خمسة أضعاف الميزانية السنوية.. كيف سببت “المشاريع المتلكئة” في إيران بعجز الميزانية؟
قال مسؤول إيراني سابق إن المشاريع الكبيرة والمتلكئة في قطاع النقل، والتي لم تؤتي ثمارها منذ فترة طويلة، هي من أهم عوامل عجز الموازنة، يليها التضخم.
ميدل ايست نيوز: قال أحد المديرين السابقين للسكك الحديدية الإيرانية، إن المشاريع الكبيرة والمتلکئة في قطاع النقل، والتي لم تؤتي ثمارها منذ فترة طويلة، هي من أهم عوامل عجز الموازنة، يليها التضخم.
وفي مقابلة مع وكالة ايسنا للأنباء، قال عباس قربان علي بيك: “السكك الحديدية هي أحد القطاعات التي تستنفذ الميزانية العامة ويمكن أن تتسبب في عجزها في الوقت ذاته، وأكبر المشاريع المذكورة التي لم تكتمل هي في قطاع الطرق والبناء الحضري. مشاريع كبيرة وطويلة الأمد وغير مثمرة لا تؤتي ثمارها لفترة طويلة.”
وأضاف: “لدينا العديد من المشاريع غير المكتملة التي لم تؤت ثمارها وتتطلب الكثير من المال لإكمالها. بينما يرى رئيس منظمة البرنامج والميزانية أن الأموال التي نريدها لتلك المشاريع تبلغ خمسة أضعاف الميزانية السنوية. وبالنظر إلى الحصة من الميزانية السنوية لهذه المشاريع، من الواضح أنها ستستغرق وقتًا طويلاً لإكمالها.”
وقال هذا الخبير في قطاع النقل والطرق: “كانت إحصائيات الحكومات السابقة تشير باستمرار إلى زيادة السيولة من خمس إلى سبع مرات، وهو أمر بلا شك أدى إلى عجز الميزانية في البلاد. كما أن أحد أهم جذور التضخم هو عجز الميزانية الذي يحفز الحكومة على طباعة النقود وخفض قيمتها. عجز الموازنة له جذور عديدة، أحدها المشاريع غير المنجزة والمصاريف الضائعة التي نتحملها، وبعضها يفرضها المقاولون.”
وفي إشارة إلى أحد هذه المشاريع المتلكئة، قال قربان علي بيك: “على سبيل المثال، كان مشروع طهران-تشالوس (شمال إيران) مستمرًا منذ ما يقرب من 30 عامًا، على الرغم من أن الصينيين، الذين لديهم الكثير من رأس المال والسرعة في التنفيذ، سعوا في بعض الأحيان إلى إكماله. إلا أننا نرى أن هذا المشروع كان طويلًا جدًا من حيث الوقت والأمان، وإذا وضعنا الأبعاد المختلفة معًا، فإننا نرى أن لديه العديد من المشاكل، لأننا لم ننتبه لسلسلة من النقاط من البداية.”
وأضاف: “مشروع آخر عرضة لعدم الانتهاء هو مشروع سكة حديد عالية السرعة بين طهران ومشهد، والذي تم اقتراحه بشكل مشترك من قبل شركة السكك الحديدية والبناء الإيرانية، باستثمار قدره 21 مليار دولار. وتعد رؤوس الأموال هذه ضخمة وخطيرة للغاية حتى بالنسبة للمشاريع النفطية لأننا إذا قمنا بدفعها فلا يعرف وقت انتهائها. حسم هذا المشروع في العام الماضي لكن لم يقره البرلمان الإيراني ولم تجر له دراسة مناسبة، فقد مضى على الدراسة الأولية حوالي 15 سنة، ومتابعتها برأس المال هذا ستسبب الكثير من التضخم لنا.”
وشدد هذا الخبير على ضرورة تزويد سكة الحديد بين طهران ومشهد بالكهرباء قائلا: “التصريحات التي صدرت في نهاية العام الماضي غامضة في هذا الصدد؛ الكهربة تعني كهربة الخط الحالي، وسكة حديد عالية السرعة تتطلب خطًا جديدًا للسكك الحديدية. تبلغ تكلفة كهربة خط السكة الحديد هذا 5٪ من تكلفة سكة عالية السرعة ووقت ما نسبته 10٪. إن إطلاق السكة الحديدية عالية السرعة يعني وجود مسارين كهربائيين جديدين بالكامل بسرعة 350 كم في الساعة، بينما تبلغ السرعة القصوى للسكك الحديدية الكهربائية 250 كم. تستغرق الحالة الطبيعية لهذا المشروع 30 عامًا وتستغرق عملية الكهربة 3 سنوات؛ إنه مثل ضخ 21 مليار دولار في بئر وسحب مياهه بعد 30 عامًا. حدث هذا في العام الذي تم تسميته بعام التحكم في التضخم.”
رويترز: روسيا تبدأ في تزويد إيران بالوقود عن طريق مصادر السكك الحديدية