هجرة الأطباء من إيران.. أزمة تعمق مآسي القطاع الطبي وتهدد صحة الناس

في إيران، تكتسب موجة الهجرة أبعادًا جديدة كل يوم؛ حيث كانت الفئات الطبية وهجرة الأطباء متصدرة لقوائم طلبات الهجرة إلى الخارج في الآونة الأخيرة.

ميدل ايست نيوز: في إيران، تكتسب موجة الهجرة أبعادًا جديدة كل يوم؛ حيث كانت الفئات الطبية وهجرة الأطباء متصدرة لقوائم طلبات الهجرة إلى الخارج في الآونة الأخيرة.

وبحسب صحيفة دنياي اقتصاد، تضاعفت وتيرة خروج الأطباء الإيرانيين من البلاد بعد تفشي فيروس كورونا والقيود التي فرضت على السفر، حيث ترواح عددهم بين 6 و 10 آلاف طبيب، ويرجع عدم دقة هذه الأرقام إلى عدم نشر المؤسسات الرسمية للإحصاءات بشكل علني.

أكثر من 10 آلاف شخص هو عدد الأطباء والممرضين الذين غادروا إيران العام الماضي، قبل ذلك، كان رحيل وهجرة الأطباء من فئة التخصص العام على مستوى أعلى، إلا أن المتخصصون اليوم قد دخلوا الخط وزاد عددهم بشكل كبير، كما زاد متوسط ​​عمر المتقدمين.

وفي الوقت نفسه، ظلت المقاعد المتخصصة التي اعتادوا الصراع من أجل الحصول عليها، فارغة العام الماضي. هذا يعني أن الجهات المعنية مجبرة على إيقاف عمليات التدريب والتأهيل لمدة 5 إلى 10 سنوات قادمة ما يعني أيضاً نفاذ المختصصين في البلاد.

وفي العام الماضي، حذر رئيس منظمة النظام الطبي أنه لن يكون لدى إيران أطباء قلب وأطباء أطفال خلال السنوات الخمس المقبلة، فيما قال عدد من الأطباء إن الوضع في المدن والبلدات الصغيرة سيء بالفعل ومثير للقلق من حيث عدد ونسبة المتخصصين.

وبحسب تقرير نشرته دنياي اقتصاد، نهاية سبتمبر 2022، فقد هاجر 160 “طبيب قلب” في غضون عام واحد، في نفس الفترة، تقدم 30 ألف شخص من الطاقم الطبي بطلبات للحصول على شهادة حسن سلوك من كليات العلوم الطبية.

وبناء على ذلك، هاجر 16 ألف طبيب عام من البلاد خلال السنوات الأربع الماضية. ورغم أن هذه الأرقام تعارضت مع ما نشرته منظمة النظام الطبي العام الماضي، إلا أن البيانات الحالية تظهر أن هذه الإحصائيات لم تكن بعيدة عن الواقع.

وتعود آخر الإحصائيات الرسمية المنشورة لعام 2020، أي نفس الفترة التي تفشى فيها وباء كورونا. حيث هاجر قرابة 3 آلاف شخص في ذلك العام. رقم أعلنه قبل أسبوعين الدكتور باكمهر، عضو البرلمان الإيراني، وأعرب عن قلقه حياله. كما أكد الدكتور رضا لاري بور، المتحدث باسم منظمة النظام الطبي في البلاد أن تقديم أي أرقام وأعداد تتعلق بهجرة الأطباء سرية وغير معلنة، إلا أنه قال إن عدد الخارجين كان ضعف هذه الأرقام.

“ميم”، طبيب إخصائي فضّل عدم ذكر اسمه، قال لـ دنياي اقتصاد: “بلغت إحصاءات الهجرة حتى نهاية عام 2019 قرابة ثلاثة آلاف طبيب. أما في عام 2021 هاجر ما يعادل 5 آلاف طبيب”. وهذا يعني أنه بحلول نهاية عام 2021، هاجر ما مجموعه 8000 طبيب إيراني من البلاد. ووفقا لـ ميم، بالنظر لنسبة الكوادر التمريضية المهاجرة في قطاع الصحة، سيتجاوز عددهم عتبة الـ 10 آلاف ممرض وممرضة.

ومن بين القضايا المثيرة للقلق زيادة متوسط ​​عمر المهاجرين وتغير المعدلات من الأطباء العامين إلى المتخصصين. يقول الدكتور لاري بور: “بمجرد أن يتخرج الفرد في بلادنا تبدأ خطواته نحو الهجرة. في السنوات القليلة الماضية، كان متوسط ​​عمر الأشخاص الذين غادروا البلاد أقل من 35 عامًا، وقد ارتفع هذا المتوسط. يعني هذا التغيير أن العديد من الأطباء الذين تمتعوا بالاستقرار الوظيفي داخل البلاد، قد تم جذبهم إلى بلدان أخرى أو أن تلك البلدان قد خلقت ووفرت أرضيات خصبة لهم للعمل هناك، بعد أن تزعزع هذا الاستقرار في بلادهم، أو بسبب ما يستحقونه من المرتبة والمكانة داخل البلاد”.

وبحسب دكتور ميم، “فإن هؤلاء الأشخاص هم من لديهم احتياطي مالي آمن للهجرة وفي نفس الوقت يمكن أن يكونوا في وضعهم المهني مع دخل مناسب ومقبول في دولة أخرى”. إن قضية الهجرة وموجاتها المتزايدة مقلقة بطبيعتها، لكن القضية الأهم هي إفراغ البلاد من النخب والفئات التي يرتبط وجودها وأنشطتها بصحة وحياة الناس.

وفي هذا الصدد، يقول لاري بور: “في الماضي، كانت نسبة الراغبين في الهجرة من الأطباء في التخصص العام تلاحظ بشكل كبير، إلا أن عدد المتخصصين اليوم، الذين لديهم النية والرغبة في الهجرة والذين اتخذوا إجراءات في هذا الشأن قد تجاوز عدد أطباء التخصص العام. في حين ظهرت هذه المشكلة أيضًا في مجالات أخرى مثل القبالة والعلاج الطبيعي وغيرها من التخصصات. فيما كانت أيضاً تخصصات الطب وطب العيون وجراحة الأعصاب وطب الطوارئ وطب التوليد وأمراض النساء، تستحوذ على أكبر عدد من المهاجرين في المجتمع الطبي”.

يقول الدكتور ميم في الختام: “في مستشفى “عين” (وهو اسم وهمي لأحد مستشفيات البلاد)، هاجر 5 من أصل 8 أساتذة واختصاصيين في قسم الطوارئ. حيث ذهب 50٪ من هؤلاء المتخصصين إلى كندا وأستراليا وعمان”.

 

قد يعجبك:

نسب عالية لهجرة الممرضين.. نقص 70 ألف ممرض في إيران

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى