شبح “الأوزون” يخيم على العاصمة الإيرانية ويهدد سلامة سكانها

أظهرت تحقيقات أجرتها إحدى الصحف الإيرانية بالاستناد على بيانات منصة التحكم في تلوث الهواء بالعاصمة، أن مؤشر غاز الأوزون السام وصل إلى 100 درجة في يوليو الجاري.

ميدل ايست نيوز: بينما يخيم الملوث الثانوي “الأوزون” الذي يشتد مع ارتفاع درجات الحرارة على هواء العاصمة طهران، أظهرت تحقيقات أجرتها إحدى الصحف الإيرانية بالاستناد على بيانات منصة التحكم في تلوث الهواء بالعاصمة، أن مؤشر غاز الأوزون السام وصل إلى 100 درجة في يوليو الجاري، ما يعني أنه تجاوز ضعفي الحد المسموح به.

وقالت صحيفة دنياي اقتصاد في تقرير لها، استنشق الإيرانيون الهواء الملوث لمدة 19 يوم في الشهر الأول لصيف 2023، وغاز الأوزون لمدة 9 أيام، والجسيمات المعلقة لمدة 10 أيام أخرى. على الرغم من أن الهواء الملوث بالجسيمات المعلقة عادة ما يلاحظه عامة الناس بسبب انعكاس السماء، إلا أن عواقب استنشاق الهواء الملوث بغاز الأوزون لا تقل عن عواقب الجسيمات المعلقة.

وسجل متوسط مؤشر جودة الهواء في طهران “من حيث ملوثات الأوزون” حوالي 90.5 درجة من بداية يوليو إلى يومنا الحالي، مما يعني أن الهواء كان دائمًا غير صحي بسبب هذا الملوث الثانوي.

والأوزون (O3) هو غاز يتشكل ويتفاعل بفضل الضوء، وهو موجود في طبقتين من الغلاف الجوي: الستراتوسفير والتروبوسفير. يحمي أوزون الستراتوسفير الأرض من الأشعة فوق البنفسجية (يسمى اصطلاحاً بالأوزون الجيد). بينما يعتبر أوزون التروبوسفير من أهم المؤكسدات الضوئية ويصنف كملوث ثانوي (الأوزون السيئ).

يعد الأوزون السيئ أو الضار أحد المكونات الأساسية لضباب المدن، لكنه يتذبذب تبعاً للفصل والوقت من اليوم كما ينتقل لمسافات طويلة كمشكلة عابرة للحدود. لا ينطلق الأوزون في الهواء مباشرةً وإنما ينتج عن تفاعل كيميائي بين أكاسيد النيتروجن ( NOX) والمواد العضوية المتطايرة بوجود ضوء الشمس. مكونات التفاعل اللازم لإنتاج الأوزون تأتي من المصانع ومحطات الطاقة الكهربائية والسيارات والمحاليل العضوية المختلفة التي نستخدمها.

ويمكن للأوزون التسبب بآثار صحية ضارة حيث يؤثر استنشاقه المؤقت على الرئتين والعينين ويضعف التعرض الطويل له وظائف الرئة خاصة لدى الأطفال ومصابي الربو والأمراض التنفسية.

ووفقًا لشركة مراقبة جودة الهواء في طهران، يمكن حتى للكمية المنخفضة نسبيًا من الأوزون أن تسبب مضاعفات على صحة الإنسان، وخاصة الفئات المذكورة أعلاه إلى جانب الأشخاص التي تكثر نشاطاتهم في الهواء الطلق. كما تقول الدراسات أن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر من هذا الملوث كون رئتيهم لا تزال تنمو وتتكامل ولأنهم عادة ما يكونون في الهواء الطلق خلال أيام الصيف الحارة حيث تشتد مستويات الأوزون.

يقول خبراء الصحة، إن غاز الأوزون على سطح الأرض يمكن أن يجعل الرئتين أكثر عرضة لتلقي الأمراض، ويقلل من وظائف الرئة ويسبب التهاب ببطانتها، ويستمر في إتلاف جدارها حتى عندما تختفي الأعراض. أيضًا، قد يتسبب التعرض المتكرر وطويل الأمد للأوزون في حدوث ندبات دائمة في أنسجة الرئة والإصابة بسرطان الرئة.

ووفقًا للبيانات الرسمية المسجلة لمؤشر جودة الهواء، كلما تقدمنا في السنوات​، زاد عدد الأيام الملوثة بالأوزون. ففي عام 2016، لم يتجاوز مستوى تلوث هواء طهران بهذا الغاز اليوم الواحد، وبمرور الوقت، أي في عام 2018، وصل إلى 16 يوم ثم إلى 25 يوم في 2019، واستمرت هذه العملية على هذه الوتيرة حتى يومنا الحالي، بحيث بلغ عدد الأيام الملوثة بالأوزون في عام 2022 حوالي 47 يوم.

وعانى سكان العاصمة طهران منذ حلول العام الإيراني الجديد (المنقضي في 20 مارس 2023) وحتى يوليو الجاري من 40 يوم من الهواء الملوث، حيث كان 15 يوم من هذه الأيام مخصصة لغاز الأوزون.

والمثير في الأمر أنه في السنوات القليلة الماضية، لم تقتصر موجات تلوث الهواء على النصف الثاني (المواسم الباردة) من كل عام فحسب، بل هددت صحة وسلامة سكان العاصمة في النصف الأول من العام أيضاً. وقد تسببت عدم إمكانية رؤية الملوثات في الصيف في غض السلطات الحكومية الطرف عنها وعدم اتخاذ إجراءات للحد منها.

الضباب الدخاني يخيم على طهران ويعطل العملية التعليمية.. ما أسبابه؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر − 8 =

زر الذهاب إلى الأعلى