تقرير: واشنطن طالبت الصين بالضغط على إيران لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

طلبت الولايات المتحدة من الصين، التدخل لحث طهران على "كبح جماح" الحوثيين، ووقف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر.

ميدل ايست نيوز: طلبت الولايات المتحدة من الصين، التدخل لحث طهران على “كبح جماح” الحوثيين، ووقف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، حسبما قال مسؤولون أميركيون لصحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، لكن واشنطن “لم تر أي إشارة على أن بكين مارست أيّ ضغوط على إيران” لوقف الهجمات، وفق الصحيفة.

وأثار المسؤولون الأميركيون، الأمر مراراً وتكراراً مع كبار المسؤولين الصينيين في الأشهر الثلاثة الماضية، وطلبوا منهم “نقل تحذير إلى إيران بعدم تأجيج التوترات في الشرق الأوسط”، على خلفية حرب إسرائيل على غزة.

وناقش مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ونائبه جون فاينر، هذه القضية في اجتماعات خلال يناير الجاري في واشنطن، مع رئيس الإدارة الدولية للحزب الشيوعي الصيني، ليو جيان تشاو، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

وقال مسؤول بالخارجية الأميركية للصحيفة، إن الوزير أنتوني بلينكن، “أثار الأمر أيضاً”.

لكن مسؤولين أميركيين، قالوا إنه “لا توجد أدلة تذكر على أن الصين مارست أي ضغوط على إيران لكبح جماح الحوثيين، باستثناء بيان معتدل أصدرته بكين الأسبوع الماضي”، يدعو “الأطراف المعنية” إلى ضمان المرور الآمن للسفن التي تبحر عبر البحر الأحمر.

ويأتي الضغط الدبلوماسي على بكين، في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها قصف مواقع الحوثيين في اليمن رداً على 33 هجوماً للحوثيين على الأقل على السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر منذ منتصف نوفمبر الماضي. وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات واسعة النطاق مرة أخرى، الاثنين، كما دمرت القوات الأميركية في جنوب البحر الأحمر، صاروخين حوثيين، قبل إطلاقهما باتجاه سفن في المنطقة.

وقف إمدادات الأسلحة

ويحظى الحوثيون بدعم إيران، التي تمتعت بعلاقات تجارية ودبلوماسية أعمق مع الصين في السنوات الأخيرة.

وقال أحد المسؤولين لـ”فاينانشيال تايمز”، إن الولايات المتحدة ستواصل إثارة قضية إيران وهجمات الحوثيين مع بكين، لكنه “لم يكن متفائلاً بشكل خاص بشأن تغير موقف الصين”.

وقال مسؤول أميركي آخر، إن هناك “بعض المؤشرات” على انخراط الصين في هذه القضية، لكن ليس بشكل كبير. وقال المسؤول: “لا أريد أن أبالغ في تقدير حجم ما فعلوه أو التأثير الذي أحدثته”.

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، الثلاثاء، إن واشنطن ترغب في أن تستخدم الصين نفوذها في الشرق الأوسط لوقف إمدادات الأسلحة لجماعة الحوثي.

وزار رئيس الإدارة الدولية للحزب الشيوعي الصيني، ليو جيان تشاو، الذي يعتبر من أبرز المرشحين لمنصب وزير الخارجية الصيني، إيران، في ديسمبر الماضي. وجاءت زيارته بعد أيام من اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن، بنظيره الصيني شي جين بينج في سان فرانسيسكو.

وكان المسؤولون الأميركيون، يأملون في أن تتخذ بكين إجراءات؛ لأنها اعتبرت هجمات الحوثيين تهديداً لمصالحها التجارية، نظراً لأن البحر الأحمر هو طريق حاسم للصادرات الصينية إلى أوروبا.

قال قائد القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط إن إيران “ضالعة بشكل مباشر للغاية” في الهجمات التي نفذتها الحوثيون على الملاحة الدولية.

وقبل قمة سان فرانسيسكو، حث المسؤولون الأميركيون، الصين، مراراً وتكراراً على استخدام أي نفوذ لديها مع إيران (التي استهدفت أذرعها في العراق وسوريا أيضاً القواعد العسكرية الأميركية) وسط مخاوف من أن الحرب الإسرائيلية على غزة يمكن أن تتحول إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط.

توازن صيني

وقال دينيس وايلدر، أحد كبار الخبراء السابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، والمتخصص في شؤون الصين، والذي يعمل الآن في جامعة جورج تاون، إن بكين “عملت بجد” لتحقيق توازن مع دول الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران، لتحقيق مكاسب اقتصادية وجيوسياسية. لكنه قال إنها ستكون “مترددة للغاية في استخدام نفوذها المحدود مع طهران بطريقة ترى أنها تخدم المصالح الأميركية دون فائدة للصين”.

وضغط المسؤولون الأميركيون أيضاً، في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، لحث الصين على اتخاذ خطوات في هذا الشأن، إذ تعتبر بكين عضواً دائماً فيه، وفقاً لمسؤول ثانٍ في الخارجية الأميركية.

وشنت الولايات المتحدة، 8 جولات من الضربات الصاروخية على أهداف للحوثيين في اليمن خلال الأسبوعين الماضيين، رداً على الهجمات على السفن، بما في ذلك الضربة المشتركة مع بريطانيا.

وقالت سوزان مالوني، رئيسة دراسات السياسة الخارجية في معهد بروكينجز، إنها ناقشت القضية مع الخبراء الصينيين، ولم تكتشف أي رغبة جادة في المساعدة.

واعتبرت أن بكين تعتقد أن هذه الأزمة تعيق الولايات المتحدة وشركائها، ولم يكن لها تأثير كبير على الشحن الصيني.

وقال ما شياو لين، الأستاذ في جامعة تشجيانج للدراسات الدولية، إنه يعتقد أن زيارة ليو جيان تشاو، رئيس الإدارة الدولية للحزب الشيوعي الصيني إلى إيران في ديسمبر الماضي، “لم تكن من قبيل الصدفة”، معتبراً أنه “كان سينقل المطالب الصينية فيما يتعلق بالحاجة إلى الأمن”.

وقال شياو، الخبير في علاقات الصين مع الشرق الأوسط: “إن الصين ترغب في استعادة السلام في منطقة البحر الأحمر وتأمين الشحن الدولي، وهو ما يتوافق مع مصالح جميع الأطراف؛ لأن هذه طريق تجارة عالمية مهمة”.

ونفت السفارة الصينية في الولايات المتحدة، علمها بتفاصيل المحادثات الدبلوماسية الصينية الأميركية، لكنها أكدت أن الصين تشعر بالقلق إزاء “التوتر المتصاعد” في البحر الأحمر. وقال ليو بينجيو، المتحدث الرسمي باسم السفارة، إن الصين تحث “الأطراف المعنية على لعب دور بناء ومسؤول في الحفاظ على البحر الأحمر آمناً ومستقراً”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى