رئيسي إلى أفريقيا في زيارة هي الأولى لرئيس إيراني منذ 11 عاماً: البحث عن حلفاء جدد
بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، فجر اليوم الأربعاء، جولته الأفريقية التي تشمل ثلاث دول هي كينيا وأوغندا وزيمبابوي، في زيارة هي الأولى لرئيس إيراني منذ 11 عاماً.
ميدل ايست نيوز: بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، فجر اليوم الأربعاء، جولته الأفريقية التي تشمل ثلاث دول هي كينيا وأوغندا وزيمبابوي، في زيارة هي الأولى لرئيس إيراني منذ 11 عاماً، وسط انتقادات داخلية لأداء الحكومة الإيرانية السابقة تجاه العلاقات مع القارة الأفريقية.
وفي تصريحات في مطار مهرأباد في طهران، قبيل توجهه إلى كينيا كمحطة أولى في جولته، قال الرئيس الإيراني إنّ هذه الجولة تأتي تلبية لدعوات قادة الدول الثلاث، مضيفاً أنّ العلاقات بين بلاده والدول الأفريقية بعد الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 “كانت جيدة في مختلف المجالات، لكنها في بعض الفترات الزمنية شهدت توقفاً، وخاصة في العقد الأخير”، في إشارة غير مباشرة إلى عهد الحكومة الإيرانية السابقة بقيادة الرئيس حسن روحاني، الذي يتعرض لانتقادات من التيار المحافظ واتهامات بتركيزه على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وتحسين العلاقات مع الغرب.
وأكد رئيسي على ضرورة “تبادل الطاقات” بين إيران وأفريقيا، بالنظر إلى “الثروة العظيمة والموارد الطبيعية والمعدنية الهائلة والمواهب الكبيرة” في هذه القارة.
وأضاف الرئيس الإيراني أن “الدول الأفريقية أبدت رغبتها في العلاقة مع إيران، والعلاقات مع هذه الدول من الفرص أمام السياسة الخارجية”.
وفيما تواجه بلاده العقوبات الأميركية المشددة التي وضعت الاقتصاد الإيراني أمام أزمة مستمرة منذ 2018، أكد رئيسي على ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية مع أفريقيا، قائلاً إنه في مجالات الزراعة والتقنيات “ثمة فرص جيدة للتعاون”.
وأشار رئيسي الذي تواجه حكومته انتقادات داخلية لأدائه الاقتصادي في ظل تفاقم المشاكل المعيشية، إلى حصة إيران الضئيلة من التجارة الدولية مع أفريقيا، قائلاً إنّ “حصة إيران ليست أكثر من مليار و200 مليون دولار من أصل 1200 مليار دولار هي حجم الاقتصاد الأفريقي”.
من جهته، انتقد المدير العام لقسم العلاقات العامة بالرئاسة الإيرانية محمد مهدي رحيمي، في تغريدة له عبر “تويتر”، أداء الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني تجاه العلاقة مع القارة الأفريقية، قائلاً إنه خلال ثماني سنوات من دورتيه الرئاسيتين “لم يزر أياً من 54 دولة في أفريقيا”.
وتنظر وسائل إعلام رسمية وشبه رسمية إيرانية وأوساط مقربة من الحكومة الإيرانية باهتمام بالغ لزيارة رئيسي إلى القارة الأفريقية، مع حديث عن أنها تأتي في سياق استراتيجية حكومته لـ”فتح آفاق دبلوماسية واقتصادية” أمام إيران، والبحث عن حلفاء جدد في مواجهة الضغوط والعقوبات الأميركية، ولـ”إفشال مفاعيلها”. غير أنّ أوساطاً غير حكومية وخاصة من التيار الإصلاحي تقلل من أهمية هذه الزيارات في تمكين إيران من التصدي للعقوبات الأميركية، وترى أنه من دون التوصل إلى اتفاق لرفع العقوبات الأميركية تبقى إمكانية حل الأزمة الاقتصادية الإيرانية “ضئيلة”.
وتأتي زيارة الرئيس الإيراني الحالي إلى أفريقيا بعد جولة أخرى قام بها خلال الشهر الماضي إلى أميركا اللاتينية، شملت فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا. وأطلق رئيسي خلال تلك الجولة تصريحات مناهضة للإمبريالية والولايات المتحدة الأميركية.