الهوامش السياسية تطغى على انتصار إيران في بطولة كأس القارات الشاطئية
رغم اعتبار الفوز بلقب البطولة نجاحًا كبيرًا، إلا أنه ترك آثار جانبية لا تزال قيد المناقشة في وسائل الإعلام واتحاد كرة القدم ووسائل التواصل في البلاد.

ميدل ايست نيوز: اختتم منتخب إيران لكرة القدم الشاطئية مشاركته في بطولة كأس القارات الشاطئية المقامة في دولة الإمارات، بتحقيقه الفوز على منتخب البرازيل 2 – 1 في الجولة الرابعة من المجموعة الرابعة، ليحقق انتصاره بلقب البطولة، وبهذا تصبح إيران إلى جانب روسيا من أكثر الفرق تميزاً في هذه البطولة.
وحسب تقرير لصحيفة “اعتماد” الإيرانية عقب هذا الفوز، هنأ الرئيس الإيراني ورئيس القضاء وبعض الشخصيات السياسية الأخرى المنتخب الإيراني في رسائل تهنئة منفصلة.
رغم اعتبار الفوز بلقب البطولة نجاحًا كبيرًا، إلا أنه ترك آثار جانبية لا تزال قيد المناقشة في وسائل الإعلام واتحاد كرة القدم ووسائل التواصل في البلاد، وخارج الملعب في شوارع دبي ومطار الإمام الخميني.
هذا، وبدأت القصة من مباراة نصف النهائي بين إيران والإمارات. حيث لوحظ أن أعضاء الفريق التزموا الصمت أثناء عزف النشيد الوطني الإيراني ورفضوا ترديده تضامناً مع يجري في البلاد. أما في المباراة النهائية مع البرازيل، ردد الفريق الإيراني النشيد، وهذا حسبما أظهرت المشاهد الملتقطة لهم.
بعد هذه الحادثة، أثناء المباراة النهائية وعلى أرض الملعب الإماراتي، أنهى “سعيد بيرامون” لاعب المنتخب الإيراني البطولة بتسديدة رائعة خرقت المرمى البرازيلي.
وعقب تسجيله لهذا الهدف وبدلاً من إظهار الفرحة، قام سعيد بأداء حركة شبيهة بما قامت به النساء المتضامنات مع قضية الشابة مهسا أميني، حيث قام بحركة افتراضية جمع بها شعره فوق رأسه وقصه، بمشهد وصف بالجريء جعله يتصدر الشبكات الاجتماعية.
وقبل ذلك، لم يُظهر اللاعب حميد بهزادبور، الذي سجل الهدف الأول في المرمى البرازيلي اي شعور بالسعادة. كذلك، لم يحتفل أي من لاعبي المنتخب الإيراني بعد إحراز الهدف. وأكتفو بمصافحة بعضهم البعض.
وعلى هذا المنوال، تكرر هذا الفعل من قبل لاعبي المنتخب عندما تم تسليمهم كأس البطولة، حيث لم يبدي أعضاء الفريق أي ردة فعل خاصة على رفع كأس البطولة أمام أعين السلطات الإماراتية المتفاجئة.
بعد ذلك، تجمع الإيرانيون المتواجدون في البطولة خارج الملعب وفي شوارع دبي، ورددوا شعارات مناهضة للحكومة الإيرانية وتضامنوا مع المحتجين في إيران.
وفي إشارة إلى هذا الموضوع، هددت صحيفة إيران، يوم أمس، حكومة الإمارات بشأن عدم تعاملها مع هؤلاء الأشخاص.
وكتبت: “بعد مباراة كرة القدم الشاطئية بين إيران والإمارات في 5 نوفمبر، تجمع بعض المشجعين الذين كانوا حاضرين في البطولة خارج الملعب ورددوا شعارات مناهضة للحكومة الإيرانية”.
وأكملت الصحيفة: “أن أي عمل سياسي في الإمارات يمنع ويواجه عواقب وخيمة، إلا أن شرطة دبي لم تتخذ أي إجراء ضد الشعارات التي اطلقت من قبل هؤلاء الأشخاص. هذا الإجراء من جانب حكومة الإمارات العربية المتحدة لا يتوافق بطبيعة الحال مع سياسة حسن الجوار، وإذا لم تتعامل هذه الدولة بشكل مناسب، فعليها قبول عواقب هذا العمل الذي نعده معادي لإيران”.
من ناحية أخرى، لم يلتزم اتحاد الكرة ولجنة الكرة الشاطئية الصمت بخصوص ما جرى خلال كأس القارات الشاطئية، وأصدروا بياناً تفوح منه رائحة التهديد بحق أعضاء الفريق.
وبالأمس، دخلت قافلة منتخب إيران لكرة القدم الشاطئية البلاد عبر مطار الإمام الخميني، لكن بحسب الصور المنشورة، لم يُسمح لأحد من الصحفيين ولا حتى عائلات اللاعبين الذين ذهبوا للترحيب بالمنتخب الوطني بدخول صالة المطار.
بالتزامن مع إحراز منتخب إيران لكرة القدم الشاطئية لقب البطولة، تمكن فريق المصارعة الإيراني أيضًا من الفوز ببطولة كأس العالم. وبالمثل، لم يتفاعل المصارعون الإيرانيون عندما رفعوا كأس البطولة، وهو ما لاحظه مستخدمو وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.
وتلقى فريق المصارعة الإيراني، مثلهم مثل أعضاء فريق الكرة الشاطئية، رسائل تهنئة من مسؤولين سياسيين إيرانيين ومن اللاعبين الشهيرين دايي وكريمي. ومع ذلك فإن ردة فعل هذا الفريق لم تكن على الإطلاق مماثلة لما فعله لاعبو منتخب كرة القدم الشاطئية.