركية عن خيبة أملها من نتائجها.
وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا قد حذّرت، مساء الثلاثاء، من أنّ الوقت ينفد من إيران لإحياء الاتفاق المتعلّق ببرنامجها النووي، مشدّدة على أنّ “نافذة الفرصة” المفتوحة لإنقاذ هذا الاتفاق ستغلق في غضون “بضعة أسابيع”.
وقالت كولونا أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية: “لقد برهنّا على قدر كبير جدّاً من الصبر، لكنّ الوضع الراهن لا يُحتمل، لأنّ إيران تعتمد منذ أشهر موقفاً تسويفياً”.
وأضافت: “ما زالت هناك أمام إيران نافذة فرصة ومجال مفتوح، لكي تقرّر أخيراً قبول الاتفاق الذي ساعدت في بنائه، لكنّ الوقت ينفد”. وتابعت: “نافذة الفرصة ستغلق في غضون بضعة أسابيع. لن يكون هناك اتفاق أفضل من ذلك المطروح حالياً على الطاولة”.