خسائر للاقتصاد الإيراني بسبب استمرار الاحتجاجات
دخلت الاحتجاجات المتواصلة في إيران، أسبوعها الثالث، وتزداد معها الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الإيراني، سواء بسبب قطع الإنترنت أو عمليات الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.
ميدل ايست نيوز: دخلت الاحتجاجات المتواصلة في إيران، أسبوعها الثالث، وتزداد معها الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الإيراني، سواء بسبب قطع الإنترنت أو عمليات الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة، إلى جانب الخسائر التي لحقت بدور السينما والتجارة الرقمية.
وحسب تقرير لموقع الجزيرة، رسميا، أقر وزير الاقتصاد والشؤون المالية الإيراني إحسان خاندوزي، بتضرر الاقتصاد الوطني جراء الاحتجاجات التي شهدتها البلاد مؤخرا، مؤكدا -في مؤتمر صحفي- عزم الحكومة تعويض الأضرار التي لحقت بمصدر رزق المواطن ومعيشته، وفق قوله.
الممتلكات العامة
وقدّر رئيس مركز الاتصالات في بلدية طهران، عبد المطهر محمد خاني، الأضرار التي لحقت بممتلكات بلدية العاصمة بنحو 200 مليار ريال (الدولار = 330 ألف ريال)، مؤكدا إصابة 21 شخصا من كوادر البلدية جراء ما سماها “أعمال الشغب”.
وعن الأضرار التي لحقت بإطفائية طهران، كشف محمد خاني، عن إحراق وتدمير 25 مركبة خفيفة وثقيلة وسيارة تويوتا واحدة مع كامل المعدات التابعة لخدمات مكافحة الحرائق، خلال الأيام الأخيرة.
وليس بعيدا عن البلدية وما تكبدته من أضرار خلال الأيام الماضية، أعلن جعفر ميعادفر، رئيس منظمة الطوارئ الإيرانية، عن تدمير 85 سيارة إسعاف وإصابة 10 من الكوادر الطبية، موضحا أن المنظمة بحاجة إلى تريليون مليار ريال لتعويض المركبات المدمرة ومواصلة عملها بشكل طبيعي في ربوع البلاد.
قطع الإنترنت
وعلى ضوء قرار السلطات الإيرانية بشأن قطع الإنترنت وحجب مواقع التواصل الاجتماعي الرامي إلى إخماد فتيل الأزمة، قدرت إحصائية شركة “نت بلاكس” لخدمات الإنترنت أن خسائر البلاد جراء سياسة حجب الشبكة العنكبوتية تبلغ 450 مليار ريال في الساعة (يعادل 1.5 مليون دولار)، مؤكدة أن قطع الإنترنت كبد البلاد خسائر بقيمة 110 آلاف مليار ريال خلال 11 يوما.
في غضون ذلك، كشف سكرتير نقابة المهن الناشطة في الفضاء الافتراضي، رضا ألفت نسب، عن أن معيشة 10 ملايين إيراني مرتبطة ارتباطا وثيقا بالشبكة العنكبوتية وأن حجب الإنترنت يستهدف مباشرة معيشة هؤلاء ومصدر أرزاقهم.
ووفقا لتقارير الصحافة الإيرانية الناطقة بالفارسية، فإن نحو مليون ناشط اقتصادي في إيران يتخذون من منصات التواصل الاجتماعي لا سيما انستغرام، فضاء لبيع البضائع والإعلانات وغيرها من النشاطات التجارية، وأن قطع الإنترنت يكبد الاقتصاد الوطني نحو 30 ألف مليار ريال يوميا.
ولم تقتصر الخسائر الناجمة عن قطع الإنترنت على منصات التواصل الاجتماعي، إذ إن الناشطين في بورصة طهران والأسواق المالية العالمية يعانون من المشكلة التي أضحت قديمة جديدة، وتتكرر مع تصاعد الاحتجاجات بين الفينة والأخرى.
دور السينما
واستهدفت الاحتجاجات، التي تبلغ ذروتها مع حلول الظلام كل مساء، دور السينما بشكل خاص؛ إذ كشف تقرير لوكالة إرنا الرسمية عن تراجع عدد روادها خلال الأيام القليلة الماضية، موضحا أن أعداد رواد دور العرض قد تراجعت في الأسبوع الأول من الاحتجاجات إلى الثلث ثم إلى الخمس حتى بلغ السدس خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأوضح التقرير، أن إحصاءات بيع التذاكر خلال الأيام الأخيرة تظهر أن إقبال الناس على دور السينما قد بلغ أدنى مستوياته خلال العام الماضي، وأن خسائر قطاع السينما خلال الأسبوعين الماضيين بلغت 220 مليار ريال.
ووفقا للإعلام الرسمي الإيراني، فإن الاحتجاجات الأخيرة كبّدت شتى القطاعات الاقتصادية -منها مكاتب الطيران والصرافة والتحويلات المالية والتجارة الرقمية والقطاع الصحي- خسائر كبيرة، فضلا عن أن سياسة قطع الإنترنت بين الفينة والأخرى ستفقد ثقة الزبائن بالمتاجر الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وامتدت خسائر الاحتجاجات إلى أرواح المرضى الإيرانيين، لا سيما عقب رقمنة كتابة الوصفات الطبية في إيران منذ أشهر، حيث أثرت سياسة قطع الإنترنت سلبا على علاج المرضى خلال الأيام الماضية، إلى جانب قطع الطرق بوجه سيارات الإسعاف خلال ساعات ذروة الاحتجاجات، لا سيما في العاصمة طهران التي تعاني أزمات مرورية يومية.
خسائر أخرى
وبعيدا عن لغة الأعداد والأرقام التي تتناولها الأوساط الإيرانية الرسمية هذه الأيام، يعتقد الباحث في الاقتصاد السياسي، بوريا آستركي، أن الخسائر تفوق هذه الأعداد والأرقام لا سيما بعد سقوط ضحايا جراء الاحتجاجات الأخيرة، مستدركا أنه لا توجد تقديرات دقيقة بشأن الخسائر التي شهدتها الاحتجاجات في المناطق النائية ومنها أحداث سيستان وبلوشستان.
وفي حديث للجزيرة نت، أوضح آستركي، أن بعض الجهات الأجنبية استغلت ما يحدث في إيران لتشديد الضغوط وفرض عقوبات أشد قساوة على الإيرانيين، مؤكدا أن الخسائر الاجتماعية قد لا تقل عن الخسائر الدولية التي لحقت بالبلاد.
واستدرك قائلا، إنه بالرغم من أن الشرخ الاجتماعي بين المحتجين والسلطات الإيرانية قد اتسع خلال أيام الاحتجاجات، إلا أنه سينخفض على المدى المتوسط، لأنه لا سبيل أمام طهران سوى الإصغاء لأصوات المحتجين والعمل على تحقيق مصالحة وطنية.
وخلص الباحث الإيراني، إلى أن الخسائر سوف تتضاعف في حال استمرار الاحتجاجات، مستدركا أن حدة المظاهرات قد انخفضت خلال اليومين الأخيرين.