ماذا يحمل الهجوم على سفارة أذربيجان في طهران؟

أثار الهجوم المسلح على سفارة جمهورية أذربيجان في طهران يوم الجمعة ردود أفعال واسعة، وقتل في هذه الحادثة، رئيس الأمن في سفارة باكو وأصيب اثنان من حراس السفارة.

ميدل ايست نيوز: أثار الهجوم المسلح على سفارة جمهورية أذربيجان في طهران يوم الجمعة ردود أفعال واسعة، وقتل في هذه الحادثة، رئيس الأمن في سفارة باكو وأصيب اثنان من حراس السفارة.

وبحسب موقع فرارو الإيراني، منذ بداية الحادث، تابعت الجهات الأمنية والمسؤولون القضائيون الأمر بجدية. وحضر رئيس شرطة العاصمة ورئيس مكتب المدعي العام للشؤون الجنائية في طهران مسرح الجريمة وتم فتح تحقيق مفصل في الأمر.

وأكد المركز الإعلامي للقضاء، من خلال تضمينه معلومات مهمة عن الجاني وقضية اختفاء زوجته، على الدوافع الشخصية والعائلية وراء هذا الهجوم والبعيدة تماماً عن أي عمل إرهابي.

وتدخلت وزارة الخارجية بشكل جدي منذ اللحظة الأولى، حيث ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني بشدة هذا التصرف. وبحث وزيرا الخارجية والداخلية حسين أمير عبداللهيان وأحمد وحيدي أهداف المهاجم المسلح ودوافعه فيما يتعلق بالحادثة التي وقعت في سفارة جمهورية أذربيجان في طهران.

رئيس أذربيجان يعتبر الهجوم على سفارة بلاده في طهران “عملا إرهابيا”

فرضية مشؤومة لإثارة التوتر بين طهران وباكو

وكما كان واضحًا منذ البداية، فإن وقوع مثل هذه الحادثة في خضم التوترات الأخيرة بين البلدين سيكون لقمة سائغة للروايات المعادية لإيران.

وأثناء تغطيتها لخبر الهجوم على سفارة باكو، اختارت وكالة أنباء ترند نيوز في أذربيجان مصطلحات تخفي وراءها العديد من المعاني. حيث استخدمت مصطلح “إرهابي إيراني” للإشارة إلى منفّذ الهجوم. وحاولت ربط هذه الحادثة بالتوتر في العلاقات الأخيرة بين الجانبين، من خلال إعادة نشر تصريحات المسؤولين العسكريين الإيرانيين الذين حذروا باكو في الأسابيع الماضية من محاولة التغيير الجيوسياسي.

والفرضية الأساسية للتحليل الإعلامي في أذربيجان لا تندرج تحت اعترافات الجاني “بأنها دوافع شخصية لا أكثر” بل ترتبط بشكل وثيق بتحذيرات طهران الأخيرة بحق باكو. وحاولت هذه الجهات استغلال الحادث للإضرار بالعلاقات بين إيران وجمهورية أذربيجان، دون الإشارة إلى اعترافات المتهم ومقاطع الفيديو التي التقطتها كاميرات المراقبة.

وعلى الرغم من أن هذا التحليل لا يحتوي على الحد الأدنى من الاستشهادات لإثبات ادعاءاتهم إلا أنهم سعوا بكل ما أوتوا من قوة، لتصوير الحدث على أنه أزمة كبيرة بين إيران وأذربيجان. ويعتقد البعض أن بعض السياسيين الأذربيجانيين يعتزمون تتبع الدوافع السياسية الخفية من داخل هذا الحادث لتنفيذ الخطة الطموحة لإنشاء ممر زنغزور لاتشين.

المهاجم يبحث عن زوجته.. القضاء الإيراني يعلن تفاصيل جديدة عن الهجوم على سفارة أذربيجان

دروس يمكن تعلمها من الهجوم على السفارة؟

في اللحظات الأولى للهجوم على سفارة باكو في طهران، حضر مسؤولو وزارة الخارجية الإيرانية إلى مكان الحادث وهم يعلمون بالتفصيل العواقب السلبية المحتملة له:

إن تهيئة الأجواء لتكثيف موجة “فوبيا إيران” على المستوى الإقليمي وغير الإقليمي هو الدرس الأول للحادث الأخير. إذ يمكن للأشخاص الذين يتأثرون بهذه الموجة الاستفادة بسهولة من مثل هذه الأحداث من أجل صنع طعم لدعايتهم وبرامجهم. وفي مثل هذا السياق، يبدو من الضروري للنظام الدبلوماسي في البلاد أن يكون لديه خطة موثقة في الأيام المقبلة للتعامل مع الانتهاكات المحتملة لهذا الحادث.

والعبرة الثانية من هذه الحادثة تستهدف جهاز السياسة الخارجية في إيران، وتكشف الستار عن العلاقات بين طهران وباكو التي تحتاج إلى مراجعة وفحص جاد وصارم.

في الأشهر القليلة الماضية، شهدت العلاقات بين البلدين موجة من التوترات المتصاعدة. وخصوصاً التصريحات المستجدة فيما بينهم. ومما لا شك فيه أن حدثاً مثل هذا وبالرغم من “الطابع الشخصي” يمكن أن يتحول إلى أزمة دبلوماسية. ولو كانت العلاقات بين البلدين في وضع طبيعي، لما شهدنا هذه المواقف من قبل سلطات باكو.

وتجدر الإشارة إلى أن الدبلوماسية مسرح لتحويل التهديدات إلى فرص. إذ يمكن كبح أكبر الضغوط من خلال الإدارة السليمة. في المرحلة المقبلة، من الضروري لمسؤولي وزارة الخارجية وضع مسألة تخفيف التوترات مع جمهورية أذربيجان على جدول أعمالهم.

وفي الختام، يتعلق الدرس الثالث من هذا الهجوم بضرورة وقف التصعيد مع المجتمع الدولي. في المقابل، يعتقد البعض أن الدولة لن تستفيد من ضبط النفس، لكن في الوقت نفسه، يمكننا أن نسأل ما الذي كسبته البلاد من خلق هذه التوترات؟ إذا تفاعلت إيران مع المجتمع الدولي في أجواء طبيعية، وإذا كان للبلد علاقة معتدلة مع المجتمع الدولي؛ هل كان من الممكن تصوير مثل هذه الاتهامات المعادية لإيران من حادثة كهذه تحدث بأرقى الأماكن؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 − 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى