تقرير استخباراتي إسرائيلي: إيران مستعدة للمغامرة بشن عمليات هجومية أكثر جرأة
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن تقريراً لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" تحدث عن ارتفاع فرص اندلاع حرب شاملة خلال العام القادم بنسبة كبيرة.
ميدل ايست نيوز: قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن تقريراً لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” تحدث عن ارتفاع فرص اندلاع حرب شاملة خلال العام القادم بنسبة كبيرة.
ولفت التقرير إلى أن إيران وحزب الله وحماس باتوا مستعدين بشكل واضح للمخاطرة والمغامرة بشنّ “عمليات هجومية أكثر جرأة، لأنهم يفترضون أن إسرائيل ضعفت في أعقاب الأزمة الداخلية المتعاظمة وتقلص هامش المناورة الاستراتيجية أمامها”.
وأشار الجهاز الاستخباري العسكري الإسرائيلي إلى أن سلوك الأطراف الثلاثة يمكن أن يفضي إلى مجموعة من المواجهات المحدودة، في الساحات المختلفة، قد تتطور، دون قصد وتخطيط هذه الأطراف، إلى حرب شاملة على ساحات متعددة.
وأضافت الصحيفة أن قادة الاستخبارات الإسرائيلية يطلقون على هذا السيناريو في الأشهر الماضية “العاصفة الكاملة”، وأشار التقرير إلى تأثير الساحة الفلسطينية في فرص تحقق هذا السيناريو، مشيراً بشكل خاص إلى قمع شرطة الاحتلال للمعتكفين داخل المسجد الأقصى وتعاظم عمليات المقاومة داخل الضفة الغربية وإطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
وأبرز التقرير أن خطر فرص اندلاع الحرب يتعاظم في ظل تراجع الاهتمام الأميركي بالشرق الأوسط، وزيادة مستوى الثقة بالنفس لدى الإيرانيين، لدرجة إقدامهم على تحدي إسرائيل مباشرةً، وبفعل انعدام الاستقرار في الساحة الفلسطينية.
وأوضح التقرير أن تراجع الاهتمام الأميركي بالمنطقة جاء بسبب حرص الولايات المتحدة على الاهتمام بالتنافس مع الصين على مواطن النفوذ في العالم، ورغبتها في التصدي للنزعة “العدائية” لروسيا، كما يحدث في أوكرانيا.
وأشارت الاستخبارات الإسرائيلية في تقريرها إلى عدد من مظاهر السلوك الأميركي التي تعكس تراجع اهتمام واشنطن بالمنطقة، منها عدم الرد على مهاجمة إيران كلاً من السعودية والإمارات، نقل طائرات متقدمة من الشرق الأوسط إلى منطقة المحيط الهادي، فضلاً عن الحذر الذي يبديه الجيش الأميركي في الرد على الهجمات التي تنفذها جماعات شيعية ضد قواته في سورية.
وبحسب التقرير، انتقلت إيران من تشجيع منظمات متحالفة معها على شنّ عمليات هجومية ضد إسرائيل وتقديم المساعدات المادية، إلى المشاركة مباشرةً في تنفيذ هذه الهجمات، مشيراً إلى أن الذي دفع طهران إلى هذا التحول هو العمليات التي تنفذها إسرائيل داخل الأراضي الإيرانية، واستهداف سلاح الجو الإسرائيلي قوافل السلاح الإيرانية إلى حزب الله داخل سورية.
وأكد التقرير أن تراجع حدة المظاهرات الداخلية ضد النظام، ولا سيما الاحتجاج ضد فرض ارتداء الحجاب، عزز من قدرة إيران على التفرغ للعمل في الساحات الخارجية.
وتحدث التقرير عن تراجع في مستوى التعاون بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي، لافتاً إلى أن قيادة المنطقة المركزية في الجيش الأميركي لم تعد تبدي حماسة لتزويد إسرائيل بمعلومات استخبارية واطلاعها على مخططاتها العملياتية في المنطقة.
وقدم التقرير تفسيراً مغايراً للعدد الكبير من الزيارات التي يقوم بها المسؤولون السياسيون والعسكريون الأميركيون لتل أبيب، وتأكيدهم دعم إسرائيل، مشيراً إلى أن أحد أهم الأهداف من هذه الزيارات “التأكد من أن إسرائيل لا تتجه لارتكاب أخطاء تفضي إلى إشعال الشرق الأوسط بشكل يمسّ بمصالح الولايات المتحدة”.
وشدد التقرير على أن الأميركيين يخشون أن تفضي سياسات إسرائيل إلى جرهم إلى تبادل الضربات مع إيران، مشيرة إلى أن واشنطن قلقت في أعقاب تسريب تل أبيب معلومات عن “خطة إيرانية لاستهداف قادة المؤسسة الأمنية الأميركية”.
وعزا التقرير تقارب دول عربية في الخليج مع إيران، أخيراً، إلى تحول اهتمامات الولايات المتحدة إزاء المنطقة، مشيراً إلى أن التطور الأبرز الذي يعكس هذا التحول هو “اتفاق المصالحة” الذي توصلت إليه إيران والسعودية، وضمن ذلك التوافق على تنظيم زيارات متبادلة على مستوى مسؤولين كبار.