على عكس التوقعات.. حرب اليمن قد تصبح أكثر شراسة بعد المصالحة السعودية الإيرانية

الحرب في اليمن لن تنتهي بالاتفاق السعودي الإيراني، بل إنها حتى قد تصبح أكثر شراسة، وقد يجد السعوديون أنفسهم مضطرين للتدخل العسكري مجددا.

ميدل ايست نيوز: اعتبر تحليل نشرته شبكة CNN الأمريكية أن المصالحة السعودية الإيرانية الأخيرة، بوساطة صينية، لن تنهي الحرب في اليمن، كما يتصور البعض، مشيرا إلى أن الصراع في هذا البلد كان في الأساس محليا، قبل تدخل السعودية، ولا تزال أسبابه محلية، لذلك فالمحصلة تشير إلى استمراره، بغض النظر عن تقارب الرياض وطهران.

وقال التحليل، الذي كتبه أحمد سالم ونادين إبراهيم، إن الحرب في اليمن لن تنتهي بالاتفاق السعودي الإيراني، بل إنها حتى قد تصبح أكثر شراسة، وقد يجد السعوديون أنفسهم مضطرين للتدخل العسكري مجددا.

وبدأ الصراع في اليمن أهليا بين فصائل يمنية، لكنه تحول إلى حرب شاملة في 2015 عندما تدخل تحالف تقوده السعودية عسكريًا لدعم الحكومة المحاصرة هناك، وأصبح في النهاية حربًا بالوكالة بين إيران التي اتُهمت بتسليح الحوثيين، والسعودية، والساحة الرئيسية لتنافسهما على النفوذ الإقليمي.

وينقل التحليل عن أحمد ناجي، كبير المحللين لشؤون اليمن في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل، قوله إن التقارب قد يغير الحسابات الإقليمية حول اليمن، ولكن من غير المرجح أن يحل صراعه الداخلي بسرعة.

ومضى ناجي بالقول إن العنصر الإقليمي بالصراع قد يطرأ عليه تغييرات، لكن أساسه المحلي يظل واحدا.

وقبل فترة، رفض الحوثيون عرضا سعوديا لاستضافة محادثات بين الفصائل اليمنية، قائلين إن الرياض طرف في الصراع ولا يمكن أن تكون وسيطا نزيها، لكنهم يجرون الآن محادثات مباشرة مع المملكة العربية السعودية، متجنبين الجماعات المحلية التي هم في حالة حرب معها، وكذلك الأمم المتحدة، التي حاولت لسنوات التوسط للتوصل إلى اتفاق سلام.

ونقل التحليل بيانا قال إن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، والمدعوم إماراتيا، أرسله إلى CNN، أكد فيه أنه لن يكون ملزما بأي اتفاق سعودي حوثي يمس الأمور المتعلقة بالجنوب، “سواء من الناحية الإدارية أو الأمنية أو في الأمور المتعلقة بمشاركة الموارد”.

وأضاف البيان أن “الرياض عزلت جميع أصحاب المصلحة المعنيين من هذه المحادثات”، لكنه قال إن المجلس سيدعم المفاوضات إذا اقتصرت على تمديد الهدنة ولم تتناول إلا المخاوف الأمنية السعودية.

ويشير التحليل إلى التحذيرات التي تؤكد أن الانسحاب السريع للسعودية من اليمن يمكن أن يمكّن الحوثيين المدججين بالسلاح ويمنحهم حرية نشر نفوذهم دون عوائق.

وقال طالب الحسني، محرر في قناة “المسيرة” الإخبارية التي يديرها الحوثيون والمقرب من الجماعة: “إذا استمرت السعودية في انتظار اتفاق يمني يمني قبل مغادرتها، فإنها ستنتظر سنوات عديدة”.

وأضاف، في تصريحات لـCNN أن الحوثيين “يركزون الآن على كيفية خروج السعودية والإمارات من الصراع وإعادة اليمن إلى الوضع الراهن قبل الغزو، عندما سيطروا على العاصمة”.

وأكد الحسني أنه بمجرد انسحاب التحالف، سيشهد اليمن إما “وساطة سريعة” بمساعدة طرف محايد، أو العودة إلى الحرب الأهلية.

وأضاف أنه في كلتا الحالتين من المرجح أن يخرج الحوثيون منتصرين.

وتم طرح العديد من السيناريوهات حول الشكل الذي قد يبدو عليه اليمن بعد الحرب، حيث قال المجلس الانتقالي الجنوبي لـCNN إنه يريد عودة اليمن إلى الوضع الذي كان عليه قبل عام 1990 عندما تم تقسيم البلاد إلى شمال اليمن وجنوب اليمن.

لكن الحوثيين يرفضون احتمالات الانقسام، حتى في إطار كونفيدرالي، ويصرون على يمن موحد يسيطرون فيه على العاصمة.

ويقول محللون إن هذا السيناريو ليس من المرجح أن تقبله السعودية والإمارات، بل إنه قد يعيدهم إلى الحرب.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 + عشرين =

زر الذهاب إلى الأعلى