هل وافق رئيسي على خيار “حل الدولتين” أثناء حضوره في قمة الرياض؟

إن لمؤتمر الرياض الأخير أهمية خاصة بالنسبة لطهران، إذ ينبغي عليها خلال هذه القمة أن تسلط الضوء على موقفها تجاه القضايا المرتبطة بفلسطين عموماً وغزة خصوصاً.

ميدل ايست نيوز: بصرف النظر عن أن زيارة إبراهيم رئيسي إلى الرياض هي الزيارة الأولى لرئيس إيراني إلى السعودية منذ إحدى عشرة سنة، فإن لمؤتمر الرياض الأخير أهمية خاصة بالنسبة لطهران، إذ ينبغي عليها خلال هذه القمة أن تسلط الضوء على موقفها تجاه القضايا المرتبطة بفلسطين عموماً وغزة خصوصاً.

إبراهيم رئيسي هو أول رئيس إيراني يزور السعودية بعد سنوات طويلة على القطيعة بين هاتين الدولتين. حيث كانت آخر مرة سافرت فيها شخصية إيرانية كبيرة إلى الرياض في أغسطس 2012 للمشاركة في اجتماع رؤساء الدول الإسلامية وهو الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد.

واستضافت الرياض، السبت، دولاً إسلامية وعربية في مؤتمر استثنائي لتناول الأوضاع في غزة. وكان من المفترض في البداية أن تعقد هذه القمة على شكل اجتماعين لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، إلا أنه تم دمجهما ليعقدا في آن واحد.

وتعددت الأسباب لكون هذه القمة مهمة للغاية بالنسبة للرأي العام، ولعلّ أولها تجمع رؤساء الدول التي كانت على عداوة وصراع مع بعضها البعض لسنوات على طاولة حوار مشتركة، حيث تمت دعوة رئيسي إيران وسوريا لحضور هذا المؤتمر بعد عدة سنوات على قطيعة العلاقات مع السعودية.

وإلى السبب الآخر والأهم لهذه القمة وهو الحرب في غزة والتي عقد هذا المؤتمر الطارئ لأجلها، فمن المفترض أن تتوصل الدول المتصارعة منذ سنوات خلاله في كتلتين بقيادة إيران والسعودية إلى توافق حول محور الصراع بين إسرائيل وغزة. يأتي هذا في وقت انخرطت فيه الدول العربية في تطبيع العلاقات مع إسرائيل الواحدة تلو الأخرى في السنوات الأخيرة تحت أعين الساسة الأمريكيين والمشروع المعروف باسم “الاتفاقيات الإبراهيمية”. ووقعت الإمارات والبحرين الاتفاق رسميا وأطلقتا رحلات جوية مباشرة إلى تل أبيب، وكانت السعودية على استعداد لتطبيع العلاقات قبل عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر التي شنتها حماس بشكل مباغت على إسرائيل.

أهمية الحضور الإيراني في الرياض

تكمن أهمية حضور رئيسي في قمة الرياض في ضرورة اتخاذ إيران أخيرا موقفا رسميا بشأن الحل الذي تريده الدول العربية. فسياسة طهران تجاه إسرائيل تختلف بشكل كبير مع الدول الإسلامية والعربية الأخرى في المنطقة، فهي لا تعترف بإسرائيل بشكل رسمي، ولذلك ستعارض خيار حل الدولتين الذي تدعمه الدول العربية والإسلامية.

وفي الأيام الأولى لبدء الصراع بين حماس وإسرائيل، أقرت الجامعة العربية بمشروعية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعت بموجبه إلى وقف الأعمال العدائية وعودة الطرفين إلى المفاوضات المتعلقة بالعودة إلى حدود 1967 وحل الدولتين. ورغم أن إيران لا تعترف بأي من هذين الأمرين، إلا أنها أيدت الدول العربية في القرار المذكور وصوتت لصالحه.

وكان مبرر إيران في التصويت لصالح حل الدولتين على أساس حدود 1967 هو السعي لإبعاد الخلافات بين الدول الإسلامية في الفترة الحالية، لتكتفي بالتصويت بالموافقة لصالح القرار ورفض التعاون مع الجامعة العربية في “صياغة” حل الدولتين.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن مصادر دبلوماسية مطلعة قولها إن “قضية فلسطين وحل الدولتين كانت تثار دائما في الأوساط الدبلوماسية الإيرانية رفيعة المستوى، وكان السؤال قائما على الدوام أنه في حال صوتت جميع الدول العربية لصالح حل الدولتين واتفقت على كيفية القيام بذلك مع إسرائيل والغرب، ماذا سيكون موقف إيران حينها؟

ويرى هذا المصدر المطلع أنه في حال توصلت جميع الدول المجاورة لفلسطين وإسرائيل إلى توافق حول كيفية تنفيذ حل الدولتين، فإن إيران ستتقبل حتماً هذا الحل مهما كانت حجة إيران في رفضه منطقية وقوية. إذ ترى إيران أن قيام دولتين، واحدة يهودية والأخرى فلسطينية، يعني خلق فصل عنصري ديني منظم تحت عنوان دولة واحدة في المنطقة، ومثل هذا الفصل العنصري غير مقبول بالنسبة لها.

على الضفة الأخرى، يقول مطلعون إن السعودية تصرفت بحذر تجاه إيران فيما يتعلق بملف غزة. وقالت مجلة فورين بوليسي مؤخراً في تقرير لها إن “بن سلمان لا يريد أن يتعامل مع حرب غزة بطريقة تثير غضب إيران حتى لا تستهدف جماعة أنصار الله التجمعات السكانية في السعودية مرة أخرى”.

ومن العوامل الأخرى التي جعلت قمة السبت المزدوجة مهمة هي مسألة بيع النفط من قبل بعض الدول الإسلامية لإسرائيل. إذ سبق وحذرت إيران وحزب الله الدول التي تبيع النفط لإسرائيل وطالبت بوقف هذه العملية. ولعلّ أهم الدول التي قصدتها إيران في تحذيراتها هي أذربيجان وكازاخستان وتركيا.

إقرأ أكثر

“رغبة إسرائيلية”.. ظريف يحذر من جر إيران إلى حرب غزة كما حدث في أوكرانيا

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 − 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى