كيف أثرت زيارة وزير خارجية عمان المفاجئة على سوق الصرف في إيران؟

في كل مرة يتم فيها الحديث عن المفاوضات النووية، يتفاعل سوق الصرف في إيران مع هذه الأخبار ويتحسن بضع درجات.

ميدل ايست نيوز: أثار لقاء وزير الخارجية الإيراني يوم أمس بنظيره العماني في طهران قريحة العديد من المراقبين، الذين لا يرجحون أن يكون الهدف الوحيد من هذه الزيارة تعزيز العلاقات بين البلدين فحسب، لا سيما في خضم تعليق المحادثات النووية بين إيران والأطراف الغربية.

وجاء في تحليل نشره موقع رويداد 24، أن زيارة الجانب العمانية الأخيرة قد تحمل رسالة سياسية مهمة لطهران هذه المرة من قبل واشنطن. فقد رأى الكثير من المراقبون أن زيارة وزير خارجية السلطنة تأتي على خلفية حل أزمة “ملف الأسرى مزدوجي الجنسية” لكي تستطيع أطراف الحوار فتح أبواب المحادثات النووية مرة أخرى والعودة إلى طاولة التفاوض.

هذا، ولم تذكر تصريحات الطرفين أي كلمة حول البرنامج النووي. فالأمر الوحيد الذي أظهر أن هدف هذه الزيارة هو دفع المفاوضات النووية للأمام، هو البيان الذي أدلى به المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أمس.

هل ستفتح أبواب المفاوضات؟

وفي إشارة إلى هذه الزيارة، قال ناصر كنعاني إن إيران لا تتغافل عن الاستفادة من الفرص الدبلوماسية لتأمين حقوق الأمة الإيرانية وطاقات الدول الصديقة المهتمة بالمساعدة في التوصل إلى اتفاق بناء “وترحب بمثل هذه الأساليب البناءة”.

وعلّق ناشطون على هذا التصريح ورأوا أن إشارة كنعاني إلى الاتفاقية البناءة قد تعني “ملف المفاوضات”، الذي توجهت عمان إلى طهران مؤخراً لاستئنافه، حسب قولهم، فهل ستفتح أبواب المفاوضات مجدداً؟

تظهر قراءة الأحداث في السنوات القليلة الماضية، أن إيران والولايات المتحدة كانتا على شفا حفرة من توقيع الاتفاق النووي وإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، إلا أن المفاوضات لم تسفر عن نتائج واعدة وعادت إلى مسارها السابق.

وأما اليوم، فقد بدا أن المفاوضات السرية وغير المباشرة بين البلدين كانت أكثر جدية مما كانت عليه في الماضي، وأعطت أوروبا وأمريكا إيران الفرصة الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي. لكن سرعان ما منع ملف الأسرى مزدوجي الجنسية هذا الأمر وأدى إلى تعليق المفاوضات مرة أخرى.

وبادرت عمان كما كانت من قبل، للمضي قدماً بهذه المفاوضات بهدف الوصول إلى نتيجة مرضية في ملف إيران النووي. ولكن في كل مرة حاولت فيها السلطنة تقريب الأطراف من بعضها كانت تحدث مشكلة ويتم إغلاق ملف التفاوض. فربما، تحمل لنا زيارة الأمس المفاجئة أنباء جديدة بشأن المفاوضات هذه؛ أنباءٌ يتضح من خلالها ما إذا كانت المفاوضات على جدول أعمال البلدين أم لا؟

الزيارة العمانية والأسواق الإيرانية

ما يجعل الأنباء حول المحادثات النووية جذابة للمواطن الإيراني هو تأثيرها على معيشتهم واقتصادهم. ففي كل مرة يتم فيها الحديث عن المفاوضات، يتفاعل سوق الصرف في البلاد مع هذه الأخبار ويتحسن بضع درجات.

وكان سعر الدولار قد سجل قبل الزيارة الأخيرة لسلطان عمان إلى طهران في أواخر يونيو الماضي حوالي 53 ألف تومان، إلا أن سرعان ما ظهر أثر هذه الزيارة على سوق الصرف ليتراجع في اليوم التالي ويصل إلى 46 ألف تومان. إلا أن هذا الحال لم يستمر كثيراً وعاود الصعود إلى 50 ألف، ثم تراجع يوم أمس ليصل إلى 48 ألف تومان.

وأثارت تقلبات السوق المتزامنة مع أنباء استئناف المفاوضات العديد من التساؤلات حول قدرة الحوار والتفاوض في برنامج إيران النووي وتأثيره على سعر الدولار والعملات الأخرى. فحتى إن لم تؤدي الأخبار النووية إلى خفض سعر الدولار في الأسواق الإيرانية إلا أنها ساهمت في منع ارتفاع سعره رغم التضخم والركود الاقتصادي وفرض المزيد من العقوبات على البلاد.

وزير الخارجية الإيراني يثمن جهود عمان في المساعدة على رفع العقوبات

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى