“أخطر من الحروب العثمانية”.. السدود التركية تنذر بإنقراض مائي لمناطق واسعة في إيران

قال أستاذ جامعي إيراني إن الحرب المائية التي تشنها تركيا على دول المنطقة تثير جدلاً جيوسياسياً مرعباً، وهي مماثلة بل وأكثر خطورة من الحروب العثمانية التي استهدفت إيران قبل ثلاثة قرون.

ميدل ايست نيوز: قال أستاذ جامعي إيراني إن الحرب المائية التي تشنها تركيا على دول المنطقة تثير جدلاً جيوسياسياً مرعباً، وهي مماثلة بل وأكثر خطورة من الحروب العثمانية التي استهدفت إيران قبل ثلاثة قرون.

وقالت وكالة تسنيم للأنباء، في تقرير لها، إن أزمة المياه في غرب آسيا تعد إحدى المشاكل المركزية في هذه المنطقة، لتشمل فيما بعد جميع دول المنطقة، بما في ذلك إيران.

وعلى الرغم من دور الظواهر الطبيعية كالاحتباس الحراري وزيادة معدلات التبخر في افتعال هذه الأزمة، إلا أن للعوامل البشرية الدور الأكبر فيها.

تعد تركيا في طليعة الدول التي تهدد الأمن المائي للمنطقة بغطرستها وانتهاكها حقوق دول المصب عبر بناء العديد من السدود على الأنهار الحدودية.

ومع شروعها في مشروع “داب” في أراس ودجلة والفرات، بدأت تركيا حربًا مائية مع الدول المجاورة واستخدمت المياه كأداة لممارسة السلطة في المنطقة.

وظهرت الآثار الكارثية لبناء هذه السدود في حوضي دجلة والفرات في سوريا والعراق، لتستهدف سبل عيش المزارعين والصيادين، وتسهم في زيادة العواصف الترابية والتصحر وتهدد صحة وسلامة الشعوب وتفاقم من أمراض العيون والجهاز التنفسي وما إلى ذلك، فيما لم تواجه الخطوات التركية هذه إلى الآن ردات فعل ومواقف جادة من قبل الحكومات في سوريا والعراق.

وصلت مدخلات مياه “أراس”، وهو نهر إيراني تركي مشترك، للأراضي الإيرانية إلى 2.7 مليار متر مكعب في الوقت الحالي، بعد أن كانت تتجاوز الـ 80 مليار متر مكعب عام 2000، علماً أن تلك الكميات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات إيران.

وبعد أن قامت تركيا مؤخراً بتخزين أكثر من 500 مليار متر مكعب من المياه في خزانات بلادها، اعتبر مراقبون هذا الكم الهائل من التخزين الموجّه بمثابة إعلان حرب مياه على دول المنطقة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد كاظمي، وهو أستاذ جامعي وخبير في قضايا آسيا الوسطى، في تصريحات تلفزيونية: تعد تركيا واحدة من أكثر الدول ثراءً في المنطقة من حيث الموارد المائية، إذ تستحوذ على منابع العديد من الأنهار الحدودية المشتركة. (…) بدأت تركيا في عام 1936 في إعداد وإجراء العديد من مشاريع بناء السدود، حيث كان مشروع “جاب” على نهري دجلة والفرات و “داب” على نهر أراس من أكبر المشاريع التي تستهدف إيران.

وأوضح كاظمي أن تداعيات مشروع “جاب” ظهرت بشكل ملموس في سوريا والعراق على شكل عواصف الغبار الناعم، وموجات الهجرة الإقليمية، وزيادة الأمراض، وتدمير سبل العيش وغيرها، ليقول إن مشروع جاب (Gap) ألحق العديد من المشاكل بحصة بلادنا من المحيط البيئي، فيما أثر إنشاء السدود في أراس على جميع حقوقنا الأربعة، بما في ذلك الزراعة والبيئة والمناطق الحضرية والصناعية.

وأضاف: بعد افتتاح سد كاراكورت في تركيا، انخفضت المياه الداخلة إلى أراس بنسبة 50٪، الأمر الذي كان له عواقب وخيمة للغاية على بلدنا، لا سيما على سهل مغان الذي يعد مصدراً حيوياً للأمن الغذائي لإيران، فحوالي 80 ٪ من إمدادات المياه في هذا السهل تأتي من أراس، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر بشأن المخاطر التي ستلحق به.

وتابع كاظمي قائلاً: تواجه مدينة تبريز أيضًا ندرة في الموارد المائية، فمنذ عام 2013 تم اقتراح مشروع لنقل مياه أراس إلى هذه المحافظة، وكان من المفترض أن يستمر نقل المياه بعد تبريز إلى بحيرة أورميا، لكن بناء السدود في تركيا حال دون ذلك.

وقال إن “نتائج هذه القرائن تثير جدلاً جيوسياسياً مرعباً من مخاطر السيناريو التركي، فهي مماثلة بل وأكثر خطورة من الحروب العثمانية التي استهدفت إيران قبل ثلاثة قرون”، مضيفاً أن هذا الأمر دفع تركيا إلى تسليم عهدة الأنباء والتصريحات حول مشروع داب إلى الخارجية التركية التي تفرض رقابة صارمة على المحتوى المرتبط بهذا المشروع، لدرجة أنه لا يمكنك العثور على أي مقال باللغة الإنجليزية حول هذا المشروع في المقالات الأجنبية.

وذكر هذا الخبير أنه الدول الأوروبية رفضت تقديم المساعدات لتركيا بعد أن أدركت العواقب البيئية لمشروع جاب، منوهاً أن هناك 80 شركة إسرائيلية تساعد تركيا في بناء السدود.

وحث كاظمي الجهات المعنية على اللجوء إلى جميع الحلول متعددة الأطراف وأدوات المنظمات الدولية إلى جانب الحلول الثنائية مثل منتدى المياه ودبلوماسية المياه وما إلى ذلك للحؤول دون استمرار تركيا في مشاريعها، موضحاً “يجب تعزيز دبلوماسيتنا المائية على مستوى المنطقة والمنظمات الدولية، وإجبار الأمم المتحدة على التدخل في حال استمرت أنقرة على انتهاك السلام والاستقرار الإقليميين.

إقرأ أكثر

أكثر من 100 سد… مشروع “داب” التركي يهدد بتصحر شمال غرب إيران

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى