كم تدفع الحكومة الإيرانية على التحصيل المجاني للمهاجرين الأجانب؟

تدفع إيران في كل عام ما لا يقل عن 5 مليارات دولار من "الإعانات الخفية" للمهاجرين والوافدين الأجانب.

ميدل ايست نيوز: تدفع إيران في كل عام ما لا يقل عن 5 مليارات دولار من “الإعانات الخفية” للمهاجرين والوافدين الأجانب. وهي ميزانية تعادل تقريباً الأرصدة المجمدة في بنوك كوريا الجنوبية والتي تمكنت طهران مؤخراً من تحريرها بعد التفاوض وتبادل الأسرى مع الولايات المتحدة.

وقال موقع “فراز” الإيراني خلال تحليل له، يشتري كل من يسكن إيران الخبز بنفس السعر ويستفاد الجميع من دعم الخبز الحكومي، والحال نفسه في المياه والكهرباء والغاز والبنزين وغيرها من السلع التي تدعمها الحكومة لتوفيرها بسعر أرخص.

ما سبق هو أقرب شرح لما يعنيه “الدعم والإعانات الخفية”؛ فالأموال التي تسددها الحكومة وتستفيد منها كافة شرائح المجتمع ليست واضحة ومباشرة. ويبلغ حجم هذا الدعم السنوي حوالي 90 إلى 100 مليار دولار، أي أن الحكومة تخصص لكل مليون مواطن ووافد أجنبي حوالي مليار دولار من الدعم الخفي سنوياً.

حصة المهاجرين من الدعم الخفي

يبلغ عدد سكان إيران حوالي 85 مليون نسمة، وتشير الإحصائيات إلى أن هناك ما بين 5 إلى 8 ملايين مهاجر في إيران. من ناحية أخرى، يدخل حوالي 10 آلاف شخص إلى إيران بشكل قانوني وغير قانوني كل يوم. لا يختلف المهاجرون القانونيون الذين يدخلون البلاد بتأشيرات الزيارة الدينية أو السياحة أو الترفيه عمليا عن المهاجرين غير الشرعيين، وذلك لأنهم يدخلون بشكل قانوني ويقيمون في البلاد بشكل غير قانوني بعد أن يحصلوا على فرصة عمل.

وإذا اعتبرنا أن عدد المهاجرين في عموم البلاد يبلغ 5 ملايين نسمة، فهذا يعني أن إيران تدفع في كل عام ما لا يقل عن 5 مليارات دولار من الإعانات بشكل خفي لهم. وهي ميزانية تعادل تقريباً الأرصدة المجمدة في بنوك كوريا الجنوبية والتي تمكنت طهران مؤخراً من تحريرها بعد التفاوض وتبادل الأسرى مع الولايات المتحدة.

وبحسبة بسيطة، يتبين أن الدعم الخفي الذي يقدم لهؤلاء المهاجرين يعادل أكثر من 250 تريليون تومان. ومما لا شك فيه إن هذا الدعم يكبّد المواطن الإيراني العديد من الأضرار، حيث يؤخذ منه في النهاية على شكل ضرائب وتضخم.

ويعيش أكثر من 8 ملايين مهاجر أفغاني في إيران، 90% منهم يتواجدون في أراضي البلاد بشكل غير قانوني ولا يدفعون أي ضرائب، على الرغم من اتساع دائرة الضرائب التي فرضتها الحكومة على الإيرانيين في الآونة الأخيرة.

وأثارت هذه القضية ردود فعل واسعة لدى بعض أعضاء البرلمان الإيراني، ليقول شهباز حسن بور، عضو لجنة التخطيط والموازنة، إن “هناك أكثر من ثلاثة ملايين مهاجر ووافد من ذوي الدخل المرتفع في البلاد لم يدفعوا ريالاً واحداً من الضرائب علماً أنهم يستفيدون من شتى خدمات الدعم الحكومي”.

كم تبلغ نفقات التحصيل العلمي المجاني للمهاجرين؟

بحسب الإحصاءات المتاحة، فقد بلغ الدعم الخفي الذي تدفعه الحكومة للمهاجرين والوافدين حوالي 250 تريليون تومان، وهي ميزانية من شأنها حل مشاكل المدارس الحكومية في شتى أنحاء البلاد. ما يعني أن المهاجرين يستفيدون أيضاً من خدمات التعليم المجانية بشكل غير قانوني.

يقول رئيس مركز الشؤون الدولية والمدارس في الخارج بوزارة التربية والتعليم في إيران، إنه يتم إنفاق 335 مليون دولار، أي ما يعادل 10 تريليون تومان سنويًا على أبناء المهاجرين في المدارس الحكومية.

وبناء على هذا، نظراً لمعدل دخل الفرد البالغ 15 مليون، فمن المحتمل أن يدرس حوالي 556 ألف طالب أفغاني في المدارس. تجدر الإشارة إلى أن العديد من الأطفال الإيرانيين في المناطق المحرومة يواجهون مشاكل كبيرة مثل النقص في عدد المدارس والمعلمين.

مياه مجانية

وتعطى الإعانات البالغة 250 تريليون تومان من الموارد غير المتجددة، مما يعني أن إيران مقبلة على عواقب بيئية واجتماعية واقتصادية، لا سيما وأن الموارد المائية في البلاد آخذة في التناقص أيضاً. فبحسب المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية للزراعة والمياه التابع لغرفة إيران وبناء على التقديرات المنتهية في عام 2021، فقد انخفضت الموارد المائية المتاحة للبلاد بنحو 48%.

وفي الوقت نفسه الذي يستخدم فيه ثمانية ملايين أفغاني موارد البلاد المائية عن طريق الدعم الحكومي، فإن طالبان لم تتنازل حتى عن جزء بسيط من مستحقات إيران في نهر هلمند.

والمثير للاهتمام هو أنه ولو أعطت طالبان حصة إيران الكاملة من هذا النهر، فإن هذا الرقم لا يزال أقل بكثير من استهلاك مياه الشرب من قبل المهاجرين الأفغان في البلاد. فإذا اعتبرنا أن عدد الأفغان المقيمين في البلاد يبلغ خمسة ملايين نسمة، ويستخدم كل فرد نصف لتر مكعب من الماء يوميا، فإن المهاجر يستهلك أكثر من مليار متر مكعب من مياه الشرب سنويا.

ويتضح من الأدلة والإحصائيات أن مسألة “الدعم الخفي” ليست ذات جانب اقتصادي فحسب، بل لها أبعاد اجتماعية وبيئية أيضا. إن تجاهل هذا الموضوع يمكن أن يكون له عواقب كثيرة على البلاد ويجب وضع السياسات على جدول الأعمال لإصلاح هذا الوضع في أسرع وقت ممكن.

(سعر الدولار في إيران: حدود 49.000 تومان)

إقرأ أكثر

ارتفاع معدل الإنجاب للمهاجرين الأفغان في إيران بنسبة “240%”.. هل ستشهد إيران تغييراً ديموغرافياً؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة + أربعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى