إيران.. إطلاق حملة لكهربة النقل العام في طهران
انطلقت عمليات لكهربة خطوط النقل في طهران، حيث توقع وزير الصناعة أن العاصمة ستشهد وجود 200 ألف دراجة و50 ألف سيارة كهربائية بحلول نهاية العام الجاري.

ميدل ايست نيوز: بعد اتفاق بين وزارة الصناعة الإيرانية وبلدية طهران، انطلقت عمليات لكهربة خطوط النقل في العاصمة، حيث توقع وزير الصناعة أن طهران ستشهد وجود 200 ألف دراجة و50 ألف سيارة كهربائية بحلول نهاية العام الجاري.
وبحسب وكالة إيسنا للأنباء، عقد الاجتماع الثاني حول مشروع “كهربة المواصلات” في طهران بحضور عباس علي آبادي وزير الصناعة والتعدين والتجارة، وعلي رضا زاكاني رئيس بلدية طهران.
وأوضح علي أبادي أن النقل الكهربائي للبلاد سيكون من الأولويات الرئيسية لوزارة الصناعة الإيرانية في المرحلة الجديدة، وقال: “أعلنا لزملائنا في الوزارة منذ البداية أننا أعددنا خطة شاملة ومفصلة فيما يتعلق بمشروع النقل الكهربائي وحددنا طهران على أنها المدينة التجريبية لذلك”.
وأكد المسؤول الإيراني أنه اعتباراً من اليوم يمكننا أن نعلن بقوة عن انطلاق حملة لكهربة خطوط النقل والمواصلات في العاصمة، وتوقع أن تشهد طهران وجود 200 ألف دراجة و50 ألف سيارة كهربائية بحلول نهاية العام الجاري.
وأوضح وزير الصناعة الإيراني أن كهربة السيارات هي عامل جذب استثماري للشركات، وأضاف: “وفقًا للاتفاقيات التي تم التوصل إليها في هذا الاجتماع، سيتم تركيب وتشغيل 5000 محطة شحن سريعة وبطيئة لشحن السيارات الكهربائية في طهران، وسيتم أيضاً في المرحلة الأولى، تزويد 50 ألف سيارة أجرة في العاصمة بالكهرباء بالتعاون مع البلدية”.
واعتبر آبادي اقتراح تخصيص بطاقة الطاقة (للحصول على الكهرباء) بدلاً من بطاقة الوقود من قبل وزارة النفط لسائقي السياراة الكهربائية أحد أهم المقترحات الرئيسية لهذا المشروع، وقال: “سيبدأ تنفيذ مشروع كهربة طهران في الاجتماع المقبل الذي سيعقد بين وزارات النفط والطاقة والداخلية مع بلدية طهران”.
ورأى وزير الصناعة أن تنمية الحوافز اللازمة والتعريفات الخاصة هي عامل جذب ضروري لترغيب مصنعي السيارات والأفراد باستيراد السيارات الكهربائية، وتابع: “من خلال التعريفات الخاصة، يمكن لمصنعي السيارات البدء في استيراد السيارات الكهربائية من اليوم، ومن ثم بدعم من وزارة الصناعة، يتوجب عليهم المضي نحو إنتاج السيارات الكهربائية”.
وأكد أن وزارة الصناعة مصممة على كهربة مواصلات العاصمة وستبذل قصارى جهدها لإعداد البنية التحتية الكهربائية واتخاذ خطوات في اتجاه توفير الاستهلاك وحماية البيئة على أمل أن يصبح حلم طهران النظيفة حقيقة واقعة.
من جانبه، ذكر علي رضا زاكاني، رئيس بلدية طهران، في هذا الاجتماع أنه قررنا التعاون مع وزير الصناعة لكهربة مواصلات العاصمة، وقال: “إذا تمكنا من وضع خطط لتجديد 50 ألف سيارة أجرة و200 ألف دراجة كهربائية في طهران، فسيعود على المواطنين بجوانب بيئية ورفاهية جيدة، وسيكون الاستثمار في هذا المجال أكبر قيمة مضافة لبلدية طهران”.
وأضاف: “الاقتراح الأولي هو البدء في مشروع كهربة مواصلات العاصمة مع التركيز على الأسواق ووسط المدينة، وفيما يتعلق باستيراد الدراجات الكهربائية، فإن البلدية على استعداد لدعم تكلفة 150 ألف دراجة كهربائية باستخدام الملاحظة 18 ومصادر أخرى، بحيث تكون 10٪ على الأقل من الدراجات في طهران كهربائية وبيئية”.
وذكر المسؤول الإيراني أن خط BRT 1 (حافلة عالية السرعة) سيتم تحويله إلى ترام بعد كهربته، وقال: “تم الانتهاء من دراسات هذه التعديلات وسيتم توقيع مذكرة التفاهم الأسبوع المقبل على أن خط BRT الذي يبلغ طوله 18 كيلومترًا من شرق لغرب طهران سيتم تغطيته بالترام، حيث سيستخدمه حوالي 55 مليون مسافر بشكل سنوي حسب التوقعات”.
وصرح رئيس بلدية طهران أن العاصمة بحاجة من 10 إلى 11 ألف حافلة وتابع: “نتابع بشدة قضية كهربة الحافلات، ونتشاور مع مجموعات أخرى في هذا الصدد”.
وتأتي هذه التصريحات الحكومية في وقت تعاني فيها إيران، بما في ذلك العاصمة طهران، من نقص كبير في إمدادات الطاقة وانقطاعات في التيار الكهربائي أنثاء المواسم الحارة.
ومنذ أيام، صرح المتحدث الرسمي باسم صناعة الكهرباء في إيران أن حجم استهلاك التيار الكهربائي في البلاد تجاوز بلغ 66.65 ميغاواط يوم الثلاثاء 14 يونيو.
وكان أستاذ في جامعة شريف للتكنولوجيا قد حذر من خسارة إيران بحلول 2025 ما يعادل “مرحلة” من حقل بارس الجنوبي (حقل غاز الشمال) بشكل سنوي، مشيراً إلى أن الغاز يشكّل وقود 92٪ من إجمالي إنتاج الكهرباء في البلاد، ونقص الغاز يعني بلا شك نقصاً في إمدادات الكهرباء.
ومؤخراً، قالت إدارة شبكة الكهرباء الإيرانية أن طلب استهلاك التيار الكهربائي في البلاد تجاوز الـ 51 ألف ميغاواط في 8 مايو الفائت ومنتصف فصل الربيع.
وأكدت إدارة شبكة الكهرباء أن ارتفاع درجات الحرارة في عموم إيران إلى 2.8 درجة أدى إلى تشغيل أجهزة التكييف وزيادة استهلاك الكهرباء في البلاد بنسبة 13٪.
وتحتاج صناعة الكهرباء في إيران إلى إنتاج حوالي 5000 ميغاواط من الكهرباء وتطوير نقل وتوزيع الكهرباء ما يعني 5 مليارات دولار من الاستثمار سنويا.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، اعتبر عضو اللجنة المدنية بالبرلمان الإيراني أن استهلاك المياه والغاز في البلاد تخطى المعايير الدولية، وقال إنه يجب أن نتحدث بصدق وشفافية مع المواطنين حتى يتبين لهم أن موارد البلاد من الطاقة آخذة في النفاد، وبحاجة ماسة لتضافر وتكاتف الجهود من قبل الجميع للحفاظ عليها.