حيرة غربية: كيف نجحت إيران في تطوير طائراتها المسيرّة؟
توجد تساؤلات غربية عديدة بشأن كيفية نجاح إيران، ورغم خضوعها لعقوبات دولية مشددة، في تطوير أسلحة الدفاع الجوي، ولاسيما الطائرات المسيّرة.
ميدل ايست نيوز: قال ألكسندر سفارانتس، الدكتور في العلوم السياسية، إنه توجد تساؤلات غربية عديدة بشأن كيفية نجاح إيران، ورغم خضوعها لعقوبات دولية مشددة، في تطوير أسلحة الدفاع الجوي، ولاسيما الطائرات المسيّرة (بدون طيار)، مشددا على أن طهران أنفقت الكثير من الأموال على مر السنين، وهو ما لا يريد خصومها الاعتراف به.
وأضاف سفارانتس، في تحليل بمجلة “نيو إيسترن أوتلوك” (NEO) الروسية أن “القدرات الإيرانية في مجال الطائرات بدون طيار أثارت ضجة في عدد من الصحف الدولية، مما أثار التساؤل حول كيفية حصول الإيرانيين على هذه التقنيات المحظورة والمُعاقب عليها من الغرب وإسرائيل”.
وتابع أن “غنائم الطائرات بدون طيار في بعض مناطق الصراع الساخنة سمحت للخبراء الإيرانيين باكتشاف التكنولوجيا الغربية المتقدمة، كما يعتقد البعض أن الإيرانيين ببساطة طلبوا المنتجات عبر موقع AliExpress إلى عناوين وهمية ثم فككوها وجعلوا المهندسين المحليين يبتكرون اختراعات جديدة”.
وأردف: “فيما يجادل آخرون بأن النسخ الإيرانية المقلدة للتقنيات الغربية هي نتيجة التجسس العلمي والتكنولوجي والصناعي الناجح من جانب وكالات الاستخبارات الإيرانية”.
واستدرك: لا يستطيع خصوم إيران، ولاسيما دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإسرائيل، الاعتراف (سواء بدافع الحسد أو لأسباب أخرى) بأن طهران اضطرت ببساطة إلى إنفاق الكثير من الأموال على مر السنين لبناء تعليمها وأبحاثها الخاصة”.
وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتتهم دول إقليمية وغربية، في مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة، إيران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينما تقول طهران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.
ولفت إلى تصريح لقائد قوة الدفاع الجوي للجيش الإيراني العميد علي رضا صباحي قال فيه مؤخرا إن إيران تتمتع الآن بقوة مطلقة في المنطقة بفضل التقدم التكنولوجي الكبير في إنتاج المعدات العسكرية، وخاصة أسلحة الدفاع الجوي.
وشدد سفارانتس على أن “أي جيش وكل حرب يضع أولوية قصوى للدفاع الجوي الفعال من خلال تولي السيطرة على القتال الجوي، بحيث يكون الجيش قادرا على إجراء عمليات دفاعية وهجومية فعالة أثناء القتال”.
تطور عسكري
و”إيران، على الرغم من اعتمادها على الإنتاج المحلي، لا يمكنها حتى الآن أن تضاهي قادة العالم في تطوير وإنتاج أنظمة الدفاع الجوي، وخاصة روسيا والولايات المتحدة، لكن نجاح المجمع الصناعي العسكري الإيراني أصبح ملحوظا في الشرق الأوسط”، وفقا لسفارانتس.
وأردف: “بالنسبة للخبراء الروس، مثل روسلان بوخوف، فإن تطوير أنظمة الدفاع الجوي هو مسعى مكلف ويستغرق وقتا طويلا، فغالبا ما تستغرق عملية اختبار نوع واحد من المعدات في نطاقات الجيش نحو عشر سنوات”.
وأضاف سفارانتس أنه “منذ الثورة الإسلامية عام 1979، كان على إيران التعامل مع تحسين صناعة الدفاع الخاصة بها لأكثر من أربعة عقود (…) والبيئة السياسية والعسكرية الحالية والتوترات مع إسرائيل وكتلة الناتو والولايات المتحدة تشجع إيران على تسريع تطورها العسكري”.
وتابع: “بالنظر إلى إنجازات المجمع الصناعي العسكري المحلي، تتمتع الدفاعات الجوية الإيرانية بلا شك بميزة على بعض دول المنطقة، بما فيها أرمينيا وأذربيجان وجورجيا والعراق وسوريا وقطر والسعودية وحتى تركيا، إحدى دول الناتو”.
واستدرك: “ومع ذلك، من غير المرجح أن تكون أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الإيرانية أكثر تقدما من تلك الخاصة بإسرائيل، ناهيك عن الولايات المتحدة”.
وختم بأن “إيران تعمل على توسيع تعاونها العسكري التقني مع روسيا والصين والهند لإنتاج أنظمة دفاع جوي في جميع الظروف ومواكبة التطورات الجديدة واختبارها ليس فقط في نطاقات الجيش، ولكن أيضا في مسارح قتالية”.