برج آزادي: قامة تاريخية ومقصد سياحي شهير
اشتهرت طهران بمعلمها الشهير "برج آزادي" الجميل منذ الماضي، وتُظهر صور الأشخاص بجوار هذا البرج في حقب مختلفة من التاريخ أن هذا المَعلم كان له مكانة خاصة بين الناس منذ القدم.
ميدل ايست نيوز: اشتهرت طهران بمعلمها الشهير “برج آزادي” الجميل منذ الماضي، وتُظهر صور الأشخاص بجوار هذا البرج في حقب مختلفة من التاريخ أن هذا المَعلم كان له مكانة خاصة بين الناس منذ القدم. مكانة، جعلته يستقطب أنظار مختلف الزوار من طهران وإيران وحتى العالم في مختلف أيام السنة وخاصة أيام عيد النوروز.
وبحسب وكالة ايسنا للأنباء، ميدان أو ساحة آزادي هي واحدة من أكبر الساحات في طهران، يتوسطها برج آزادي بارتفاع ثمانية وأربعين متراً كمعلم خاص بالعاصمة طهران. معلم فريد من نوعه لدرجة أن برج “ميلاد” رغم كل مواصفاته وحداثته لم يستطع أن يحل محله، وهذه الساحة، أي ميدان آزداي، التي هي الهوية التاريخية للعاصمة والمكان الذي تتشكل فيه ذكريات أهالي طهران، أصبحت وجهة لمشاهدة معالم المدينة خلال أيام عيد النوروز.
وهذه الساحة التي كانت تسمى “ميدان شهياد” قبل الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1978، مبنية على شكل بيضاوي، يتوسطها برج آزادي، ومساران للسيارات على أطرافها، والتي تم بناؤها على شكل طابقين في بعض أجزائها. وأخيراً، بين برج آزادي والمسارات المحيطة بالميدان أو الساحة، توجد حدائق عشبية سداسية.
تم بناء برج آزادي في عام 1970 من قبل المهندس المعماري الإيراني حسين أمانت. فيما تعد الهندسة المعمارية للبرج مزيج من العمارة الأخمينية والعمارة الساسانية والعمارة الإسلامية.
وتبلغ مساحة هذه الساحة حوالي 78 ألف متر مربع ومبناها مبني على شكل بوابة يبلغ ارتفاعه حوالي 45 مترًا منها خمسة أمتار تحت في الأرض، ويبعُد قوسها 23 مترًا من الأرض ولها ثمانية أقسام منفصلة. عرض قاعدة هذا المبنى 66 مترا واستغرق بناؤه 30 شهراً. عند أطراف هذا الميدان 65 ألف متر مربع تم تنسيقها بشكل جميل بالحدائق والزهور. فيما تم استخدام 25 ألف قطعة من الحجر في بنائه و900 طن من الحديد.
وأما عن تصميم ميدان آزادي فهو مقتبس تمامًا من سطح مسجد الشيخ لطف الله، فقط بدلاً من الدائرة، يوجد هنا جزأين من قطعتين محذوفتين ببؤر مختلفة.
واستناداً إلى الاستطلاعات التي أجريت، فإن غالبية المواطنين في طهران قد حددوا برج آزادي كرمز وأيقونة لطهران. كذلك، وفقًا للمسح نفسه، تعد ساحة آزادي، بعد المتاحف والقصور، المركز الثالث الذي يعتبره مواطنو طهران أولوية لتقديمها للزوار الأجانب.
ويحتوي برج آزادي على متحف ومكتبة ووحدة سمعية بصرية وقاعة عرض وقاعة اجتماعات وحفلات موسيقية وقاعة مؤتمرات. يضم أيضاً مجمع ثقافي بمساحة 5 آلاف متر مربع، ومكتبة شاملة ومجهزة تجهيزاً جيداً، تبلغ مساحتها حوالي 2715 مترًا مربعًا بأكثر من 50 ألف كتاب، ويشمل البرد أيضاً مكتبة للباحثين والمؤلفين، تبلغ مساحتها 243 مترًا مربعًا، تعرف بأنها مكان متصل بشبكات الإنترنت الداخلية والخارجية من خلال 30 جهاز كمبيوتر.
كما تعد السمات الداخلية لبرج آزادي أيضًا مزيجًا من التقاليد والحداثة، وخاصة سقف الطابق الثاني. وتزن كل من العتبات الحجرية لباب مدخل برج آزادي، حوالي 3.5 طن، وهي مصنوعة من الجرانيت.
ويحتوي برج آزادي على مصعدين يصعدان من أسفل البرج لأعلاه. يمر المصعد الأول من طابقين ويصل إلى السقف الأسمنتي، ثم يستخدم المصعد الثاني. لم يتم إغلاق أي من الأسطح وكلها تؤدي إلى مساحة أعلى في القسم العلوي من البرج.