هل يستخدم “أعداء إيران” تكنولوجيا “تلقيح السحب” لتقليل كميات الأمطار في البلاد؟

أثارت التقلبات المناخية في إيران بلبلة وتساؤلات لدى الرأي العام حول كيف يمكن لنفس العوامل الجوية التي تسبب العواصف الثلجية والأمطار في تركيا وأذربيجان، أن لا تسبب الشيء ذاته في أرومية وتبريز؟

ميدل ايست نيوز: لسنوات، اعتاد أولياء أمور طلبة المدارس في العديد من مناطق النصف الشمالي من إيران ملاحقة أخبار الطقس لمعرفة ما إذا كانت المدارس ستغلق أو تفتح بسبب تساقط الثلوج.

ومع دخولنا فصل الشتاء، ورغم السواد والغيوم التي لا تفارق السماء، إلا أنه قلما يرى بياض ثلج الشتاء ونضارة أمطار الخريف، حيث يسود عوضاً عنهما الظلام الدامس والهواء الملوث.

هذا التغير في الأحوال الجوية وحرمان المناطق الجبلية الباردة في شمال غرب إيران رغم هطول الأمطار الشتوية المعتادة في بعض الدول المجاورة، أثار بلبلة وتساؤلات لدى الرأي العام حول كيف يمكن لنفس العوامل الجوية التي تسبب العواصف الثلجية والأمطار في تركيا وأذربيجان، أن لا تسبب الشيء ذاته في أرومية وتبريز؟ فمنذ عدة سنوات وهذه المناطق تعاني من جفاف مستمر رغم شهرتها بالطبيعة الباردة والرطبة.

وسرعان ما أصبحت هذه القضية محل جدل ساخن على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتهم أصحاب نظرية المؤامرة “الأعداء” وتحديداً “إسرائيل والولايات المتحدة” بالتسبب في عدم هطول الأمطار في إيران.

ولم يقتصر الأمر هنا، فقد اتهم المعارضون الإيرانيون الحكومة الإيرانية بارتكاب أفعال تتسبب في تقليل كميات الأمطار داخل البلاد لمواجهة نقص الغاز في البلاد.

وفي حديث مع وكالة إيلنا، قال علي سلاجقة، نائب الرئيس الإيراني ورئيس منظمة حماية البيئة، حول ما إذا كانت الدول الأخرى قد استخدمت “برنامج الشفق النشط عالي التردد” أو “تلقيح السحب” في السنوات الأخيرة لتقليل هطول الأمطار وتكثيف موجات الجفاف في إيران: إن العامل الأكثر أهمية في انخفاض هطول الأمطار في بلادنا هو تغير المناخ وتبعاته، التي أثرت على العالم أجمع، لدرجة أن الدول الأوروبية بذاتها تعاني من أوضاع غير مواتية من حيث ارتفاع درجة الحرارة أو انخفاض هطول الأمطار.

وأضاف: تواجه العديد من الدول تبعات التغير المناخي والتي تتجسد أحيانا في نقص الهطولات المطرية، وحتى الدول المجاورة التي يبدو أن ظروفها أفضل من إيران من حيث هطول الأمطار، عندما تتم مقارنة إحصاءات هطول الأمطار فيها مع متوسط المدى الطويل، سندرك أن ظروف هطول الأمطار في هذه البلدان ليست مناسبة للغاية كما هو الشأن في إيران.

وأكمل: أشارت التوقعات الأولية لهيئة الأرصاد الجوية إلى أننا سنشهد في خريف عام 2023 الحالة الطبيعية لهطول الأمطار، لكن للأسف كانت كمية الأمطار أقل بنحو 30% من متوسط المدى الطويل.

وشدد على أن انخفاض هطول الأمطار في إيران بسبب ما يعرف بـ “تلقيح السحب” من قبل الأعداء هو مجرد فرضية، وأوضح: تمتلك عدة دول هذه التقنية واستخدمتها عند الحاجة، كما أن إيران لديها أيضًا إمكانية الوصول إلى هذه التكنولوجيا ولجأنا إليها في بعض أجزاء البلاد العام الماضي بطريقة محدودة. ولهذا السبب، قد يستخدم أعداء إيران أيضًا تكتيكات علمية للإضرار ببلدنا، لكن لم يثبت لنا أنهم استخدموا على نطاق واسع تقنيات مثل “برنامج الشفق النشط عالي التردد” أو تلقيح السحب ضد بلدنا.

وواصل رئيس منظمة حماية البيئة قوله: تظهر تحقيقاتنا أن أعداء إيران وبعض الدول الأخرى استخدموا تكنولوجيا التلقيح السحابي على نطاق صغير ومحلي ومخبري، لكننا لم نتلق أي تقارير تفيد بأنهم استخدموها على نطاق واسع بالشكل الذي يمكّنهم من السيطرة على كميات الأمطار في بلد شاسع مثل إيران.

وطالب سلاجقة نايبة البيئة البحرية ومعهد البحوث البيئية إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال “حتى نتمكن من إعطاء إجابة علمية على الغموض الموجود في أذهان الناس في هذا المجال”.

إقرأ أكثر

انخفاض كميات هطول الأمطار في إيران بنسبة 12%

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر + 19 =

زر الذهاب إلى الأعلى