من الصحافة الإيرانية: هل ينجح العراق باستبدال غاز إيران بتركمانستان؟

إن المشاكل القانونية والفنية والأمنية لخط أنابيب قزوين الذي سيصل خط أنابيب غاز بين تركمانستان والعراق تعني أن المشروع سيحتاج الكثير من الوقت لكي يدخل حيز التنفيذ.

ميدل ايست نيوز: أعلن وكيل وزارة النفط العراقية عزت صابر، الخميس، التوصل إلى اتفاق مبدئي مع تركمانستان لاستيراد كميات من الغاز لتلبية جزء من احتياجات محطات الطاقة الكهربائية وفق مذكرة تعاون من المؤمل التوقيع عليها قبل نهاية العام الجاري.

ويستورد العراق، وفق وكالة إيلنا، ما مجموعه 4.5 مليار دولار من الغاز والكهرباء من إيران، حيث جعلت العقوبات الأمريكية على قطاع الطاقة الإيرانية من الصعب دفع ثمن هذه الواردات.

ورغم أن الولايات المتحدة وافقت على عقود الطاقة بين العراق وإيران لتزويد العراق بالكهرباء والغاز، إلا أنها ضغطت على بغداد لتقليل اعتمادها على واردات الطاقة من إيران.

ولجأت الدولتان نظراً لمشاكل تسوية المستحقات المالية، إلى خيار مقايضة السلع لمبادلة الغاز الإيراني بالنفط الخام العراقي، ولكن يبدو أنه طالما استمرت العقوبات فإن المشاكل ستبقى قائمة، لذا فإن دولة العراق التي تواجه تحديات في توفير الوقود لمحطات توليد الكهرباء، تسعى أيضاً إلى إيجاد وسائل أخرى للحصول عليه، وحتى لو كانت مكلفة بالنسبة لها.

ووضعت العراق استيراد الغاز من تركمانستان على أجندتها، وهي دولة لديها 19.5 تريليون متر مكعب من الاحتياطيات، لكنها لا تتمتع بمكانة جيدة من حيث الإنتاج، بحيث وصل إنتاج تركمانستان في عام 2020 إلى عتبة الـ 59 مليار متر مكعب.

وقيّم الخبير في شؤون الطاقة مير قاسم مؤمني، خلال مقابلة مع إيلنا، الاتفاقية الأخيرة بين العراق وتركمانستان لاستيراد الغاز، وقال إن “إنشاء خط أنابيب لتصدير الغاز التركماني هو مشروع أدارته الحكومة التركية في السنوات الأخيرة. ونظراً لأنها لا تمتلك احتياطيات من الطاقة والغاز، فإنها تنوي أن تكون مركزًا لتصدير الطاقة في المنطقة”.

وأضاف: إلى جانب خط الأنابيب في إيران وروسيا وأذربيجان إلى تركيا والذي يصل إلى المستهلكين في العالم، تخطط أنقرة أيضاً لـ تنفيذ خط الأنابيب العابر لبحر قزوين ومتابعة غاز تركمانستان وآسيا الوسطى من أذربيجان-نخجوان-تركيا-العراق، ليبقى أمامها قضية ممر زنغزور والتحدي القائم مع أرمينيا.

وأكد هذا الخبير أن تركيا تخطط لكي تتمكن من ربط خط أنابيب تركمانستان وأذربيجان بتركيا ومدّه إلى العراق عبر موانئها الخاصة في جيهان وإقليم كردستان.

وأردف: سيتم تنفيذ هذا المشروع على المدى الطويل، وما يشغل بال هذه الدول اليوم هو ملف العقوبات على إيران والعراقيل التي ستعترض طريقها أثناء عمليات الدفع والتمويل، الأمر الذي جعلها في الواقع يقللون من اعتمادها على إيران.

وذكر مؤمني أن “تركيا تنشط بشكل كبير في تنفيذ مشاريعها لتكون محوراً للطاقة في المنطقة عبر إجراء خط الأنابيب من تركمانستان إلى العراق، وممارسة ضغوط على إيران وأرمينيا لإنشاء ممر زنغزور وتمرير خط الأنابيب عبر هذا الطريق، لكن يبدو أن هذه المسألة لم تتجاوز مراحل التخطيط، لأن النظام القانوني لبحر قزوين لم يتحدد بعد، كما أن تكلفة إنشاء خط الأنابيب مرتفعة.

وتابع في ذات السياق: إلى جانب المشاكل القانونية والفنية لهذا الممر، فإن الحرب في أوكرانيا والحصول على موافقة روسية يعني أن هذا المشروع سيحتاج الكثير من الوقت لكي يدخل حيز التنفيذ.

وقال الخبير في شؤون الطاقة إن “خط قزوين وتنفيذ خط الأنابيب من تركمانستان إلى العراق يواجهان مشاكل قانونية وأمنية إضافة إلى التمويل والاستثمار، كذلك، فإن الغاز الذي يشتريه العراق من إيران أكثر اقتصاداً وأرخص من غيره، وشراء الغاز الطبيعي المسال يتطلب أيضاً منصة حضرية وصناعية”.

ووفقاً لؤمني، فإن المسألة الأساسية لخط أنابيب تركمانستان-العراق هي أنه إما أن يمر ممر الترانزيت من تركمانستان إلى إيران ثم إلى العراق، وهو الطريق الأفضل، أو أن ينتقل من باكو إلى زنغزور، حيث أن مشاكل هذا الممر لم يتم حلها بعد، وفي حين أنه ليس من الاقتصادي اختيار ممر زنغزور في هذه الحالة، إلا أن الفكرة قد يتم تنفيذها على المدى الطويل.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر + 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى