أميركا: عسكريون إيرانيون في القرم لمساعدة روسيا في قصف أوكرانيا

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الخميس، إن الولايات المتحدة خلصت إلى وجود أفراد عسكريين إيرانيين على الأرض في شبه جزيرة القرم.

ميدل ايست نيوز: قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الخميس، إن الولايات المتحدة خلصت إلى وجود أفراد عسكريين إيرانيين على الأرض في شبه جزيرة القرم، لمساعدة الجيش الروسي في تشغيل طائرات مسيّرة قدمتها طهران لشنّ ضربات في أنحاء أوكرانيا.

وأضاف برايس، خلال إفادة صحافية ــ أفاد بها موقع “العربي الجديد” : “يمكننا أن نؤكد أن العسكريين الروس المتمركزين في القرم يوجهون الطائرات المسيّرة الإيرانية ويستخدمونها لشن ضربات في أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك الغارات في كييف في الأيام الأخيرة”.

وتابع قائلا: “تقييمنا هو أن… هناك أفرادا عسكريين إيرانيين على الأرض في القرم ويساعدون روسيا في العمليات”.

بدوره، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين، إن إيران أرسلت “عددا صغيرا نسبيا” من الأفراد إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من جانب واحد العام 2014، لمساعدة القوات الروسية في إطلاق طائرات مسيّرة إيرانية الصنع على الأراضي الأوكرانية.

وأضاف كيربي: “المعلومات التي لدينا تفيد بأن الإيرانيين وضعوا مدربين ودعما تقنيا في شبه جزيرة القرم، لكن الروس هم من يقومون بهذه التجربة”.

وكشفت الولايات المتحدة لأول مرة الصيف أن روسيا تشتري طائرات إيرانية مسيّرة لإطلاقها في أوكرانيا. ونفت إيران بيع ذخائرها إلى روسيا.

ويعتقد مسؤولون أميركيون أن إيران ربما نشرت أفرادا عسكريين، لمساعدة الروس جزئيا بسبب عدم إلمامهم بالطائرات المسيّرة إيرانية الصنع.

وأظهرت نتائج توصلت إليها الاستخبارات الأميركية، والتي تم رفع السرية عنها، أن الروس واجهوا مشكلات تقنية مع الطائرات الإيرانية المسيّرة بعد وقت قصير من استلامها في أغسطس/آب.

وفي السياق، قال كيربي: “كانت الأنظمة نفسها تعاني من إخفاقات ولا تعمل وفقا للمعايير التي توقعها المشترون على ما يبدو… لذلك، قرر الإيرانيون نقل بعض المدربين وبعض الدعم الفني لمساعدة الروس على استخدامها بطريقة فتاكة أفضل”.

وأضاف كيربي أن إدارة الرئيس جو بايدن ستبحث عن سبل تجعل من الصعب على طهران بيع مثل هذه الأسلحة لروسيا، قائلا إن واشنطن لم تعد تركز على الدبلوماسية والمحادثات النووية مع إيران في هذه المرحلة.

وفي وقت سابق من اليوم الخميس، وافق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على ثلاثة أفراد وكيان يزودون روسيا طائرات مسيّرة إيرانية الصنع تستخدم لقصف أوكرانيا، بحسب ما أعلنته الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي. وستدخل العقوبات حيز التنفيذ الخميس.

كما أعلنت بريطانيا، الخميس، فرض عقوبات جديدة ضد شخصيات وشركة إيرانية اتهمتها بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة لاستخدامها في قصف أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، في بيان نشر على موقع الحكومة، إن دعم إيران لحرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “الوحشية وغير القانونية ضد أوكرانيا أمر مؤسف”.

وأعلن كليفرلي فرض حكومة بلاده “عقوبات على أولئك الذين قاموا بتزويد روسيا بطائرات بدون طيار، التي تستخدمها لاستهداف المدنيين الأوكرانيين والبنية التحتية”.

ولفت إلى أن أفرادا من الحرس الثوري كانوا في الأراضي الخاضعة لسيطرة موسكو في أوكرانيا، لتقديم المشورة للقوات الروسية حول كيفية استخدام الطائرات المسيّرة.

ونفت إيران عزمها تزويد روسيا صواريخ لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، وذلك في اتصال بين وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، الخميس، أتى بينما وافق الاتحاد الأوروبي على معاقبة طهران لـ”تسليم” موسكو طائرات مسيّرة.

وقال أمير عبد اللهيان: “اليوم، خلال مباحثة هاتفية مع جوزيب بوريل، أعدت تذكيره بأن سياستنا الواضحة هي معارضة الحرب والتصعيد في أوكرانيا”، وذلك في تغريدة عبر “تويتر”.

وشدد على أن “مزاعم إرسال صواريخ إيرانية إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا لا أساس لها من الصحة”، مشيرا إلى وجود “تعاون في المجال الدفاعي مع موسكو، إلا أن سياستنا بالتأكيد ليست إرسال الأسلحة والطائرات المسيّرة ضد أوكرانيا”.

وفي ظل الاتهامات، أكدت إيران مرارا أنها لم تزوّد أيا من روسيا وأوكرانيا معدات “لاستخدامها في الحرب”، بينما نفى الكرملين، الثلاثاء، علمه باستخدام الجيش الروسي مسيّرات إيرانية.

واتهمت أوكرانيا روسيا باستخدام أربع طائرات مسيّرة إيرانية الصنع لقصف كييف الإثنين. كما قالت إن دفاعاتها الجوية أسقطت 223 طائرة كهذه منذ منتصف سبتمبر/أيلول.

ونفت موسكو وطهران في الأمم المتّحدة، الأربعاء، أن تكون المسيّرات التي تستخدمها روسيا إيرانية الصنع، وذلك في أعقاب جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي بطلب من دول غربية.

وكانت الخارجية الإيرانية أعربت، الثلاثاء، عن استعدادها لإجراء مباحثات مع كييف لتوضيح “مزاعم” تزويدها موسكو بأسلحة وطائرات مسيّرة لاستخدامها في الحرب التي بدأتها القوات الروسية في 24 فبراير/شباط.

وفي اليوم ذاته، أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أنه اقترح على الرئيس فولوديمير زيلينسكي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بالكامل، بعدما خفّضت كييف الحضور الدبلوماسي لطهران على أراضيها بشكل كبير في سبتمبر/أيلول، وذلك لأسباب عدة، منها “احتمال استمرار تزويد إيران لروسيا بالأسلحة”.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية نشرت تقريرا في 16 أكتوبر/تشرين الأول، أشارت فيه إلى أن إيران تعتزم إرسال مزيد من الطائرات المسيّرة و”صواريخ أرض أرض” إلى روسيا، وذلك وفق مصادر أمنية من الولايات المتحدة ودول حليفة لها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر + ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى