الجفاف في إيران.. هور العظيم في حالة “حرجة للغاية”

حذر نائب المساحة الطبيعية بالإدارة العامة لحماية البيئة في خوزستان من وضعية المستنقعات والأراضي الرطبة في الصيف مشيراً إلى "الحالة الحرجة" لهور العظيم.

ميدل ايست نيوز: حذر نائب المساحة الطبيعية بالإدارة العامة لحماية البيئة في خوزستان من وضعية المستنقعات والأراضي الرطبة في الصيف مشيراً إلى “الحالة الحرجة” لهور العظيم.

وفي مقابلة مع وكالة ايسنا للأنباء، قال عادل مولا، حول وضعية المستنقعات في هور العظيم في محافظة خوزستان: “هور العظيم في حالة حرجة للغاية ونحن قلقون بشأن حالة مستنقعاته ومساحاته المائية خلال فصل الصيف. فإذا لم تتم إتاحة الاستفادة من حقوق هذا الهور المائية، فسيخلق ذلك العديد من الكوارث الطبيعية في الصيف، بما في ذلك الحرائق ونفوق الحيوانات المائية وعواصف غبارية وغيرها”.

وأضاف: “هناك العديد من المشاكل المتعلقة بكارثة جفاف مستنقعات هور العظيم؛ إحدى القضايا التي يتم متابعتها بجدية هي  المياه في الأراضي الرطبة. للأسف، فبسبب نقص المياه في حوض المنبع، لم تؤمن وزارة الطاقة حقوق المياه لهور العظيم هذا العام”.

وفي إشارة إلى استمرار السعي وراء الحقوق المائية لمستنقعات هور العظيم، قال: “قانونياً، بعد توفير مياه الشرب، فإن الأولوية الثانية هي توفير حصتها من المياه، لكن ما يمكن ملاحظته اليوم أنه بعد توفير مياه الشرب، تم إعطاء الأولوية للمياه الزراعية”.

وأكد نائب المساحة الطبيعية بالإدارة العامة لحماية البيئة في خوزستان على ضرورة إدارة المياه في الأراضي الرطبة، وقال: “الآن هو أفضل موسم لتأمين الحصة المائية لهور العظيم وقد تم التواصل مع وزارة الطاقة لهذا الغرض وما زلنا نتابع هذا الملف إلى اليوم. أمامنا فصل صعب ويجب إدارة الظروف بشكل متقن”.

وفي يوليو عام 2021، رفضت وزارة النفط الإيرانية تصريحات نائب منظمة البيئة الإيرانية حول تجفيف مناطق من الهور العظيم لاستخراج النفط من قبل شركات صينية.

وأكدت الوزارة في بيان أن عمليات استخراج النفط في هذه المنطقة تخضع لشروط التنقيب البحري ولم تكن هناك حاجة لتجفيف الهور أو الحد من وصول المياه إليه.

وجاء هذا النفي بعد أن كشف مسؤول في منظمة البيئة الإيرانية حينها أن “منطقة الهور العظيم، بمحافظة خوزستان تم تجفيفها بتصريح من مجلس الأمن القومي الإيراني لتسهيل عمليات شركة نفطية صينية”.

وتستهلك إيران قرابة 90 في المائة من مياهها في ري الأراضي الزراعية، بينما لا يعود القطاع بالمقابل على الاقتصاد الإيراني بفائدة كبرى توازي الحجم الكبير من الماء المستهلك، حسب الخبراء. كما أن عدد سكان القرى في إيران يصل إلى 23 مليوناً، ويستخدم هؤلاء المياه غالبا من دون اللجوء إلى الري الحديث. وصنّف معهد الموارد العالمية إيران في المرتبة الـ13 بين الدول التي سوف تعاني من نقص حاد في المياه بحلول 2040.

فيما يشرح الخبراء أن مشكلة المياه ستتصاعد خلال السنوات المقبلة. فأزمة المياه في إيران، لا تقتصر على خوزستان فحسب، بل ان عموم البلاد تعاني من المعضلة نفسها ولو بدرجات متفاوتة.

المناطق الجنوبية هي الأكثر جفافاً والأعلى حرارة، يليها وسط البلاد، مثل محافظات أصفهان وكرمان ويزد. ومحافظة سيستان وبلوشستان هي الأخرى تعاني هذه الأيام من أزمة مياه دفعت السكان في الكثير من قراها إلى مغادرتها.

يشرح الخبراء أن إيران يهددها الجفاف، على خلفيّة تعرّضها لعوامل بيئية تسبّبت في انخفاض معدّل هطول الأمطار فيها إلى نحو 250 مليمتراً سنوياً، فيما يصل معدّله العالمي إلى 830 مليمتراً، تبعها انخفاض حاد في مخزون المياه الجوفية.

ويشير مركز الإحصاء الرسمي، إلى أن كل إيراني يستهلك، يومياً، ما يعادل 170 ليتراً من الماء، أي ضعفي معدل الاستهلاك العالمي للفرد الواحد.

وفي الأعوام الأخيرة، راحت إيران تشكو من الجفاف، نظراً إلى نقص متزايد في مواردها المائية نتيجة شحّ الأمطار والثلوج، حيث أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أخيرا أن شح هطول الأمطار خلال هذا العام غير مسبوق منذ 52 عاما.

وسبق أن أعلنت وزارة الطاقة الإيرانية أن 24 محافظة إيرانية من أصل 31 محافظة تعاني من نقص المياه، 13 منها تتعرض لنقص حاد، والـ11 الأخرى تواجه نقصا متوسطا.

ويوضح تقرير لشركة إدارة المصادر المائية الإيرانية، نشرته وكالة “مهر” الإيرانية، أن مخزون مياه السدود الإيرانية تراجع إلى 49 في المائة من قدرتها الاستيعابية، ليصل هذا المخزون في الوقت الراهن إلى 24 ملياراً و950 متراً مكعباً، بينما كان الرقم خلال هذه الفترة في العام الماضي 35 ملياراً و180 مليون متر مكعب.

لكن الأزمة لا تعود إلى الجفاف فحسب، بل هناك عوامل أخرى فاقمت الوضع وزادت من مفاعيل الجفاف، في مقدمتها، بناء السدود التي يقول الخبراء إنها تؤثر على مسار الأنهار التي تمر في إيران وكمية المياه فيها وتعمق الجفاف في البلاد. وخلال العقود الثلاثة الماضية، كثفت إيران عملية بناء السدود، ليصل عددها اليوم إلى 188 سدا بأحجام مختلفة، 44 منها بنيت خلال السنوات الثماني الأخيرة في عهد حكومتي روحاني.

 

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى