من الصحافة الإيرانية: ثلاث أجندات محتملة لزيارة سلطان عمان إلى إيران
على مدار أعوام اعتبرت سلطنة عمان وسيطاً تاريخياً في العلاقات بين طهران وواشنطن، بالتالي، كلما زار مسؤول عماني إيران أو العكس، تتعزز فكرة وجود أنباء جديدة لتتسيد المشهد الدولي.
ميدل ايست نيوز: على مدار أعوام اعتبرت سلطنة عمان وسيطاً تاريخياً في العلاقات بين طهران وواشنطن، بالتالي، كلما زار مسؤول عماني إيران أو العكس، تتعزز فكرة وجود أنباء جديدة لتتسيد المشهد الدولي.
وبحسب صحيفة دنياي اقتصاد، التطورات اليوم تمكننا من اقتراح ثلاثة ملفات كأجندات محتملة لزيارة سلطان عمان الأولى إلى إيران. وقد يكون ملف تبادل الأسرى والذي أثير عدة مرات في الأشهر الأخيرة في مقدمة هذه الاقتراحات، لا سيما بعد إطلاق سراح سجينين في إيران وبلجيكا أمس بوساطة عُمانية.
تبادل الأسرى
هذا، وركزت المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وسلطان عمان يوم الخميس 9 مارس إلى حد كبير على ملف تبادل الأسرى. حيث أعرب رئيس الولايات المتحدة، في هذا الاتصال الهاتفي عن تقديره وشكره للدور الوسيط لهذا البلد في قضية الإفراج عن المواطنين الأمريكيين.
كما يتضح من محتوى هذه المكالمة، فإن تصريحات بايدن تدور حول تبادل الأسرى بين إيران والولايات المتحدة، وقد أبدى الجانبين رغبة واضحة خلال الأشهر الأخيرة على تسوية هذا الملف رغم جمود المفاوضات النووية، والاحتجاجات الأخيرة في إيران، وتصاعد أزمة الحرب الأوكرانية، فضلاً عن وصف طهران ملف تبادل الأسرى بالقضية الإنسانية والذي لحقها محادثة هاتفية بين هيثم بن طارق والرئيس الإيراني يوم الأربعاء 19 أبريل.
لذلك، يبدو أن عمان تحاول التواسط في ملف تبادل الأسرى بين إيران والولايات المتحدة منذ مارس الماضي أو قبل ذلك. وبالطبع، فإن نتائج المضي قدماً في هذا الملف، بناءً على ما تم الإعلان عنه سابقًا، ستؤدي إلى الإفراج عن الأصول الإيرانية المحجوبة في كوريا الجنوبية وربما العراق أيضاً.
المفاوضات النووية
السعي لإحياء المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة هي الأجندة الأخرى المحتملة لسلطان عمان، والتي تعد بالطبع خياراً ضعيفاً مقارنة بالخيارات الأخرى. شهدنا في الآونة الأخيرة لقاء جمع نائب وزير الخارجية العماني بنظيره البلجيكي جاء ذلك بعد أن التقى هذا الوزير بـ “علي باقري” كبير المفاوضين في الملف النووي. بالتالي، من المرجح أن يكون ملف المفاوضات النووية مدرج أيضًا على جدول الأعمال، ولكن نظرًا لتعقيدات هذه المفاوضات، فإنه من المستبعد أن يحمل سلطان عمان الكثير من البشائر حول الاتفاق النووي.
ومع ذلك، لا يمكن تجاهل هذا الاحتمال بشكل تام، لأن وجود ولو احتمال ضئيل لمناقشة هذا الملف على طاولة الحوار يطرح السؤال التالي: ما هي نسخة المفاوضات النووية التي تحاول رسائل الوساطة إحياؤها؟ بمعنى، هل يريدون إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 أم أنهم يفكرون في النسخة التي طلبها الاتحاد الأوروبي سابقًا في إطار “خطة” للتوصل إلى اتفاق، أو خطة جديدة تماماً؟
طهران والقاهرة
هيمن ملف الوساطة العمانية بين إيران ومصر على الأجواء السياسية في المنطقة وذلك بعد زيارة هيثم بن طارق إلى القاهرة مطلع الأسبوع الماضي، حيث جرت مناقشات عدة حول استئناف العلاقات بين هذين البلدين. بالتالي، قد يكون هذا الملف موضوعاً ثالثاً من المرجح أن يثيره سلطان عمان عند زيارته إلى إيران.
وقالت مصادر الأسبوع الماضي، لموقع “العربي الجديد“، إن مباحثات سلطان عمان والرئيس المصري شهدت التباحث حول قضايا رئيسية، بينها مسار “تطبيع العلاقات المصرية الإيرانية”، وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك بالإضافة إلى بحث فرص تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين القاهرة ومسقط.
وقالت مصادر دبلوماسية، لموقع “العربي الجديد”، إن “القاهرة باتت مستعدة الآن لرفع مستوى العلاقات الدبلوماسية مع طهران، إلى درجة تبادل السفراء، مرة أخرى، حيث إن التمثيل الدبلوماسي الحالي يقف عند وجود قائم بالأعمال، بدرجة سفير في كلا البلدين”.
ولفتت إلى أن “زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى مصر، شهدت التباحث حول هذا الملف، وذلك على الرغم من وجود قنوات اتصال مصرية إيرانية مباشرة”.
وأشارت المصادر إلى أن “تباحث السيسي والسلطان هيثم حول ملف العلاقات مع إيران، جاء بعد اتصالات أجراها مسؤولون مصريون مع نظراء لهم في إيران، جرى خلالها أيضاً بحث مسألة تطوير العلاقات بين القاهرة وطهران، على أساس التعاون في مجالات عدة، منها ما هو سياسي واستراتيجي وأمني، مرتبط بعدد من الملفات الإقليمية الملحة، مثل اليمن والعراق وسورية، ومنها ما هو اقتصادي وتجاري”.
وأضافت المصادر أن “زيارة السلطان إلى مصر، ولقاءه السيسي، قد تؤدي قريباً إلى التقدم خطوة في ذلك المسار”.
رسالة بن هيثم المهمة لإيران
تأتي هذه التكهنات حول زيارة سلطان عمان لإيران من حقيقة أن زيارة كبار المسؤولين العمانيين لإيران غالباً ما تكون مصحوبة بتقديم ورقة رابحة. في الواقع، إن الزيارة الشخصية لهيثم بن طارق إلى إيران، بعنوان دولة اشتهرت بالتوسط بين إيران وأمريكا لسنوات عديدة، تعني أن سلطان عمان اعتبر رسائل وأطر هذه الرحلة مهمة للغاية لدرجة أنه قرر زيارة إيران بدلاً من وزير خارجيته.
وفي البال، إذا كان من المفترض أن يكون تبادلًا بسيطًا للرسائل مع وساطة عُمان، فلن يكون أمراً منطقياً أن يتدخل سلطان عمان شخصيًا لهذا الغرض، علماً أن هناك قنوات دبلوماسية أخرى أبسط للقيام بهذه المهمة.
على أي حال، سيصل سلطان عمان إلى طهران غداً الأحد بوفد رفيع المستوى. ويعد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع، خالد بن هلال آل بوسعيدي وزير ديوان السلطنة، سلطان بن محمد النعماني وزير مكتب السلطنة، بدر بن حمد آل بوسعيدي وزير الخارجية، سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية من أهم الشخصيات التي سترافق سلطان عمان في هذه الزيارة.
وعشية هذه الزيارة، أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية العماني بدر بن حمد آل بوسعيدي، وناقشا خلاله وتبادلا الآراء حول برامج ومحتوى الزيارة المخطط لها. ووصف أمير عبد اللهيان اللقاء والاتصالات بين قادة البلدين بأنها مهمة للغاية.