العقوبات على إيران تعيق تنفيذ اتفاقية الـ 25 عاماً مع الصين
قال السفير الإيراني الأسبق لدى الصين إنه كان من المقرر أن ينظر الصينيون في الائتمان المُيسّر للحكومة الإيرانية إلا أن العقوبات حالت دون ذلك.

ميدل ايست نيوز: قال السفير الإيراني الأسبق لدى الصين إنه كان من المقرر أن ينظر الصينيون في الائتمان المُيسّر للحكومة الإيرانية إلا أن العقوبات حالت دون ذلك، مؤكداً أنه بغض النظر عن عدد الدول التي تريد دخول مجال التبادلات التجارية مع طهران، ستعترضنا مشاكل الحظر المصرفي في سداد وتحويل أموال رسوم الخدمات.
وأشار محمد حسين ملائك، خلال مقابلة مع وكالة إيلنا العمالية، إلى زيادة صادرات النفط الإيرانية إلى الصين، وقال: “لدى الصينيين مواقف أساسية وثابتة تجاه العلاقات مع إيران، فإن استيرادهم لحوالي 600 ألف برميل من النفط يومياً من بلادنا على مدار 10-15 عاماً في ظل العقوبات أو عدمها، يعني أن لديهم مخزون نفطي إيراني هائل، لا سيما وأن كميات النفط التي تصدرها طهران لبكين تصل أحيانا إلى مليون برميل في اليوم”.
وتابع السفير الأسبق قوله: “تتحكم الصين بإدارة العلاقات بين البلدين، أي أن المشاريع التي تنفذها في إيران والمدفوعات التي يمكن أن تحصل عليها تنظمها عبر مصفوفة، وعليه، نظراً لأن العديد من المشاريع الإيرانية ينفذها الصينيون، فعندما يشعرون أن إيران بحاجة إلى المال، فإنهم يتوسعون أكثر في شراء النفط الإيراني”.
وحول تأثير الخصومات والعروض على زيادة مشتريات الصين من إيران، أوضح ملائك: “لم تكن التخفيضات يوماً عاملاً في زيادة مشتريات الصين، لأنها ليست أمراً إستراتيجيًا للغاية، ما هو استراتيجي هو أن تظل إيران مورداً للنفط الصيني، ويجب مد يد العون لها في هذا الصدد”.
وأضاف: “باستثناء إيران، تشتري الصين أيضًا النفط من السعودية والكويت وعمان والعراق وروسيا، فلو أرادت لاشترت النفط بسعر رخيص، لكن من وجهة نظر استراتيجية، لن يتم استبعاد إيران أبدًا من سوق النفط الصينية، فهي مشروع طويل المدى”.
وصرح سفير إيران الأسبق لدى الصين عن آخر المستجدات حول اتفاقية الـ 25 عامًا مع الصين: بعد زيارة وزير الاقتصاد للصين مؤخراً، أجرينا محادثات مع المسؤولين في هذا البلد وفي الوقت الراهن يقتصر أمر هذه الاتفاقية على الاجتماعات فقط، إذ كان من المقرر أن ينظر الصينيون في الائتمان المُيسّر للحكومة الإيرانية إلا أن العقوبات حالت دون ذلك”.
وأكد ملائك أنه بغض النظر عن عدد الدول التي تريد دخول مجال التبادلات التجارية مع طهران، ستعترضنا مشاكل الحظر المصرفي في سداد وتحويل أموال رسوم الخدمات.
وبحسب هذا السفير، قدمت الصين العديد من التسهيلات لإيران، حيث يتم تبادل ما بين 15-16 مليار دولار من البضائع مع الصين سنوياً، بعضها عن طريق البنوك والبعض الآخر عن طريق المقايضة. لكن بالتأكيد، لا يمكن للقطاع الخاص الإيراني التواصل بسهولة مع السوق الصينية دون تدخل الصرافة، ولهذا السبب شهدنا انخفاضًا بنسبة تتراوح بين 10-15٪ وحتى 20٪ في قيمة العملة الإيرانية وارتفاع في أسعار المشتريات.
وكانت الدولتان، اللتان تفرض عليهما واشنطن عقوبات اقتصادية في صورة مختلفة، قد وقعتا في مارس 2021، على اتفاقية تعاون مدتها 25 عاما لتعزيز علاقتهما الاقتصادية والسياسية طويلة الأمد وتبلغ قيمتها 400 مليار دولار.
ويُدخل الاتفاق إيران مبادرة الحزام والطريق الصينية، وهي خطة بنية تحتية تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات، وتهدف الصين من خلالها لبناء شبكة واسعة من مشروعات البنى التحتية من شرق آسيا إلى أوروبا، وتعد حجر الأساس في تصور بكين لدورها كقوة عالمية منافسة للولايات المتحدة.
علاقات إيران والصين بعد مرور عام على توقيع الاتفاقية الاستراتيجية