العلاقات السعودية الإيرانية.. تاريخ من الصعود والهبوط

ذكرت وسائل إعلام سعودية أنّ إيران أعادت فتح سفارتها في العاصمة السعودية الرياض اليوم، وذلك بعد أشهر من اتفاق بوساطة صينية بين الخصمين الإقليميين على إنهاء عدائهما المستمر منذ سنوات.

ميدل ايست نيوز: ذكرت وسائل إعلام سعودية وإيرانية أنّ إيران أعادت فتح سفارتها في العاصمة السعودية الرياض اليوم، وذلك بعد أشهر من اتفاق بوساطة صينية بين الخصمين الإقليميين على إنهاء عدائهما المستمر منذ سنوات.

وأدى التنافس الذي طال أمده بين القوتين الكبيرتين في الشرق الأوسط إلى تأجيج الصراعات في جميع أنحاء المنطقة ومنها حروب اليمن وسوريا ولبنان.

 وغير الدور الذي لعبته بكين في تحقيق انفراجة بين طهران والرياض، قواعد اللعبة في منطقة ظلّت الولايات المتحدة تلعب فيها دور الوسيط الرئيسي على مدى عقود مستخدمة نفوذها الأمني والدبلوماسي.

الثورة الإيرانية: 1979

– راقب قادة السعودية بقلق شديد الإطاحة بشاه إيران محمد رضا بهلوي على يد رجال دين شيعة ترى الرياض أنّهم عازمون على تصدير ثورتهم الإسلامية.

حرب إيران والعراق: 1980- 1988

– غضب الإيرانيون بشدة من الدعم السعودي للعراق خلال الحرب العراقية الإيرانية من 1980 إلى 1988 والتي استخدمت فيها بغداد أسلحة كيماوية.

مكة: 1987 – 1988

– تعرضت العلاقات بين السعودية وايران لضربة كبيرة في تموز (يوليو) 1987 عندما قُتل 402 من الحجاج، منهم 275 إيرانياً، خلال اشتباكات في مكة. واحتل محتجون في طهران السفارة السعودية وأضرموا النار في السفارة الكويتية.

– توفي دبلوماسي سعودي في طهران متأثراً بجروح أصيب بها عندما سقط من نافذة السفارة، واتهمت الرياض طهران بتأخير نقله إلى مستشفى في السعودية.

– قطع الملك فهد العلاقات مع إيران عام 1988 ولم يتم استعادتها إلاّ في عام 1991

 القمة: 1997

– زار ولي العهد السعودي آنذاك الأمير عبد الله إيران لحضور قمة إسلامية في كانون الاول (ديسمبر)، ليصبح أكبر مسؤول سعودي يقوم بمثل هذه الزيادة منذ الثورة الإسلامية.

أوقات أفضل: 1999

– هنأ العاهل السعودي الملك فهد الرئيس الإيراني محمد خاتمي بفوزه في الانتخابات عام 2001 قائلاً إنّ ذلك تأييد لسياسته الإصلاحية. وكان خاتمي قد عمل من أجل التقارب مع الرياض بعد فوزه الساحق الأول في عام 1997.

– زار خاتمي المملكة في أول رحلة من نوعها منذ عام 1979. وتحسنت العلاقات في ظل اتفاق أمني جرى إبرامه في نيسان (أبريل) 2001.

تصاعد التوتر في المنطقة: 1003 – 2013

– أدى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح بصدام حسين في العراق إلى تعزيز وضع الأغلبية الشيعية في البلاد، وتحول في انحيازات العراق السياسية لصالح إيران.

 – مهد اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، الحليف الوثيق للسعودية، عام 2005 الطريق لصراع على السلطة في بيروت.

– كان من بين معالم هذا الصراع وقوف إيران وحلفائها، وبينهم سوريا، في كفة ودول الخليج العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة في كفة أخرى.

– وقع لبنان على نحو متزايد تحت نفوذ جماعة “حزب الله” المدعومة من إيران والمدججة بالسلاح.

– بعد نحو 15 عاما، أدانت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة 3 من أعضاء “حزب الله” غيابياً في قضية مقتل الحريري. ونفت الجماعة أي دور لها في اغتياله ووصفت المحكمة بأنها أداة بيد أعدائها.

– فاقمت حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله شكوك السعودية بأنّ طهران تقيم تحالفات جديدة في المنطقة تهدد مصالح الرياض.

– عمق برنامج الطاقة النووية الإيراني المثير للجدل مخاوف السعودية من أن طهران بقيادة خليفة خاتمي القومي المتشدد محمود أحمدي نجاد عازمة على الهيمنة على منطقة الخليج.

– كشفت إحدى برقيات “ويكيليكس” أنّ العاهل السعودي الملك عبد الله أخبر دبلوماسييه في عام 2008 بأنه يريد من الولايات المتحدة “قطع رأس الأفعى”.

الربيع العربي: 2011

– راقبت السعودية بقلق شديد انتفاضات مؤيدة للديمقراطية امتدت من تونس ومصر إلى الخليج في الشرق. ونُظر للاحتجاجات في البحرين على أنّها “خط أحمر” بسبب مخاوف من أن تسيطر الأغلبية الشيعية هناك على السلطة وتتحالف مع إيران.

– ساعدت قوات سعودية في إخماد الاضطرابات في البحرين بناء على طلب الأسرة المالكة السنية.

– اتهمت السعودية بعض الشيعة في منطقتها الشرقية بالتعاون مع دولة أجنبية، هي إيران، لزرع الفتنة بعد اشتباكات بين الشرطة والشيعة.

– أعلنت الولايات المتحدة أنّها كشفت مؤامرة إيرانية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن. وقالت الرياض إنّ الأدلة قاطعة وإنّ طهران ستدفع الثمن. رفضت إيران هذا التقرير ووصفته بأنه ملفق بهدف دق إسفين بين طهران والسعودية.

الحرب السورية والمحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران: 2011

– جرى انتخاب حسن روحاني رئيساً لإيران في حزيران (يونيو) 2013 مما حول سياسة إيران الخارجية التي كانت تصادمية حتى ذلك الحين في اتجاه تصالحي. وأبرمت إيران اتفاقاً مؤقتاً مع القوى الكبرى في تشرين الثاني (نوفمبر) للحد من نشاطها النووي وتحسنت العلاقات بين إيران ومعظم دول الخليج المجاورة.

– دعا مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية في كانون الأول (ديسمبر) إلى علاقات حسن الجوار مع إيران على أساس “عدم التدخل في الشؤون الداخلية”.

– العلاقات الإيرانية السعودية ظلت في حالة جمود وانعكس صراعهما على النفوذ في المنطقة على الحرب الأهلية السورية. وكانت الرياض من كبار المؤيدين للمعارضة السنية في مواجهة الرئيس السوري بشار الأسد الحليف المقرب لطهران.

– في 2015، تدخلت السعودية في اليمن على رأس تحالف مدعوم من الغرب ضد جماعة الحوثي بعد أن أطاحت الجماعة المتحالفة مع إيران بالحكومة المعترف بها دولياً من العاصمة صنعاء. ولم يشهد الوضع العسكري للحرب تغيراً على مدى سنوات.

تدهور العلاقات: 2016

– أعدمت السعودية قرابة 50 شخصاً بينهم رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر في الثاني من كانون الثاني (يناير). واقتحم محتجون في طهران السفارة السعودية وتحدث الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي عن “انتقام إلهي” لإعدام النمر.

 قطعت السعودية علاقاتها مع إيران في الثالث من كانون الثاني (يناير).

 – اتهمت إيران السعودية بشن ضربات جوية على سفارتها في اليمن في السابع من كانون الثاني (يناير). ورفض مسؤولون سعوديون هذا الادعاء ووصفوه بأنه دعاية.

 – في 29 أيار (مايو) 2016، منعت إيران مواطنيها من أداء فريضة الحج واتهمت السعودية بالتقاعس في ضمان سلامة الحجاج.

من العام 2019 وحتى يومنا هذا

– في 14 أيلول (سبتمبر) 2019، حمَّلت السعودية إيران مسؤولية هجمات على منشآتها النفطية مما أدى توقف نصف إمدادات المملكة. ونفت إيران تورطها بينما أعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عن الهجمات.

 – في 3 كانون الثاني (يناير) 2020، قُتل قاسم سليماني القائد بالحرس الثوري الإيراني في ضربة أميركية بطائرة مسيرة في بغداد.

 – في 9 نيسان (أبريل) 2021، عقدت إيران والسعودية أول محادثات مباشرة بينهما منذ قطع العلاقات واستضافتها بغداد. وبين نيسان (أبريل) 2021 وأيلول (سبتمبر) 2022، عُقدت أربع جولات من المحادثات كان أغلبها بوساطة العراق وسلطنة عمان.

 – انسحبت إيران من المحادثات في 13 آذار (مارس) 2022، قبل الجولة الخامسة المقررة، بعد يوم من إعدامات جماعية في السعودية قال ناشطون إنها شملت 41 شيعياً.

 – عقدت إيران والسعودية الجولة الخامسة من المحادثات في 21 نيسان (أبريل) 2022

 – في 19 تشرين الأول (أكتوبر) 2022 دعا كبير مستشاري خامنئي إلى إعادة فتح السفارتين السعودية والإيرانية.

– زار الرئيس الصيني شي جين بينغ المملكة في التاسع من كانون الأول (ديسمبر) 2022، وأجرى محادثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

 –  زار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الصين في 16 شباط (فبراير) 2023 للقاء شي.

 – في 11 آذار (مارس) آذار 2023، اتفقت إيران والسعودية على إعادة العلاقات في صفقة توسطت فيها الصين.

– التقى وزيرا الخارجية السعودي والإيراني في الصين في 6 نيسان (أبريل)، في أول لقاء رسمي بينهما منذ أكثر من سبع سنوات.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
النهار
المصدر
Reuters

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − إحدى عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى