مجلس الأمن القومي الإيراني يصدر قرارا بشأن دخول المشجعات لملاعب كرة القدم
لن يكون الموسم الثالث والعشرين من دوري المحترفين في أغسطس المقبل كغيره من مواسم كرة القدم بالنسبة للإيرانيين، لا سيما بعد قضية "حضور المشجعات في الملاعب" والتي لا زالت تعيش حالة متقلبة جراء التصريحات الحكومية المتضاربة حولها.
ميدل ايست نيوز: لن يكون الموسم الثالث والعشرين من دوري المحترفين في أغسطس المقبل كغيره من مواسم كرة القدم بالنسبة للإيرانيين، لا سيما بعد قضية “حضور المشجعات في الملاعب” والتي لا زالت تعيش حالة متقلبة جراء التصريحات الحكومية المتضاربة حولها.
وبحسب صحيفة شرق، أثيرت هذه المسألة في العديد من المرات خلال السنوات الخمس الماضية، وعلى الرغم من التهديدات التي وجهها الفيفا، إلا أن اتحاد كرة القدم الإيراني ومؤسسات أخرى رفضت الاستجابة الكاملة لهذا الأمر.
وبعد تهديد شديد اللهجة من قبل الفيفا في بداية الموسم الماضي قررت السلطات الإيرانية في نهاية المطاف فتح أبواب ملاعب البلاد أمام السيدات للمشاركة في منافسات الدوري.
ووفقًا للوعد الذي قطعته الجهات الإيرانية مع الفيفا، فقد تم السماح بدخول السيدات لمشاهدة مباريات المنتخب الوطني فضلاً عن منحهم الأذن مؤخراً بالتواجد بالملاعب لمشاهدة مباريات الدوري الإيراني الممتاز.
تبين لاحقاً أن الترخيص والتنازل عن القيود في هذه المسألة كانت محدودة جداً ومتقلبة، لماذا؟ لأنه في بادئ الأمر كان يسمح بدخول السيدات إلى ملعب “آزادي” الأولمبي في طهران لحضور مباريات أندية استقلال وبرسبوليس، لكن بعد احتجاجات العام الماضي، تم إلغاء الترخيص الصادر تمامًا ومنعت المشجعات من الحضور ومشاهدة مباريات الدوري الممتاز عن قرب.
وفي آخر مستجد لهذه القضية، صرح مهدي تاج، رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم، بأن المجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد وافق على دخول السيدات إلى الملاعب لمشاهدة مباريات كرة القدم. وهذه هي المرة الأولى التي يتدخل فيها هذا المجلس بشكل مباشر بخصوص تواجد الإيرانيات في الملاعب.
وبحسب مهدي تاج، فقد تمت الموافقة على هذا المرسوم بأكمله، وبقي أن تعتزم بعض الوزارات والوكالات على اتخاذ الإجراءات بشأن كيفية تنفيذ ذلك.
وبغض النظر عن الغموض الذي يلتف حول هذه القضية، يبدو أن الحديث عن حضور السيدات أو عدم حضورهن للملعب في المباريات العادية لم يعد مهمًا بعد الآن، بل ما أضحى مهماً هو منافسات الدوري الممتاز التي تحتاج إلى الحصول على إذن رسمي من قبل السلطات.
والمثير للحيرة في هذا الأمر هو ما كشف مهدي تاج عنه مؤخراً، حيث تناول أسماء الملاعب التي يمكن للسيدات الحضور فيها ومشاهدة مباريات كرة القدم، إلا أنه لم يتطرق بالإشارة إلى ملعب “آزادي” الذي كان الملعب الوحيد الذي يمكن للإيرانيات من خلاله مشاهدة مباريات الدوري الممتاز في الموسم الماضي.
وبعيداً عن سبب عدم استضافة ملعب آزادي للسيدات، هيمنت قضية أكثر أهمية على المشهد الإيراني بعد تصريحات رئيس الاتحاد لكرة القدم تلك، والتي وصفها البعض بالمزدوجة، حيث سبق أن اتفق مسؤولو هذا الاتحاد مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والفيفا على أن المباريات التي ينظمها المنتخب الوطني في “طهران فقط” بإمكان السيدات حضورها.
وترفق السلطات الحكومية مبرر “البنية التحتية” في كل مرة تقوم بها بالتصريح عن حضور السيدات في الملاعب الأخرى في البلاد، مع العلم أن “آزادي” نفسه بحاجة لبنية تحتية لتغطية مباريات المنتخب الوطني، لكن عندما يتعلق الأمر بالدوري الممتاز تتغير مواقف الحكومة فجأة لتنوه عن ضعف البنية التحتية.
لا تزال القضية المهمة هي أنه من الواضح لأول مرة أن ملعبًا خارج طهران سيستضيف المتفرجات والمشجعات. وبحسب تاج، فإن مدن كرمان وأصفهان والأهواز لديها حتى في الوقت الراهن مثل هذه الظروف أيضا.
وإلى جانب هذه المسألة أثار غياب محافظة مشهد وملعب “الإمام الرضا” الكبير العديد من التساؤلات، وكيف يمكن أن يكون أحد الملاعب الإيرانية الحديثة لا يملك البنية التحتية اللازمة لاستضافة السيدات في مدرجاته؟
وخلال أكتوبر/تشرين الأول 2019، وتحت ضغوط الاتحاد الدولي لكرة القدم سمحت السلطات الإيرانية لأول مرة منذ 40 عاما، لبعض الإيرانيات بمشاهدة مباراة كرة القدم في ملعب “آزادي” الشهير في طهران، وكانت المباراة بين منتخب بلادهن ومنتخب كمبوديا، وأحيت الخطوة الآمال بإنهاء الحظر على دخول النساء إلى الملاعب.
ولا يوجد نص قانوني في إيران يحظر دخول النساء إلى ملاعب كرة القدم، إلا أن بعض المرجعيات الدينية تعارض ذلك.
وساهم المنع في تكرار ظاهرة “الفتيات الملتحيات”، واللاتي يتنكرن في هيئة الرجال ليتمكن من دخول ملاعب كرة القدم.
وخلال عام 2019، قامت الفتاة الإيرانية سحر خداياري، بإضرام النار في نفسها أمام محكمة في طهران، بعد أن قيل لها إن حكما بالسجن لستة أشهر صدر بحقها لإهانة الشرطة أثناء سعيها للدخول إلى ملعب طهران متنكرة بزي رجالي.
وعرفت خداياري بـ”الفتاة الزرقاء” لشغفها بنادي “استقلال” لكرة القدم، والذي يرتدي اللون الأزرق، وأثارت قصتها الرأي العام المحلي والدولي.