من الصحافة الإيرانية: لماذا تضع أوروبا تفعيل آلية الزناد ضد إيران على جدول أعمالها؟

مع اقتراب موعد "رفع حظر السلاح عن إيران"، تتعرض الدول الأوروبية لضغوط متزايدة من قبل اللوبي الأوكراني والمناهض للاتفاق النووي لمنع حدوث ذلك.

ميدل ايست نيوز: مع اقتراب موعد “رفع حظر السلاح عن إيران”، تتعرض الدول الأوروبية لضغوط متزايدة من قبل اللوبي الأوكراني والمناهض للاتفاق النووي لمنع حدوث ذلك.

ويوم الجمعة، أفادت وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر أوروبية، بأنَّ بريطانيا وفرنسا وألمانيا حذّرت إيران من تحريك آلية إعادة العقوبات الأممية إذا ما واصلت طهران عملية تخصيب اليورانيوم بنسب قريبة من إنتاج الأسلحة النووية.

وتفاقم القلق الغربي في فبراير (شباط)، بعدما كشف مفتشو الأمم المتحدة عن عثورهم على جزيئات يورانيوم بلغت درجة نقائها 83.7 في المائة بمنشأة «فوردو» المحصنة. وقالت المصادر إنَّ وزراء خارجية الدول الثلاث وجّهوا التهديد العام الماضي، ما يؤكد مخاوفَ تلك الدول من بلوغ إيران نسبة 90 في المائة، المستخدمة في صنع قنابل.

وفي مقابلة مع وكالة ايسنا للأنباء، قال المحلل السياسي الإيراني رضا نصري: “إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية منطق السياسة الخارجية، فأنا لا أعتقد أن الدول الأوروبية لديها رغبة في تصعيد التوترات مع إيران وخلق أزمة جديدة لنفسها. لكن تجدر الإشارة إلى أن السياسة الخارجية في هذه البلدان تخضع إلى حد كبير للسياسة الداخلية، وإذا نظرنا إلى القضية من وجهة النظر هذه، فمن المتوقع أنه مع اقتراب موعد رفع حظر السلاح عن إيران، ستتعرض الدول الأوروبية لضغوط متزايدة من قبل اللوبي الأوكراني والمناهض للاتفاق النووي لمنع حدوث ذلك”.

وأضاف: “بعبارة أخرى، إذا وضعت نفسك مكان سياسي غربي كبير يؤيد إحياء الاتفاق النووي، فسترى أنه في ذلك الوقت سيحشرك خصومك السياسيون والرأي العام في موقف تضطر فيه لشرح سبب رغبتك في وضع يدك بيد دولة متهمة بالمشاركة في الحرب في أوكرانيا، حتى تتمكن من مواصلة أعمالها بسهولة أكبر”.

وأردف: “بطبيعة الحال، سيكون من الصعب جدًا على أي سياسي لديه اعتبارات انتخابية أن يجيب على هذا السؤال ويواجه الآراء العامة (حتى لو كان نتاجًا لاتهامات كاذبة)، على الأقل سيؤثر ذلك على حساباته وعملية صنع القرار إلى حد كبير”.

وأكمل نصري حديثه: “التيارات التي كانت منذ البداية تتهم إيران بالمشاركة في الحرب الأوكرانية تسعى لاستغلال هذا الملف في مثل هذه الأيام. منذ ذلك الحين ، تم تحذير الحكومة الإيرانية باستمرار من أجل منع هذا الاتهام بجدية وفعالية من أن يترسخ في الرأي العام في العالم. لكن لسوء الحظ، أصبح اليوم اتهام إيران بالمشاركة في أوكرانيا عقبة سياسية مكلفة للبلاد”.

وتابع: “من ناحية أخرى، تحولت الديناميكية السائدة في الملف النووي ذاته بين الطرفين منذ عامين إلى ديناميكية تقوم على النفوذ. أي أن الغرب يشدد العقوبات من جهة، وفي المقابل تزيد إيران من نسبة التخصيب! إذ كان من البديهي أن يصل العمل في النهاية بخصوص ديناميكية النفوذ إلى نقطة يهدد فيها الغرب إيران بتفعيل قرارات مجلس الأمن وتثير إيران بدورها في المقابل قضية الانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. فلحل هذه المشكلة، يجب أن يقرر الطرفان أولاً تحويل هذه الديناميكية السلبية الحالية إلى ديناميكية إيجابية وحل المشكلة من خلال تحديد أهداف مشتركة”.

وقال هذا الخبير الدولي: “إذا أصبحت العلاقة بين إيران والوكالة الذرية علاقة أكثر إيجابية، فإن التقارير والوثائق المعتمدة من قبل هذه المؤسسة ستتخذ أيضًا اتجاهًا أكثر إيجابية، كما ستتضاءل أدوات التأثير وأعذار التيارات المعادية لإيران يوم وراء يوم”.

وفيما يتعلق بالتغريدة الأخيرة لميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا في فيينا، وكذلك في المفاوضات النووية، بأن الغرب أصبح يميل إلى استخدام آلية الزناد، قال نصري: “اتهمت روسيا والغرب بعضهما البعض في السنوات الأخيرة بزعزعة الاستقرار والعمل ضد الاستقرار والأمن في مختلف القضايا الدولية. هذه الهتافات على تويتر هي أيضا في نفس الاتجاه”.

من الصحافة الإيرانية: ماذا تخفي تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي تجاه إيران؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى