العواصف الغبارية تفسد حلاوة الربيع في إيران على مدى عامين متتاليين

أعتادت إيران على مدى العامين الماضيين على تعرضها لعواصف غبارية شديدة في بداية أبريل، ووفقاً للخبراء، فإن العديد من العوامل تساعد في إيجاد هذه العواصف الرملية.

ميدل ايست نيوز: أعتادت إيران على مدى العامين الماضيين على تعرضها لعواصف غبارية شديدة في بداية أبريل، ووفقاً للخبراء، فإن العديد من العوامل تساعد في إيجاد هذه العواصف الرملية.

وبحسب وكالة ايسنا للأنباء، حذرت هيئة الأرصاد الجوية في الثالث من أبريل بالتزامن مع نهاية إجازة عيد النوروز، من هبوب رياح قوية وتصاعد في مستويات الغبار وانخفاض جودة الهواء في بعض المحافظات. بحيث ما لبثت وأن اجتاح الغبار أجزاء كثيرة من البلاد في الأيام القليلة الماضية.

هذه هي السنة الثانية على التوالي التي يكسو فيها الغبار أجواء الشهر الأول من الربيع. في العام الماضي، وبالضبط في 16 أبريل، حذرت الأرصاد الجوية من تعرض البلاد لعواصف رملية وانخفاض جودة الهواء. كان عامل هذا التلوث في الهواء هو تناثر جزيئات الغبار الشديدة لدرجة وصل مؤشر الهواء خلال الأيام التالية في بعض المحافظات، بما في ذلك طهران، إلى 500 ميكرو غرام.

وفي الفترة نفسها، قدم محمد مهدي ميرزائي قمي، رئيس شركة مراقبة جودة الهواء في طهران، تقريرًا عن حالة الغبار في العاصمة في المنتدى العام لمجلس المحافظة، وقال: “في عام 2022، كان لدينا يومين من الطقس غير الصحي والخطير، وهما الجمعة والسبت (8 و 9 أبريل) على التوالي، واللذان كانا ملوثين بسبب تناثر الغبار، حيث كان نوع التلوث خلال هذه الفترة أقل من 10 ميكرون.”

وبحسب قوله، فإن أصل هذه الظاهرة التي لم يسبق لها مثيل في السنوات الـ 12 الماضية كانت “خارجية“، حيث تسبب تغير المناخ في حدوث هذه الظاهرة، لذلك يجب أن تكون لدينا دبلوماسية بيئية ويجب أن تكون كل من وزارة الخارجية والبيئة حساسة تجاه هذه المسألة.

الضباب الدخاني يخيم على طهران ويعطل العملية التعليمية.. ما أسبابه؟

من جانبه قال “أحد وظيفة”، رئيس المركز الوطني لإدارة أزمة المناخ والجفاف في إيران إن هناك العديد من العوامل الداخلية التي تخلق العواصف الغبارية: “مثلاً، كانت المناطق في جنوب مدينة البرزو جنوب قزوين في وقت سابق مائية وخضراء للغاية، إلا أنها تحولت اليوم إلى مناطق جافة وصحراوية ومراكز لانطلاق العواصف الرملية.”

وأردف: “مراكز الغبار ليست قليلة في إيران. أجزاء مثل جنوب شرق طهران وجنوب محافظة سمنان تنقل الغبار والرمال المتدفقة إلى طهران حتى في موسم الصيف. يمكن أن يشكل تجفيف بحيرة جاوخوني أيضًا عاملاً رئيسياً للغبار.”

وحول العوامل الخارجية للعواصف الغبارية، قال: “لا تقتصر عوامل تشكّل الغبار على الداخل الإيراني فحسب، بل تقع معظم هذه العوامل في دول غرب إيران، كالعراق وسوريا والأردن، وفي جنوب إيران، كالسعودية والكويت، ونتيجة لذلك، مع زيادة شدة الرياح واتجاهها، والتي تكون بشكل رئيسي في العراق وشرق سوريا وأحيانًا في الأردن والسعودية، تتشكل العواصف الرملية.

وأدى تكرار الظروف الجوية غير المواتية وتلوث الهواء بسبب تناثر جزيئات الغبار في مايو ويونيو 2022 إلى قيام الرئيس الإيراني بإصدار أوامر لمنظمة البيئة لاستخدام الأدوات الدبلوماسية لحل هذه المشكلة، لذلك في 28 مايو غادر سلاجقة على رأس وفد إيراني إلى العراق لعقد اجتماعات مكثفة مع الجهات المسؤولة.

وانطلق الوفد الإيراني الذي يضم منظمات معنية بشكل مباشر بظاهرة العواصف الغبارية إلى العراق، وتم عقد لقاءات مكثفة مع وزير الداخلية ووزير الخارجية ووزير الزراعة والبيئة والموارد المائية ورئيس الوزراء العراقي. حيث تقرر في هذا الاجتماع التوقيع على بنود اتفاقية في إيران، إلا أن السلطات العراقية طلبت فرصة لدراستها وفقًا لقانونها الداخلي.

ومن الإجراءات المهمة الأخرى لحل مشكلة الغبار عقد اجتماع إقليمي بحضور وزراء البيئة في 11 دولة في منطقة غرب آسيا وبعض المنظمات الدولية في يوليو من العام الماضي. وكان من أهداف هذا الاجتماع الدولي إيجاد حل مشترك لحل المشاكل البيئية وخاصة العواصف الرملية وتقليل آثارها السلبية.

وفي هذا الصدد تم التوقيع على خمس مذكرات تفاهم مع الإمارات والعراق وسوريا وتركمانستان وأرمينيا لتنفيذ عمليات ميدانية لمواجهة ظاهرة الغبار، إضافة إلى محاولة إيران تشكيل منظمة للتعاون البيئي في منطقة غرب آسيا.

إيران تستضيف الاجتماع الدولي لمكافحة الغبار والعواصف الترابية

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى