الروس يفضلون السيارات الصينية على الإيرانية بسبب الفارق في الأسعار
قالت وسائل إعلام روسية إن الروس أعربوا عن ندمهم لقبول بعض السيارات الإيرانية واعتبروها باهظة الثمن مقارنة بالعلامات المحلية والصينية.
ميدل ايست نيوز: بعد أن قدمت شركات صناعة السيارات الإيرانية السوق الروسية كوجهة موثوقة لتصدير هذه السلع ووقعت مذكرات تفاهم عديدة خلال العام الماضي مع الأطراف الروسية، أفادت تقارير أن الروس أعربوا عن ندمهم لقبول بعض السيارات الإيرانية.
وذكرت صحيفة نوفايا غازيتا الروسية، الرئيس التنفيذي لشركة التوزيع الروسية لبعض السيارات الإيرانية (Best Motors LLC)، أن هذه الشركة تخلت عن خططها لبيع سيارات إحدى شركات تصنيع السيارات الإيرانية، وذهبت إلى خيار تصفية هذه الشركة وإنهاء عملها.
واعتبر ألكسندر ستيبانوف، المدير العام لشركة بيست موتورز، أن هذه المسألة مرتبطة بتغير الأوضاع الاقتصادية، وقال: من غير الممكن بيع السيارات المصنعة في إيران بالسعر الذي توقعناه في البداية، خاصةً مع تقلبات سوق الصرف وزيادة رسوم التشغيل.
وأكد ستيبانوف أن “سعر السيارات الإيرانية يجب أن يكون أقل بنسبة 20-30% من السيارات الصينية حتى نقوم باستيرادها”.
وأشار إلى أنه كان من المفترض عرض ثلاثة منتجات لسايبا في السوق الروسية هي كويك وسينا وشاهين، وأكد: تراوحت التكلفة الأولية لهذه النماذج من مليون إلى 1.7 مليون روبل، مما يجعلها السيارات الأجنبية الأغلى في البلاد.
وتأتي هذه التصريحات في وقت قال سيرغي بورجازليف، المستشار المستقل لصناعة السيارات والنقل، لهذه الصحيفة الروسية إن “السيارات الإيرانية ميسورة التكلفة، لكن من الضروري التوجه نحو تطوير السوق الجديدة بطريقة منهجية، وهو أمر لم يلق اهتماما من قبل المصنعين الإيرانيين وشركاؤهم الروس”.
ووفقا لهذا المسؤول، نظرًا لأن منتجات سايبا تقع ضمن النطاق السعري لسيارات لادا (علامة تجارية محلية في روسيا)، فإن شركة AVTOVAZ (الشركة المصنعة للادا) لن تقف مكتوفة الأيدي لمشاهدة منافس مباشر يدخل سوقها.
وأضاف بورجازليف أنه “إذا لم يكن هناك قرار سياسي على أعلى مستوى، فسيتم استبعاد أي إنتاج أو بيع كبير للسيارات الإيرانية في روسيا وستحتفظ شركة AVTOVAZ بمكانتها في السوق”. وجوهر كلامه هو أنه لابد للسيارات الإيرانية أن تنافس لادا لكي تستقر في السوق الروسية، لكنها ستبقى غالية الثمن طالما لم تنخفض رسوم الضرائب والتعريفات الأخرى.
ورغم تصدر منتجات سايبا على محتوى تقرير وسيلة الإعلام الروسية هذه، إلا أنه وفقا للمواضيع المطروحة، يبدو أن منتجات “إيران خودرو” لن يكون لها مستقبل واضح في السوق الروسية، ما لم يتم اتخاذ قرارات سياسية معينة في هذا الشأن (وهو أمر قد أشار إليه كذلك الخبراء الروس).
وبنظرة موجزة على تقرير هذه الصحيفة الروسية، يتضح تماما المستقبل المعتم للسيارات الإيرانية في السوق الروسية، لأنها غير قادرة على منافسة العلامات التجارية المحلية في هذا البلد (من حيث السعر) ولا حتى منافسة العلامات الصينية. هذا على الرغم من أنه بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا والحظر الغربي على هذا البلد، شعر مصنعو السيارات وقطع الغيار الإيرانيون أن السوق الروسية يمكن أن تصبح فناء خلفي لهم، بل وذهبوا لتوقيع مذكرات وعقود في هذا الصدد.
على سبيل المثال، في سبتمبر من العام الماضي، وأثناء مراسم حضرها سفير إيران لدى روسيا، تم التوقيع على 12 مذكرة تفاهم بين شركات السيارات ومنتجي قطع غيار السيارات الإيرانية والروسية بقيمة 700 مليون يورو. وكان جزء من هذه المذكرات يتعلق بتصدير السيارات الإيرانية إلى روسيا.
من ناحية أخرى، أشار مديرو “إيران خودرو” و”سايبا” أيضًا إلى خططهم للتصدير إلى روسيا، حيث صرح الرئيس التنفيذي لشركة سايبا بأنه تم توقيع عقد لتصدير 120 ألف سيارة تجارية وركاب إلى روسيا.
أو على سبيل المثال، يقول مصنعو السيارات الإيرانيون إن العملاء الروس أعجبوا بـ “تارا ودنا”، وأن الآلاف من هذه السيارات ستذهب إلى السوق الروسية. لكن ما حدث اليوم في الواقع هو أن الروس باتوا يعتبرون السيارات الإيرانية باهظة الثمن، ولم يعد من الواضح مصير كل تلك المذكرات والعقود؟