هل تؤثر احتجاجات إيران على موقف واشنطن من مفاوضات الاتفاق النووي؟
تتعدد قراءات المحللين الأميركيين بشأن التطورات التي تشهدها إيران وتجمع في معظمها على أن هذه الدولة تواجه تحديات كبرى بسبب مشاكلها الداخلية والخارجية.
ميدل ايست نيوز: تتعدد قراءات وتنبؤات الخبراء والمحللين الأميركيين بشأن التطورات التي تشهدها إيران، سواء على صعيد برنامجها النووي أو على صعيد الاحتجاجات الشعبية الداخلية، وتجمع في معظمها على أن هذه الدولة تواجه تحديات كبرى بسبب مشاكلها الداخلية والخارجية، وأن واشنطن غير مستعجلة لإحياء الاتفاق النووي معها.
وأثار قرار إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% في منشأة فوردو النووية ردود فعل خارجية منددة رغم أن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أعلن في وقت سابق أن رفع مستوى التخصيب يأتي ضمن قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سام ويربرغ لقناة الجزيرة ضمن برنامج “من واشنطن” إن الخطوة الإيرانية بشأن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% لم تكن مفاجئة، وإن بلاده لم تتلق أي تطورات إيجابية من طرف إيران منذ شهرين بشأن مفاوضات البرنامج النووي.
لكن ويربرغ أكد أن واشنطن لا تزال تتمسك بالخيار الدبلوماسي من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي رغم أن الرئيس الأميركي جو بايدن يبقي كل الخيارات مفتوحة.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أكد أمس الأربعاء أن الاتفاق النووي لا يزال على الطاولة، وأن المفاوضات وتبادل الرسائل مستمران مع الولايات المتحدة بهدف التوصل إلى اتفاق قوي وجيد ومستدام.
وبرأي كامران بخاري من معهد “نيولاينز” (New Lines) للإستراتيجيات والسياسات، فإن واشنطن ليست مستعجلة في التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران، وبايدن لا يمكنه أن يقدم على خطوة مثل هذه، لأنها ستؤثر على موقفه خلال الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2024.
وأشار بخاري إلى أن القيادة الإيرانية تعاني من مشاكل داخلية بسبب ما سماها الانتفاضة الشعبية والظروف الاقتصادية الصعبة.
وتحولت المظاهرات الإيرانية احتجاجا على وفاة مهسا أميني إلى احتجاجات ضد السلطة غير مسبوقة بحجمها وطبيعتها منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
أما إياد عفالقة -وهو محلل سياسي وعضو اللجنة التنفيذية للحزب الديمقراطي في كاليفورنيا- فركز على علاقات إيران مع روسيا، وكيف أن أي اتفاق يحصل بين طهران وواشنطن في الملف النووي سيشكل فرصة لموسكو، لكنه قال إنه ليس من مصلحة واشنطن الذهاب إلى خيار الحرب بسبب الانتخابات القادمة.
وتحدث عفالقة عن انتهاكات لحقوق الإنسان ترتكب في إيران، وأنهم في الحزب الديمقراطي يلتقون بالجاليتين الإيرانية والعربية، ويحذرونهما من خطورة ما تقوم به هذه الدولة من زعزعة للاستقرار في المنطقة.
بدوره، استبعد مدير السياسات في مجلس الأمن القومي سابقا باري بافيل أن تجلس إدارة بايدن إلى طاولة المفاوضات مع إيران.
واتهم بافيل -في حديثه لبرنامج “من واشنطن”- إيران بقتل مواطنيها ووضعهم في السجون، وقال إنها فقدت شرعيتها الداخلية والخارجية، خاصة بعد أن “تواطأت” مع روسيا في حربها على أوكرانيا، ولم يتردد في وصفها بالدولة الخارجة على القانون الدولي، متنبئا بتغير القيادة الإيرانية بنيويا وهيكليا.
وفي نظر المتحدث، فإن واشنطن لا تسعى إلى إسقاط النظام في طهران ولم تذكر ذلك أبدا، وما طلبه الرئيس بايدن هو أن تتخلص إيران من برنامجها النووي.