هل تقوم إيران بغلق مضيق هرمز ومن هو أول الضحايا؟

قال خبير في الشؤون الدولية أن إيران لن تدخل في مثل هذه القضايا ما لم تتحد الدول الغربية وتريد منع طهران من استخدام مضيق هرمز.

ميدل ايست نيوز: يمر مشهد السياسة الخارجية والدبلوماسية الإيرانية بأيام ملتهبة وحساسة للغاية في الآونة الأخيرة. فمن جهة، وصل الملف النووي وإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة إلى طريق مسدود. ومن جهة أخرى، باشرت الدول الغربية جولة جديدة من العقوبات ضد إيران بذريعة حقوق الإنسان وتدخل طهران في الأزمة الأوكرانية.

وبحسب موقع فرارو، إضافة إلى هاتين المسألتين، أدت زيارة الزعيم الصيني الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية وتوقيعه على تصريحات معادية لإيران إلى ظهور قضية جديدة في السياسة الخارجية الإيرانية. وفي ظل هذه الأجواء، اقترح حسين شريعت مداري، رئيس تحرير صحيفة كيهان، إغلاق مضيق هرمز رداً على تلك التصريحات.

وبالطبع، لم يكن هذا الاقتراح وليد يومه، بل قد تم طرحه عدة مرات في الماضي، بالأخص؛ أيام رئاسة حسن روحاني، وذلك عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2019. حيث كانت هذه القضية تستقطب الانتباه في كل مرة، لكن الحكومة الإيرانية لم تتخذ قط خطوة عملية وجادة في هذا الصدد.

رئيس تحرير صحيفة “كيهان” الإيرانية يدعو إلى إغلاق مضيق هرمز ومصادرة الناقلات العابرة

وعلى هذا، يمكن الآن طرح هذه المسألة الحساسة، حول ما إذا كان بإمكان إيران إغلاق مضيق هرمز كما يقترح البعض؟ وفي حال تم تنفيذ مثل هذا السيناريو، فماذا ستكون العواقب بالنسبة لإيران؟

إغلاق مضيق هرمز يتطلب سببًا مقنعًا

وحول سؤاله عن إمكانية إغلاق مضيق هرمز، قال عبد الرضا فرجي راد، الخبير في الشؤون الدولية: “إن العقوبات التي فرضتها أوروبا والغرب هي حقوق شخصية وإنسانية، ولا أعتقد أنه من الممكن بسهولة إغلاق المضيق الدولي الذي يمر عبره ما يقرب من 40٪ من نفط العالم بسبب عقوبات مفروضة على حقوق الإنسان وبعض الأفراد في إيران”. وأكد: “إذا كان مضيق هرمز يريد أن يُغلق، فلا بد من وجود سبب مقنع”.

وأضاف: “إذا أغلق هذا المضيق الحيوي بسبب هذه العقوبات على الأفراد أو حقوق الإنسان والقضايا الثقافية وغيرها، فإن إيران ستكون في صراع مع العالم كله وليس مع الغرب فحسب”.

وشدد هذا الخبير: “لا بد من وجود حجة وراء هذه الخطوة يمكن أن تقنع العالم بأن إيران أغلقت مضيق هرمز لهذا السبب. لذلك، إذا لم يكن هناك سبب قوي وراء هذه الخطوة، فإن دول العالم سترفع القضية بأقصى سرعة إلى مجلس الأمن الدولي، بناء على الفقرة السابعة، لينشأ الصراع في المنطقة وتبدأ الحرب”.

وعن احتمال قيام إيران بمثل هذا الفعل، قال: “أشك في أن إيران تفكر حتى في مثل هذه القضايا. إذ من الطبيعي أن يكون للمحللين والناس في الإعلام والسياسة آراء مختلفة. لكن من وجهة النظر القانونية ومن وجهة نظر الحكومة الإيرانية، من غير المرجح أن تتخذ حكومة رئيسي مثل هذه الإجراءات لترد على العقوبات الغربية المفروضة على طهران”.

إيران هي أولى ضحايا إغلاق مضيق هرمز

وأشار فرجي راد، إلى الخسائر المحتملة لإغلاق مضيق هرمز وقال: “أولاً وقبل كل شيء، من المحال تنفيذ مثل هذا الإجراء للرد على قضايا صغيرة وغير بالغة الأهمية، فعندما يغلق مضيق هرمز، بالإضافة إلى معاناة دول العالم من تبعاته، ستعاني بلادنا بالمثل”.

وأضاف: “إيران بأمس الحاجة إلى عوائد هذا المضيق لأنها تتصدر قائمة مصدري النفط، إذ تصدر أكثر من مليون برميل. في الوقت نفسه، يتم استيراد العديد من السلع الأساسية والمواد الأصلية والمواشي وغيرها، من ميناء بندر عباس وشابهار”.

وقال: “من الطبيعي أن يكون هناك العديد من المشاكل في الداخل الإيراني. لذلك، لن تدخل إيران في مثل هذه القضايا ما لم تتحد تلك الدول وتريد منع إيران من استخدام مضيق هرمز”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − سبعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى