الاقتصاد الفندقي في خطر… “فقط 10% من الإيرانيين يقيمون في الفنادق أثناء السفر”

ألقى رئيس جمعية الفنادق في إيران، باللوم على السلطات الحكومية في التسبب بغلاء الأسعار والذي يحد من قدرة الناس على السفر والاستمتاع برحلة ترفيهية خلال فصل الصيف.

ميدل ايست نيوز: تشهد صناعة السياحة الداخلية في إيران خلال أيام العطلة الصيفية المدرسية ازدهاراً ملحوظاً، حيث تمتلئ الفنادق وتعود البرامج السياحية لنشاطها في المناطق ذات الطقس المنعش في البلاد. لكن على النقيض من ذلك يرى نشطاء هذه الصناعة أن ارتفاع الأسعار وتأثير التضخم بشتى أشكاله على نفقات ومصاريف الأسر أفسد الأجواء الممتعة خلال فترة العطلة هذه.

وبحسب صحيفة اعتماد، أشار جمشيد حمزة زادة، وهو رئيس جمعية الفنادق في إيران، خلال حديث له مع وكالة إيلنا العمالية، إلى موجة تراجع الإقامات الفندقية في البلاد، وأكد أن ارتفاع أسعار الفنادق عزز من قوة هذه الموجة خلال فترة العطل، ملقياً باللوم على السلطات الحكومية في التسبب في هذا الوضع الذي يحد من قدرة الناس على السفر والاستمتاع برحلة ترفيهية خلال فصل الصيف.

وحذر حمزة زادة خلال حديثه من انخفاض عدد السياح المحليين في الفنادق الإيرانية، قائلاً “إن عدد السياح الأجانب من الدول الأوروبية وأمريكا لا يزال صفرا”.

وبدأ الانخفاض الكبير في عدد السياح الوافدين من الدول الأوروبية والأمريكية إلى إيران منذ خريف العام الماضي، أي بعد بدء الاحتجاجات الشعبية، وعندما وصلت هذه الأحداث إلى ذروتها ألغت شركات السياحة بشكل تام جولاتها القادمة من 7 دول أوروبية وآسيوية إلى إيران.

واستمر تعليق دخول السائحين الأجانب حتى نوروز هذا العام لا سيما بعد اشتداد الظروف السياسية في البلاد، حيث أعلن نشطاء صناعة السياحة عشية مونديال قطر أنه لم يتم حجز أي جولة قادمة إلى إيران خلال فصل الربيع.

وعلى وقع ما أفاد به رئيس جمعية الفنادق في إيران حول عدد السياح الأجانب الصفري، فمن الواضح أن تأثير العقوبات السياسية والضخم الإعلامي لاحتجاجات الشعب الإيراني قد تعمق في أذهان الرأي العام العالمي.

وتزداد مخاوف نشطاء صناعة السياحة بشأن هذه المسألة الخطيرة على الاقتصاد الفندقي في إيران، حيث أكد حمزة زادة أن أقل من 10٪ من الإيرانيين يقيمون في الفنادق، وأضاف: “ما زلنا نشهد اهتمام المسافرين بنفس الطرق المعتادة والكلاسيكية. الفنادق في الشمال والغرب وبالطبع مشهد لديها معدلات إشغال أعلى من الفنادق الأخرى في البلاد، لكن الفنادق الواقعة في جنوب إيران تكون أقل شعبية في الصيف، كما أن إحصائيات حجز الغرف في هذه الفنادق آخذة في التناقص”.

وذكر المسؤول الإيراني أن مستوى الإقامات في فنادق البلاد واجه انخفاضاً بنسبة 13% خلال عطلة النوروز لعام 2023 مقارنة بالنوروز الماضي.

وأكد حمزة زاده أن الانخفاض المستمر في إشغال الفنادق لا يعني تراجع أعداد المسافرين، بل يعني أن المسافرين لجأوا إلى طرق بديلة مثل المكوث في الشقق الشعبیة، ودور الضيافة، والنوم في الخيام، والإقامة في المخيمات أو حتى منازل الأقارب، التي لديها تكلفة أقل بكثير من الإقامة في الفنادق.

واعتبر أن العامل الرئيسي لهذه التغيير في وضعية المسافرين هو الوضع الاقتصادي والظروف المعيشية للناس، وأضاف: “بقدر ما تتناقص القوة المالية للأفراد، فإنها تؤثر بشكل مباشر على الفنادق.”

ورأى حمزة زادة أن ارتفاع تكلفة إدارة الفنادق عاملاً فعالاً في ارتفاع أسعار الفنادق، وصرّح: “أبلغت العديد من المحافظات الإيرانية عن زيادة حادة في تعرفة المياه الفندقية. بالإضافة لهذا، تنقطع الكهرباء في العديد من الفنادق لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميًا ما يجعلهم يلجأون إلى مولد الكهرباء”.

وقال إن أكثر من 80٪ من الفنادق محرومة من حصة الديزل لذلك تسعى للحصول عليها من السوق الحرة. موضحاً “تكبدت بعض الفنادق خسائر طائلة، حيث تعد الأنشطة الفندقية في إيران، وخاصة الفنادق من فئة نجمة واحدة إلى ثلاث نجوم، خسارة وضرر بالنسبة لمالك الفندق.

وفي وقت سابق، أكد رئيس اتحاد مكاتب خدمات الرحلات الجوية والسياحية حرمت الله رفيعي إلغاء 90% من الرحلات السياحية الوافدة إلى إيران خلال فصل الخريف الماضي وتراجع سفر الإيرانيين إلى الخارج بنسبة 50%.

وفي أواخر يونيو الماضي، أشار هذا المسؤول إلى حجم المشاكل التي يواجهها نشطاء صناعة السياحة والسفر في إيران، وقال: “أظهرت إحصاءات رحلات النوروز لعام 2023 مقارنة بمثيلتها التي تلت ذلك وفترة العطلة في مايو ويونيو أن الوضع الاقتصادي للناس ليس جيدًا”.

ويأتي هذا التغيير في أنماط السفر في العامين الماضيين والسير وراء مضاعفة سعر العملات الأجنبية وتأثير ارتفاع الأسعار على طاولة الأسرة الإيرانية، وإجبار الإيرانيين على إلغاء العديد من الخيارات الضرورية لحياة صحية ومبهجة مثل الرحلات الترفيهية، في وقت أعلن فيه النائب الأول للرئيس الإيراني في مارس 2022 عن جدية الحكومة في وضع خطط من شأنها أن تقلل من نفقات السفر بالنسبة للإيرانيين.

مساع حكومية لإنعاش السياحة في إيران.. هل تعود طهران وجهة للزوار؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر + 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى