برا وجوا وبحرا.. صراع إسرائيلي إيراني دون حرب شاملة
الحرب بين إيران وإسرائيل هي الأكثر تقلبا بين حروب الشرق الأوسط، وتعهدت إسرائيل، التي يعتقد أنها تمتلك أسلحة نووية، باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي.
ميدل ايست نيوز: الحرب بين إيران وإسرائيل هي الأكثر تقلبا بين حروب الشرق الأوسط، وتعهدت إسرائيل، التي يعتقد أنها تمتلك أسلحة نووية، باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي، بحسب تقرير لموقع “مودرن دبلوماسي“.
في الخفاء ولسنوات عديدة، اشتبكت الدولتان بصمت مع بعضهما البعض في البر والجو والبحر، وأحيانا بالوكالة، وفقا للتقرير.
حاول البلدان تجنب مواجهات مفتوحة قد تتصاعد إلى صراع واسع، ومع ذلك جذبت الصراعات الأخيرة بينهما مزيدا من الاهتمام، وزعمت صحيفتا “وول ستريت جورنال” و”نيويورك تايمز” الأمريكيتان في 28 يناير/ كانون الثاني الماضي أن إسرائيل هي المسؤولة عن غارة جوية استهدفت مركز تصنيع حربي بمدينة أصفهان وسط إيران.
تم استخدام 3 طائرات بدون طيار لمهاجمة المنشأة الإيرانية، في وقت كان الغرب ينتقد فيه إيران لمنحها روسيا طائرات عسكرية بدون طيار لاستخدامها في حربها بأوكرانيا.
بداية من خمسينيات القرن الماضي، عندما كان في السلطة آخر ملوك إيران وهو محمد رضا بهلوي، كان البلدان حليفان، لكن التحالف انتهى في 1979 مع الثورة الإسلامية الإيرانية.
وبشدة، اتخذت إيران موقفا مناهضا لإسرائيل باعتبارها كيانا استعماريا إقليميا، ودعمت طهران حركات مناهضة لإسرائيل، بينها حركة “حماس” الفلسطينية وحزب الله اللبناني.
ويُعتقد أن تل أبيب تقود حملة تخريب ضد برنامج إيران النووي، لأنها ترى أن قدرة طهران على تطوير أسلحة نووية تشكل خطرا على بقاء إسرائيل.
ويعد لبنان أقدم جبهة في الصراع بين الطرفين. وقد أسس اللبنانيون من المسلمين الشيعة “حزب الله”، ردا على الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982.
وفي أكثر من مناسبة، قام حزب الله بإطلاق صواريخ على إسرائيل ومهاجمة جنود إسرائيليين بالقرب من الحدود عقب هجمات إسرائيلية على مواقع للجماعة.
وعندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، تم إنشاء جبهة جديدة للصراع بين إسرائيل وإيران.
زادت إيران من تدخلها العسكري في سوريا طوال الصراع لدعم حليفها الرئيس بشار الأسد، ولتسهيل انتقال الأسلحة المخصصة لـ”حزب الله” من إيران إلى لبنان عبر العراق وسوريا.
فيما شنت إسرائيل غارات جوية في سوريا على مواقع مرتبطة بإيران في محاولة لوقف توريد الأسلحة ومحاربة ما تعتبره “الوجود العدائي الثاني” على حدودها الشمالية، مما أودى بحياة العديد من الإيرانيين.
في 2019، بدأت هجمات انتقامية على سفن تجارية، ويُعتقد أن إسرائيل وإيران وراء الهجمات على السفن المرتبطة بكل منهما، على الرغم من نفي تل أبيب وطهران.
أطلق جنود إيران في سوريا وابلا من الصواريخ على المواقع الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، وهي هضبة احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب 1967 وضمتها إليها في 2018.
وردت إسرائيل بإظهار قوة أكبر بكثير، ويتردد أن تل أبيب هي المسؤولة عن ضربات عديدة استهدفت منشآت نووية إيرانية واغتيال خمسة خبراء نوويين إيرانيين في طهران منذ 2010.
وتعتبر تل أبيب أن البرنامج النووي الإيراني يشكل أكبر خطر على إسرائيل، بينما تقول طهران إنه ليس لديها أي خطط لتطوير أسلحة نووية.
وكثيرا ما ألمحت إسرائيل إلى أنه إذا طورت إيران أسلحة نووية، فستستخدم القوة الجوية لضربها، كما فعلت مع البرنامجين السوري والعراقي في 2007 و1981.