رغم امتلاكها أرضية خصبة… لماذا لم تساهم إيران في توفير مصادر للطاقة المتجددة؟

عندما تم الحديث عن إنتاج 4000 ميغاواط من مصادر الطاقة المتجددة من قبل القطاع الخاص في إيران، بدلاً من تشجيع وتحفيز القائمين على العمل، قامت الحكومة بوضع عقبات عدة أمامهم.

ميدل ايست نيوز: بحسب الإحصائيات الرسمية لوزارة الطاقة الإيرانية، فإن 88٪ من الوقود المستخدم في المحطات الكهربائية هو غاز طبيعي، فيما تعمل باقي المحطات على طاقة المياه.

وفي ظل الوضع الذي تصدرت فيه أخبار الأزمة المائية في السنوات الماضية وعجز إنتاج الغاز التي تعاني منه البلاد، لجأت العديد من شركات الصناعات الإيرانية إلى وقود المازوت الملوث، الذي يشكل ضباباً دخانياً يغطي سماء العاصمة طهران ومحافظات أخرى، وينشر الأمراض ويخلق تحدياً جاداً يضاف إلى قائمة التحديات التي تواجهها إيران.

وبحسب صحيفة شرق الإيرانية، لم يول صانعو السياسات في إيران أدنى اهتمام بإنتاج الكهرباء المتجددة. وفي مطلع عام 2011، وفقًا لقرار في مجلس البرلمان، كان من المفترض أن يتم إنفاق نسبة مئوية من تعرفة الكهرباء للمستهلكين على توفير الوقود النظيف والطاقة المتجددة، ولكن تم تجاهل هذا القرار بسهولة مع الأيام.

ويرى حميد رضا صالحي، نائب رئيس لجنة الطاقة في غرفة التجارة الإيرانية، أن إهمال إيران للوقود النظيف متجذر في النهج الخاطئ المتبع من قبل الحكومات السابقة منذ سنوات، والسبب في ذلك هو السعر الرخيص للوقود المتوفر بين أيدينا.

وخلال حديث له مع شرق، قال صالحي: “إن واحد بالمائة فقط من إنتاج الكهرباء في إيران يتم توفيره من خلال الطاقة المتجددة، بينما يبلغ متوسط ​​إنتاج الكهرباء في العالم أكثر من 20 بالمائة، وتركيا بالذات تجاوزت حاجز الـ 18%.”

وأضاف: “استخدامنا لمصادر الغاز الأحفوري أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من تلوث، إذ أن محطات توليد الكهرباء التي كانت تعمل مسبقاً بالغاز الطبيعي، يتم تغذيتها اليوم بالمازوت الذي يعرض صحة الملايين للخطر. بينما بالجهة المقابلة، يوجد في إيران أرضية خصبة لإنفاق 80 إلى 90 مليار يورو لإنتاج حوالي 800 ألف ميغاواط من خلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتجددة، وهي واحدة من البلدان التي لديها 300 يوم مشمس، مما يجعلها في طليعة البلدان المنتجة للطاقة النظيفة.”

وأكد: “على الرغم من أن الدول العربية المجاورة لإيران تتمتع أيضًا بإمكانية الوصول إلى مصادر كبيرة من الطاقة الأحفورية، إلا أن بصيرة صانعي القرار هناك دفعتهم إلى توقيع عقود كبيرة في مجال إنتاج الوقود النظيف والسير في اتجاه تحويل نفطهم إلى قيمة مضافة بدلاً من بيعه خاماً، إلا أن إيران ما زالت مترددة بشأن هذه المشاريع إلى الآن.”

إيران تسعى لإنتاج 10 ألاف ميغاواط من الكهرباء بالطاقة المتجددة

وفي نفس السياق، يوضح هذا المسؤول: “بعد التمهيد لإنشاء مراكز للطاقة المتجددة في إيران، رأينا أنه على عكس ما قاله الوزير، فلم توجد خطة أو برنامج للسير على هذا النحو، وإذا كانت هناك رغبة فعلية في القيام بذلك، فسيتم على الأقل مثل البلدان الأخرى، إعداد وثيقة شاملة لتطوير استخدام الموارد المتجددة والموافقة عليها في مجلس البرلمان.”

وأكمل صالحي حديثه قائلاً: “لن تدفع الحكومة أي تكاليف في هذا الصدد، بل سيدفعها القطاع الخاص، وستأخذ الحكومة حصتها فقط. من طرف آخر، أدى التملك إلى دفع البلاد إلى مكان يعاني فيه من نقص في الكهرباء في الصيف ونقص في الغاز في الشتاء. حيث تعتقد الحكومة أنه لا يزال بإمكانها بيع النفط كما كان من قبل، وجلب عائدات النفط من الدولار، وتتقدم في التخطيط لمشاريعها بحيث تصبح نفسها المالك المطلق بعيداً عن القطاع الخاص.”

وبحسب قوله، عندما تم الحديث عن إنتاج 4000 ميغاواط من مصادر الطاقة المتجددة من قبل القطاع الخاص، بدلاً من تشجيع وتحفيز القائمين على العمل، قامت الحكومة بوضع عقبات عدة أمامهم.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى