الإمارات تصبح الوجهة المفضلة.. هجرة لا رجعة فيها للنخب الإيرانية

يغادر سنوياً الآلاف من الطلاب والطواقم الطبية والقوى العاملة الماهرة في إيران. وجزء كبير منهم لا يعودون إلى وطنهم.

ميدل ايست نيوز: يغادر سنوياً الآلاف من الطلاب والطواقم الطبية والقوى العاملة الماهرة في إيران. وجزء كبير منهم لا يعودون إلى وطنهم، حيث يرى الخبراء أن فرار هذه الموارد البشرية سيخلف أضراراً لا يمكن تعويضها، غير أن مسؤولي البلاد لا يرون خطراً في هذا الأمر.

وقالت DW في تقرير لها، إن وسائل الإعلام الإيرانية نشرت العديد من التقارير حول هجرة النخب الإيرانية إلى الخارج وتزايد وتيرتها في السنوات الأخيرة.

وبحسب الإحصائيات، ازدادت معدلات الهجرة الإيرانية في العامين الماضيين بضعفين مقارنة بما كانت عليه قبل 30 عاما، فقد تخطت المهاجرين المتخصصين والنخب لتشمل القوى العاملة الماهرة وطلاب المدارس والجامعات، الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة على الاقتصاد الإيراني.

وذكرت صحيفة هم ميهن في تقرير نشرته يوم الاثنين، أن إجمالي عدد المهاجرين الإيرانيين في العالم يقدر بنحو مليونين و62 ألف شخص.

وتختلف الإحصاءات التي تقدمها المؤسسات المختلفة في إيران حول عدد الإيرانيين المهاجرين. على سبيل المثال، أعلنت أمانة المجلس الأعلى لشؤون الإيرانيين في الخارج، التابعة لوزارة الخارجية، في عام 2021 أن هناك بالمجمل نحو 4 ملايين و37 ألف و258 إيراني في دول الخارج.

وبحسب هم ميهن، فإن الدولة التي احتضنت أكبر عدد من الإيرانيين في عام 2022 هي الإمارات العربية المتحدة.

وبحسب إحصائيات الكتاب السنوي للهجرة في إيران لعام 2018، فقد بلغ عدد المهاجرين الإيرانيين في الإمارات 454 ألف شخص، وفي أمريكا نحو 398 ألف إيراني (9295 منهم طلاب)، وفي كندا نحو 213 ألف إيراني (7854 منهم طلاب)، وفي ألمانيا 203 ألف إيراني (9319 منهم طلاب)، وفي تركيا ما لا يقل عن 155 ألف إيراني (8876 منهم طلاب)، وفي بريطانيا 83 ألفاً، والسويد 81 ألفاً، وأستراليا 78 ألفاً، وإسرائيل 51 ألفاً، والكويت 46 ألفاً.

ويغادر الإيرانيون بلادهم نحو بلدان تتوفر فيها فرص أكثر في التعليم والتقدم والرفاهية. وفي عام 2010، قدر عدد “الطلاب المهاجرين” الإيرانيين في الخارج بنحو 44.523 شخصًا، ليصل إلى 66.701 شخصًا في عام 2020. حيث عاد 2003 شخص فقط من بين هؤلاء إلى إيران بعد إكمال دراستهم.

وبالاستناد إلى إحصائيات الكتاب السنوي للهجرة في إيران لعام 2022، قالت هم ميهن إن “قرار العودة بين المهاجرين الإيرانيين أصبح أضعف بكثير مما كان عليه في الماضي. ويبدو أن هذه المسألة تعتمد على الأوضاع التي عاشتها البلاد خلال السنوات المختلفة”.

وبحسب الاستطلاع الأخير الذي أجري عام 2022، فإن قرار عدم العودة إلى إيران نهائياً وصل إلى 62%، في حين فضل 14% من المهاجرين الإيرانيين قرار العودة. و24% آخرون لم يتخذوا قراراً محدداً.

ويقول التقرير إن نظرة على إحصائيات عام 2017 (العام التالي لتوقيع الاتفاق النووي) تظهر أن قرار عدم العودة هؤلاء المهاجرين كان 10% وقرار العودة 42%.

وتظهر الاستطلاعات التي أجريت في عام 2022 أن حوالي 44% من الطلاب والخريجين في إيران “لديهم رغبة قوية في الهجرة”. وهذه الرغبة مرتفعة نسبياً بين الأطباء والممرضين.

مساعد الرئيس الإيراني: ليست مسألة خطيرة

أكثر من 50% من العاملين في فرص العمل والوظائف المختلفة في إيران يرغبون بالهجرة، وأعداد غير المهتمين بالهجرة بين التجار والطلاب والعاملين في القطاع الصحي «أقل بكثير»، والرغبة في الهجرة «مرتفعة ومرتفعة جداً» في هذه القطاعات.

وأكد الخبراء في شؤون الهجرة أن مثل هذه الإحصائيات تشكل مصدر قلق كبير لإيران، وقالوا إن الهجرة ستخلف أضراراً لا يمكن تعويضها في جميع مجالات الاقتصاد والصحة والتعليم والتنمية.

وحكومياً، لم تكن لهذه الإحصاءات أهمية بارزة في تصريحات صناع القرار والمسؤولين. حيث قال روح الله دهقاني فيروز آبادي، مساعد الرئيس الإيراني للشؤون العلمية والتكنولوجيا والاقتصاد المعرفي، في مقابلة مع صحيفة جامعة شريف: إن إحصائيات المجموعات والأفراد والشركات المهاجرة ليست خطيرة على الإطلاق. ويستشهد قائلاً: على سبيل المثال، لو وصل عدد الذين هاجروا خلال السنوات السابقة إلى 100 شخص، فهناك اليوم 200 شخص عوضاً عنهم؛ كم عدد الخبراء لدينا؟ على سبيل المثال ألفين.

واللافت في الأمر أن السلطات الإيرانية نفسها تقر بالأسباب التي دفعت هذا العدد الهائل للهجرة، حيث نقل موقع انتخاب عن دهقاني فيروز آبادي قوله إن “الأحداث السياسية التي وقعت العام الماضي والفرص الجيدة التي توفرها الدول الأخرى للمهنيين الإيرانيين هي من أهم أسباب موجات الهجرة هذه”.

في الوقت نفسه، شدد هذا المسؤول الإيراني على عدم التهاون حيال هذه المسألة. وقال: يجب أن نكون حذرين من عدم زيادة اتجاه الهجرة حتى لا نواجه مشاكل خطيرة في المستقبل.

وتوقع دهقاني فيروز آبادي أن نسبة الهجرة “ستنخفض وظهرت بوادرها”، لكنه لم يذكر متى وأين ظهرت هذه “البوادر” في الوقت الذي يتدهور فيه الوضع الاقتصادي والسياسي في إيران.

إقرأ أكثر

مساعد الرئيس الإيراني يعلن ارتفاع نسبة هجرة النخب إلى ضعفين

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى