تعطيل الدوائر الحكومية في بعض مناطق إيران بسبب العواصف الترابية

ميدل ايست نيوز: أعلنت محافظة مركزي في إيران عن إيقاف العمل اليوم السبت بعد تعرضها للعواصف الترابية وتفاقم تلوث الهواء في أجوائها، وفي هذه الأثناء قللت لجنة الطوارئ بقم ساعات العمل في هذه المحافظة للسبب نفسه.

ووصف علي رضا محرابيان، رئيس مختبرات الإدارة العامة لحماية البيئة بمحافظة مركزي، مستوى تلوث الهواء في هذه المحافظة بالخطر، وقال: “نتيجةً لارتفاع معدلات تلوث الهواء، سيتم تعطيل الدوائر الحكومية والمؤسسات الأخرى غير الخدمية في مدينة أراك ومناطق أخرى من محافظة مركزي اليوم السبت”.

وأضاف محرابيان أن قرار تعطيل محافظة مركزي جاء بالتنسيق مع “لجنة طوارئ تلوث الهواء” وموافقة نائب منسق الشؤون المدنية بالمحافظة على رأس اللجنة هذه.

وفي غضون هذا، أفادت شؤون المختبرات بالإدارة العامة لحماية البيئة بمحافظة مركزي، أنه وفقًا لمحطة رصد تلوث الهواء، بلغ مؤشر جودة الهواء الحالي في مدينة ساوه 218 ميكرو غراما لكل متر مكعب مساء الجمعة، مما يشير إلى “جودة هواء غير صحية للغاية لجميع الفئات العمرية”.

وبحسب هذا التقرير، فإن المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من قم وبحيرة نمك (الملح) وبركة السلطان وصحراء المسيلة صنفت هذا العام من بين المصادر الكبرى لتشكل العجاج (الغبش)، والتي أدت إلى تفاقم هذه الظاهرة في مركزي.

وقالت لجنة طورائ تلوث الهواء في قم إنه نتيجةً للظروف الجوية الحالية وهبوب العواصف الغبارية، ستكون ساعات العمل اليوم السبت في دوائر قم الحكومية حتى الساعة 11 صباحاً.

وأوضحت محافظة قم في بيان لها أن تقليل ساعات العمل في هذه المحافظة قد تم تنفيذه بسبب إعلان تحذير المستوى البرتقالي وقوة الرياح والغبار الشديدين، وأكدت أن قرار تقليل ساعات العمل يشمل جميع الدوائر الحكومية باستثناء البنوك والوكالات الخدمية والإغاثية.

من ناحية أخرى، قال مدير عام حماية البيئة في خراسان رضوي إن جودة الهواء في مدينة مشهد كانت على أعتاب حالة التأهب في 22 يوليو 2023 بسبب زيادة كمية الملوثات.

وبحسب أيوب توكليان، نائب مدير العلاج بجامعة مشهد للعلوم الطبية، يوم الثلاثاء، فقد زاد عدد مرضى الجهاز التنفسي والقلب في المراكز الطبية المختلفة بهذه المحافظة بسبب تلوث الهواء الشديد، حيث نقلت الطوارئ ما لا يقل عن 75 من مرضى القلب والجهاز التنفسي إلى هذه المراكز الطبية.

وتأثرت معظم محافظات إيران بظاهرة العواصف الترابية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وأعلن عباس شاهسوني، رئيس إدارة الصحة الجوية والتغير المناخي بوزارة الصحة، الأربعاء، أن مدينة زابول بمحافظة سيستان وبلوتشستان كانت الأكثر تعرضاً لتلوث الهواء بين المدن الإيرانية خلال العام الماضي.

وأدى تكرار الظروف الجوية غير المواتية وتلوث الهواء بسبب تناثر جزيئات الغبار في مايو ويونيو 2022 إلى قيام الرئيس الإيراني بإصدار أوامر لمنظمة البيئة لاستخدام الأدوات الدبلوماسية لحل هذه المشكلة، لذلك في 28 مايو غادر سلاجقة على رأس وفد إيراني إلى العراق لعقد اجتماعات مكثفة مع الجهات المسؤولة.

وانطلق الوفد الإيراني الذي يضم منظمات معنية بشكل مباشر بظاهرة العواصف الغبارية إلى العراق، وتم عقد لقاءات مكثفة مع وزير الداخلية ووزير الخارجية ووزير الزراعة والبيئة والموارد المائية ورئيس الوزراء العراقي. حيث تقرر في هذا الاجتماع التوقيع على بنود اتفاقية في إيران، إلا أن السلطات العراقية طلبت فرصة لدراستها وفقًا لقانونها الداخلي.

ومن الإجراءات المهمة الأخرى لحل مشكلة الغبار عقد اجتماع إقليمي بحضور وزراء البيئة في 11 دولة في منطقة غرب آسيا وبعض المنظمات الدولية في يوليو من العام الماضي. وكان من أهداف هذا الاجتماع الدولي إيجاد حل مشترك لحل المشاكل البيئية وخاصة العواصف الرملية وتقليل آثارها السلبية.

وفي هذا الصدد تم التوقيع على خمس مذكرات تفاهم مع الإمارات والعراق وسوريا وتركمانستان وأرمينيا لتنفيذ عمليات ميدانية لمواجهة ظاهرة الغبار، إضافة إلى محاولة إيران تشكيل منظمة للتعاون البيئي في منطقة غرب آسيا.