الشركات الناشئة في إيران تصاب بالشلل والإحباط بعد فرض قيود على الإنترنت

كان لقيود الإنترنت في الأشهر الأخيرة في إيران آثار اقتصادية مخيبة للآمال على آلية عمل الشركات الناشئة، وواجه النشطاء في هذا المجال تحديات صعبة، الأمر الذي دفع بعضهم للهجرة خارج البلاد.

ميدل ايست نيوز: كان لقيود الإنترنت في الأشهر الأخيرة في إيران آثار اقتصادية مخيبة للآمال على آلية عمل الشركات الناشئة، وواجه النشطاء في هذا المجال تحديات صعبة، الأمر الذي دفع بعضهم للهجرة خارج البلاد.

وبحسب موقع انتخاب الإيراني، إلى جانب الشركات الناشئة والشركات الصغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن المستخدمين العاديين يواجهون مشاكل في حل شؤون الإنترنت الخاصة بهم، لكن الحكومة تتحرك في مسار مختلف وتدعي زيادة النطاق الترددي وأن قرارها بشأن فرض حظر على التطبيقات والمواقع الأجنبية صائب.

وحول التحديات التي تواجهها الشركات الناشئة وفرص العمل بعد فرض قيود على الإنترنت في إيران، قال رضا الفت نسب، عضو مجلس إدارة اتحاد الأعمال الافتراضية: “في رأيي، فإن القضية الأولى والأكثر أهمية التي واجهتها الشركات الناشئة بعد موضوع القيود التي فرضت على شبكة الإنترنت هي مسألة الإحباط الذي تموج في هذا النظام البيئي مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الفئة (أصحاب الشركات) تتكون من الشباب ومعظمهم من الطلاب الجامعيين وخطورة خيبة الأمل هذه يمكن أن تضفي عليهم صدمة لا يمكن إصلاحها حيث ستعاني البلاد أيضًا من هذا، فالشاب الذي يعد نفسه على مدار أعوام لخدمة بلاده والعمل ضمن أراضيها يصاب باليأس بعد هذه القرارات.”

وأضاف: “عانى هذا النظام البيئي خلال العام الحالي (ويقصد العام الشمسي الذي يشارف على الانتهاء) من ضربات لا يمكن إصلاحها وأصبحت فئة الشباب تعاني من الاحباط وعدم اليقين وليس لديهم توقعات للعام المقبل، ناهيك عن خمس سنوات من الآن! أي أنهم لا يعرفون ما سيحدث والمسؤولون المعنيون لا يفعلون شيء يذكر بل يكتفون بتقديم الإحصائيات فقط، لكنني أقول لكم في وسط هذا الخلل في النظام البيئي، أننا في الواقع لم نعد نفهم لغة مسؤولي هذه البلاد وهذا أمر غريب للغاية!”

وأكد: “لقد مررنا بحكومات مختلفة وخضعنا العديد من التجارب معها وأخيرًا تمكنا من الاتفاق على بعض المسائل مع أحدهم، إلا أننا اليوم لا نفهم ما يقولونه على الإطلاق. باعتباري شخصًا يعمل في هذا المجال لمدة اثني عشر عامًا، فهذه هي أسوأ فترة في حياتي المهنية.”

تقرير: إيران تتراجع في الترتيب العالمي لسرعة الإنترنت

وفي نفس السياق قال الفت نسب: “في المحصلة، يمكنني القول إن أكبر مشكلة سببها انقطاع الإنترنت هي الإحباط واليأس. الآن أكبر الشركات الناشئة تفكر في الهجرة! هذا العام، فعلوا ما يريدون مع هذه الشركات الناشئة (يقصد المسؤولين) وقطعوا الإنترنت بكل أريحية وخفضوا سرعته وحظروا جميع التطبيقات الأجنبية، ولم يأت شخص واحد ليقول من يعطي حقوق هؤلاء الناس؟ من الذي يعطي الحق لهذا السائق الذي لا يستطيع القيام برحلة عبر الإنترنت؟ هل تتحدثون أصلاً عن الاقتصاد الرقمي مع هذا الوضع؟ لدي توصية للشركات التي تقف على أقدامها وليس لديها أمل في أي شيء: توكلوا على الله أولاً ثم في جهودكم الخاصة، فأنا ليس لدي أي أمل في طرف آخر.”

من جانبه، أشار مهدي محمدي الخبير في الإعلام وريادة الأعمال، إلى انقطاع الإنترنت وتأثيره على أعمال الأفراد على وسائل التواصل، خاصة في الأرياف: “يجب تعريف قرار انقطاع الإنترنت أولاً، إذا اعتبرنا الانقطاع هو الانقطاع الكامل للإنترنت واتصال المستخدمين الإيرانيين بأجزاء أخرى من العالم، وهو ما حدث لفترة قصيرة فقط في السنوات الأربع الماضية، لكن ما أزعج المستخدم الإيراني هو تراجع سرعة الإنترنت، وصعوبة الوصول إلى العملاء، وانخفاض عرض النطاق الترددي للإنترنت في السنوات الماضية.”

وأضاف هذا الخبير: “ما عليك سوى إلقاء نظرة على صفحات بيع الملابس، والأجهزة المنزلية، وجميع أنواع الخدمات الأخرى، بما في ذلك الخدمات المباشرة وغير المباشرة، وما إلى ذلك، وسترى أن العديد من هذه الشركات تنتمي إلى مناطق في الأرياف، نعم لا تستغرب، فإن هذه الأعمال التجارية تتواجد في أكثر المناطق النائية في البلاد، حيث يمكن أن يطلق عليها الشركات المنزلية أو الشركات المحلية الصغيرة الناشئة التي تم تشكيلها بالأموال الشخصية لشباب البلاد الذين لديهم أفكار جيدة في ضوء التطورات العالمية والحالية في مجال التجارة الإلكترونية.”

وأردف: “هؤلاء الشباب أو أصحاب الأعمال الذين يعتمدون على المعرفة الرقمية هم والمنصة التي وفرها لهم الإنترنت قاموا بترويج أعمالهم ووجدوا عملائهم من بين زوار منصتهم الخاصة، ولكن أصبح وصولهم الآن مقطوع رسميًا على ثلاث منصات رئيسية على الأقل؛ على الرغم من أن هذا الانقطاع لم يمنع العديد من شركات الإنترنت من الاستمرار في العمل، إلا أنه أعاق سرعة نموها والأمل في المستقبل وقدرتها على التنافس مع المنافسين الإقليميين.”

وقال: “على سبيل المثال، ضع في اعتبارك مصنّع كان قادرًا على تحويل ابتكار المجموعة تحت إشرافه إلى منتج ذي قيمة في سوق الأدوات في البلاد إلى المنطقة، إلا أن هذا الشخص أصيب بصدمة كبيرة بعد إطلاقه شركة ناشئة ومحاولة التواصل مع العملاء في إيران أو أجزاء أخرى من المنطقة، وهي صدمة القيود على الإنترنت.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى