بين السطور.. ماذا تخفي إحصاءات التوظيف الجديدة الصادرة عن الحكومة الإيرانية؟
يعتقد اقتصاديون أن تحسين إحصاءات التوظيف في سياق الحد من البطالة في إيران جاء على حساب انخفاض معدل المشاركة الاقتصادية مقارنة بالسنوات السابقة، وليس بهدف خلق فرص عمل في البلاد.

ميدل ايست نيوز: تظهر التحقيقات أنه على الرغم من وصول عدد السكان العاملين في إيران إلى مستوى ما قبل تفشي كورونا في خريف عام 2023، إلا أن معدل المشاركة الاقتصادية ونسبة التوظيف لا يزالان أقل مما كانا عليه في عام 2019.
وقالت صحيفة دنياي اقتصاد في تقرير لها، إن تبعات الفيروس الصيني أثرت في مراحلها الأولى على سوق العمل في إيران وتسببت في طرد بعض الأفراد من هذا السوق. وتظهر أحدث الإحصاءات المنشورة المتعلقة بسوق العمل في إيران أن معدل المشاركة الاقتصادية وصل إلى 41.5% في خريف عام 2023، فيما بلغت نسبة التوظيف والبطالة نحو 38.3 و7.6% على التوالي.
وبحسب أحدث تقرير نشره مركز الإحصاء الإيراني حول وضع سوق العمل في إيران، فقد بلغ معدل المشاركة الاقتصادية 41.5% في خريف 2023 بنمو نقطي 0.5%. بالإضافة إلى ذلك، ارتفع عدد السكان غير النشطين بمقدار 149 ألف شخص مقارنة بخريف 2022. كما بلغ معدل البطالة في خريف 2023 ما نسبته 7.6%، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 0.6 بالمئة مقارنة بخريف 2022.
ومن النقاط اللافتة للنظر أن معدل المشاركة الاقتصادية في البلاد حاليا أقل من الأيام التي سبقت انتشار فيروس كورونا، أي خريف 2019. ففي تلك الفترة، بلغ معدل المشاركة الاقتصادية لإيران 44.3%. وتشير التحقيقات إلى أن نسبة المشاركة في إيران كانت أقل من دول مثل السعودية وتركيا. وكان هذا الانخفاض في معدل المشاركة في المجتمع النسائي واضحاً للغاية.
تحسين فرص العمل أم الحد من المشاركة؟
يعتقد العديد من الاقتصاديين أن تحسين إحصاءات التوظيف في سياق الحد من البطالة جاء على حساب انخفاض معدل المشاركة الاقتصادية مقارنة بالسنوات السابقة، وليس بهدف خلق فرص عمل في البلاد. بمعنى أبسط، أدى استسلام بعض الأشخاص للعثور على فرص العمل التي يريدونها إلى انخفاض معدل البطالة بمرور الوقت.
والجدير بالذكر في هذا الصدد هو أن معدل البطالة كان أعلى بين الشباب الأصغر سنا. تشير الإحصاءات إلى أنه في الربع الثالث من عام 2023، وصل معدل البطالة بين الفئة العمرية 15-24 سنة إلى 20.6%، بزيادة قدرها 0.5 نقطة مئوية مقارنة بالعام الماضي. ويعتقد بعض الخبراء أن الشباب في هذه الفئة العمرية يكونون أكثر أملاً في العثور على فرصة العمل المطلوبة ولا يتوقفون عن البحث بهذه البساطة.
ومن الأسباب المهمة لزيادة عدد العاملين هو زيادة عدد سكان البلاد خلال السنوات الماضية. إذ يمكن القول إن معدل التوظيف شهد نموا بنسبة 0.6 نقطة مئوية مقارنة بانخفاض العام الماضي، وتم إضافة 700 ألف وخمسة آلاف شخص إلى شريحة السكان العاملين في إيران في نفس الفترة الزمنية.
نساء لم يعدن إلى سوق العمل
ومع تفشي فيروس كورونا في شتاء 2019، تعرضت السيدات العاملات لأضرار جسيمة لم يتم تعويضها حتى الآن. ففي تلك الفترة، بلغت نسبة المشاركة الاقتصادية للمرأة 17.5%، لتصل في خريف 2023 إلى 14.4%. وهذا يدل على أن الكثير من السيدات اللاتي خرجن من سوق العمل بعد أحداث كورونا لم يعدن إليه.
وفي السنوات الماضية، أدى ارتفاع معدل التضخم وعدم زيادة الحد الأدنى للأجور بما يتناسب معه إلى انخفاض الرغبة في المشاركة في سوق العمل الرسمي. بمعنى، أن بعض الأفراد يفضلون عدم العمل أو التوجه نحو السوق الحر بعيداً عن الأضواء الرسمية والحكومية.
ويرى بعض الخبراء في الشؤون الاقتصادية أن الإهمال المستمر للعراقيل أمام عمل المرأة وكذلك ارتفاع معدل البطالة بين الشباب يمكن أن يخلق تحديات اقتصادية واجتماعية مختلفة في المستقبل غير البعيد.
إقرأ أكثر
إيران.. ارتفاع نسبة الخريجين من الجامعات في إجمالي العاطلين عن العمل