ماذا تريد طهران من جولة أمير عبد اللهيان الإقليمية؟

قام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بجولة إقليمية برفقة وفد دبلوماسي وإعلامي، شملت كلا من العاصمة العراقية بغداد واللبنانية بيروت والسورية دمشق والقطرية الدوحة.

ميدل ايست نيوز: في ضوء التطورات الأخيرة في قطاع غزة، والحديث بشأن ما إذا كان لإيران يد في عملية “طوفان الأقصى” أو لا، بصفتها أحد أهم أركان التحالف غير الرسمي الذي يطلق عليه “محور المقاومة”، وكذلك المساعي الإقليمية لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بجولة إقليمية برفقة وفد دبلوماسي وإعلامي، شملت كلا من العاصمة العراقية بغداد واللبنانية بيروت والسورية دمشق والقطرية الدوحة.

وفي تصريحاته خلال الجولة، لم يستبعد عبد اللهيان فتح جبهات جديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بينما قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية إن قوات بلاده المتمركزة في جميع أنحاء المنطقة تراقب الفصائل المتحالفة مع إيران، والتي “من المحتمل أن تفتح جبهات جديدة” بعد عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

نتائج الجولة الإقليمية

ورأى مهدي شكيبائي -أحد أعضاء الوفد الدبلوماسي والإعلامي المرافق لوزير الخارجية الإيراني في جولته الإقليمية- أن “المراد من الجبهات الجديدة ليس بالضرورة إيران أو سوريا أو العراق، فقد تكون الجبهات الجديدة من داخل الأراضي المحتلة، من الضفة الغربية أو القدس أو أراضي 48، فضلا عن البلدان الأخرى مثل سوريا والعراق والأردن وحتى قطر والسعودية، لأنهم سيواجهون ضغطا وطنيا للتدخل لنصرة إخوانهم في فلسطين”.

وأضاف شكيبائي أن “فتح أي جبهات جديدة لا يتعلق بإيران، كما أنه لا يوجد شك بأن طهران ليس لها يد في ما يحصل، مؤكدا أن إيران تلبي طلب شعبها بالتدخل الدبلوماسي في هذه المرحلة”.

وفي السياق ذاته، أكد شكيبائي أن “الجمهورية الإسلامية تعتقد أن من واجبها الوطني والديني متابعة العدوان الذي يشنه النظام الصهيوني في قطاع غزة، وتحاول أن توقف العدوان والإبادة التي يقوم بها الاحتلال عن طريق الدبلوماسية”، وأشار إلى اقتراح بلاده -خلال هذه الجولة- عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن الوضع في غزة.

أبعاد الزيارات

قال الدبلوماسي السابق أبو القاسم دلفي إن حزب الله اللبناني يعتبر الأهم بالنسبة لإيران من بين كل فصائل المقاومة، وخصوصا بالنسبة لحكومة الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي، وتابع أن تصريحات عبد اللهيان من بيروت جاءت دعما لحزب الله وتعزيزا لمكانته.

ومن جهة أخرى، رأى دلفي أنه لو قام وزير الخارجية الإيراني بزيارات إقليمية إلى دول أخرى غير التي تنتمي إلى محور المقاومة، مثل القاهرة والرياض، لحملت جولته أبعادا أهم، معتبرا أن الوضع في المنطقة مهيئ يتطلب دبلوماسية على نطاق أوسع مما قامت به الخارجية الإيرانية حتى الآن.

وأضاف أن نهاية الحرب ونتائجها النهائية “ستحدد مصير المعادلات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط”، وسوف “تنعكس بلا شك مباشرة على الدبلوماسية الإيرانية”، إذ قال إن “حركة حماس هي من بدأت الحرب، وهذا قد يؤثر سلبا على سياسات إيران الإقليمية، بصفتها الداعم الرئيس لها”.

ست جبهات أخرى

لم يستبعد الخبير في شؤون الشرق الأوسط محمد رضا مرادي فتح جبهات أخرى، موضحا أن هناك 6 جبهات من الممكن أن تتقدم إلى ساحة الحرب، إذا استمر الاحتلال بسياسته التي يتخذها لتدمير غزة بشكل كامل، وهي جبهة الضفة الغربية بالدرجة الأولى، ثم فلسطينيو الأردن، وحزب الله اللبناني، والعرب في الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨، والجولان، وحركة أنصار الله اليمنية.

وأضاف مرادي أن الاحتلال في الوقت الراهن يتهم إيران، ويطالب المجتمع الدولي بإدانتها، على الرغم من أن أجهزة الغرب الاستخباراتية أكدت أكثر من مرة أن إيران ليس لها دور في عملية “طوفان الأقصى”، لذلك فإن فتح جبهات جديدة لن يؤثر على وضع إيران.

ورأى مرادي أن تصريح عبد اللهيان بشأن احتمال فتح جبهات جديدة، فيه شيء من التحذير، كي يتراجع الاحتلال عن التصعيد بالعدوان والتهجير القسري لأهالي غزة.

الأثر على طهران

وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط إن “هذه العمليات قد تكون بمثابة تهديد وفرصة لإيران بالوقت نفسه، إذ يمكن لإيران أن تخلق فرصة من قلب التهديد، وتفعل سياستها الإقليمية لفرض نفسها مركزا لحل الأزمة الفلسطينية، من خلال عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، أو اجتماع لدول عدم الانحياز، كما يمكنها أن تدخل على خط التفاوض مع مصر التي لا تجمعها علاقات معها، من أجل الوساطة لإنهاء العدوان وإيجاد معبر لإرسال المساعدات لغزة.

أما التهديد الذي قد تشكله هذه العمليات على إيران، فوضّح مرادي أنه يتمثل “بالاتهامات الموجهة لإيران بشأن دورها خلف الستار في ما يتعلق بطوفان الأقصى”، مما يشكل ضغوطا على سياسات إيران ومصالحها الإقليمية والدولية، مثل أموالها المحررة في قطر.

لكن مرادي استبعد أي تدخل عسكري لإيران، موضحا أن سياسة إيران العسكرية معتمدة على الدفاع وليس الهجوم، كما أنه من المستبعد أن تسير التطورات في اتجاه يجر التدخل العسكري للدول الرئيسية في إيجاد التوازنات في المنطقة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 + سبعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى