فوز “إبراهيم رئيسي” في الصحف العربية

ناقشت صحف عربية فوز إبراهيم رئيسي في انتخابات الرئاسة الإيرانية، ومستقبل سياسة طهران الخارجية في ضوء انتماء رئيسي للتيار المحافظ.

ميدل ايست نيوز: ناقشت صحف عربية فوز إبراهيم رئيسي في انتخابات الرئاسة الإيرانية، ومستقبل سياسة طهران الخارجية في ضوء انتماء رئيسي للتيار المحافظ.

وفيما لا يتوقع كتّاب حدوث أي تغيير في سياسة إيران الخارجية إقليميا ودوليا، يذهب آخرون إلى أن انتخاب رئيسي سينتج “إيران جديدة، مختلفة كليا”.

ويرى بعض الكتاب، خصوصا في الصحف السعودية، أن “الأسوأ” ينتظر المنطقة في ظل “تمدد” النفوذ الإيراني تحت حكم رئيسي.

ترى صحيفة “الرأي اليوم” اللندنية أن الأيام القادمة ستكشف أن “إيران بعد الرئيس رئيسي هي غير إيران قبله، إيران جديدة، مختلفة كليا”.

وتقول الصحيفة في افتتاحيتها إن وجود رئيسي “يعني إعادة إيران إلى مرحلة ما قبل توقيع الاتفاق النووي، وتعزيز موقفها التفاوضي، في مفاوضات فيينا، في حال اختارت الحل السلمي للأزمة النووية مع الغرب”.

وتضيف: “وجود رئيسي، وهو رئيس ثوري محافظ، يعني في حد ذاته ورقة ضغط قوية على الولايات المتحدة لتقديم تنازلات أضخم”.

ويرصد حسن حرادان، في “البناء” اللبنانية، ما يراه نتائج فوز رئيسي، إذ يتحدث عن أن ذلك سيؤدي إلى “تعزيز تحالفات إيران الدولية لا سيما مع روسيا والصين… باعتبار ذلك مصلحة مشتركة في مواجهة سياسات الهيمنة الأمريكية الغربية”.

ويرى أن انتخاب رئيس محافظ لإيران “يعزز توجهاتها الاستقلالية ومواقفها الثابتة والمبدئية من قضايا الصراع في المنطقة”، كما سيؤدي إلى “تعزيز وزيادة منسوب دعم إيران لقوى المقاومة”.

ويضيف أن ذلك سيؤدي أيضا إلى “تسريع موافقة واشنطن والعواصم الغربية على العودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران من دون أي تعديل على الاتفاق”.

ويرى الكاتب أن فوز رئيسي شكّل “صدمة في دوائر صنع القرار” الأمريكية والإسرائيلية، كما وجه “صفعة قوية للدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الدائرة في فلكها”.

يرى البعض أن انتخاب رئيسي “يعني في حد ذاته ورقة ضغط قوية على الولايات المتحدة لتقديم تنازلات أضخم”

يحذر بسام روبين، في “رأي اليوم” اللندنية، من أن هذا التطورالمتمثل في انتخاب رئيس محافظ في إيران “قد يسوق المنطقة نحو مشهد جيوعسكري صعب ربما يشعلها ويقود لنهاية محققه لحلم إسرائيل في حرب شاملة يجتمع فيها العرب والمسلمون لإنهاء حقبة من الاحتلال والغطرسة”.

كما يدعو العرب إلى “أن يلتقطوا رسالة فوز المحافظين بحكمة، وأن يدركوا خطورة ومعاني هذا التحول وبأن مواجهته لا يمكن أن تكون بالتخندق مع إسرائيل المحتلة ولا أمريكا…. (بل من خلال) التقارب مع المحور الاسلامي لتشكيل جبهة مقاومة جديدة تتصدى للمشاريع الاستعمارية”.

ويقول عبدالله العتيبي، في “الشرق الأوسط” اللندنية، إنه “سيتعين على دول المنطقة أن تتوقع الأسوأ في السنوات القليلة القادمة، وما سيتمخض عن مفاوضات فيينا سيزيد من شراسة وعنف النظام الإيراني”.

ويتوقع فارس خشان، في “النهار العربي” اللبنانية، أن “تطلب طهران من أدواتها في المنطقة أن ‏يُحكموا سيطرتهم المباشرة على الدول التي يعملون فيها”.

ويقول سامح راشد، في “العربي الجديد” اللندنية: “أي مكسب ستحققه في المفاوضات النووية، أو غيرها من أوجه التعاطي مع العالم الخارجي، لن يدفعها إلى المرونة أو التخلي عن شغف النفوذ والتمدّد الإقليمي. بل على العكس، لن يزيدها إلا طمعا خارجيا وتوحُشا إقليميا”.

ويضيف: “وجود إبراهيم رئيسي، في موقع الرئاسة الإيرانية يغلق باب التفاؤل بأي تحوّل إيجابي في سياسات إيران الخارجية، الإقليمية خصوصا”.

ويقول حمود أبوطالب، في “عكاظ” السعودية، إن إطلاق الحوثيين طائرات مسيّرة مفخخة علي السعودية مؤخرا جاء “وكأنها تحتفل بفوز الرئيس الإيراني الجديد، أو بصيغة أدق هي رسالة إيرانية بهذه المناسبة … وكأن إيران تدشن مرحلة رئيسها الجديد بالتأكيد على استمرار سياستها في إدارة الملفات” في الدول العربية.

بيد أن فراس ديب، في “الوطن” السورية، يرى أن “العلاقات الإيرانية الخليجية كانت ربما أفضل وأكثر انفتاحا في عهد الرؤساء المحافظين” خلال العقود الماضية.

تقول صحيفة “اليوم” السعودية في افتتاحيتها: “السياسة الإيرانية ثابتة مما يزيد على أربعة عقود”.

ويرى سعيد الشهابي، في “القدس العربي” اللندنية، أن “سياسات إيران الخارجية بقيت شبه ثابتة منذ أربعين عاما ولا يتوقع تغيرها بتغير شخص الرئيس” حيث إنها “لا تخضع بشكل مباشر لشخص الرئيس المنتخب، سواء كان محافظا أم إصلاحيا”.

ويقول إن هناك مرتكزات وأطرا للسياسة الإيرانية “ستظل ثابتة في المستقبل المنظور على الأقل، ولن يحيد الرئيس المنتخب عنها لأنها تمثل الأساس الذي تأسست عليه الجمهورية الإسلامية في 1979”.

ومن هذه الأطر عدم التراجع عن سياساتها الخارجية، والسعي لتوسيع نفوذها الإقليمي، والاحتفاظ بهوية إيران الدينية والسياسية والتزامها الأيديولوجي، حسب قول الكاتب.

ويضيف أن هذه الثوابت الإيرانية تشمل أيضا “استقلال القرار، والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ورفض الاعتراف بالكيان الإسرائيلي، ودعم الشعب الفلسطيني ومنظماته المقاومة”.

ولا يتوقع عبدالرحمن الراشد، في “الشرق الأوسط” اللندنية “تبدلات مهمة في السياسة الخارجية” لإيران بعد انتخاب رئيسي.

ويضيف: “ثلاثي الحكم في طهران، الرئيس رئيسي والحرس الثوري ومجتبى خامنئي، سيبقون على سياسة التمدد الخارجي في أفغانستان والدول العربية، وقمع الداخل المتمرد”.

ويقول فايز الشهري، في “الرياض” السعودية إن حصيلة الانتخابات الإيرانية هي “اختيار وجه متشدد للأربع سنوات القادمة بهدف الحصول على أكبر مكاسب ممكنة في هذا الجو العالمي الخالي من العقلانيّة السياسيّة والمبادئ الإنسانيّة”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
BBC

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى