ما تبعات مشاركة طهران في حرب غزة على الاقتصاد الإيراني والعالمي؟
يقول صندوق النقد الدولي إن أي مشاركة محدودة لإيران في حرب غزة يمكن أن يكون لها آثار مدمرة على الاقتصاد الإيراني.
ميدل ايست نيوز: يقول صندوق النقد الدولي إن أي مشاركة محدودة لإيران في حرب غزة يمكن أن يكون لها آثار مدمرة على الاقتصاد الإيراني.
وحذر صندوق النقد الدولي في تقريره الجديد، من تبعات توسع الحرب في غزة ومشاركة حزب الله وإيران على الاقتصاد العالمي واقتصاد لبنان وإيران.
ومع دخول الحوثيين دائرة الصراع وشن قوات التحالف الدولي هجمات ضد مواقع هذه الجماعة، فقد انكمش الاقتصاد اليمني بنسبة 1.2 في المائة العام الماضي، وسوف ينكمش بنسبة 2.5 في المائة مرة أخرى هذا العام.
ويقول صندوق النقد الدولي إنه إذا استمرت الحرب في غزة، فقد ينكمش اقتصاد اليمن بنسبة 8% في عام 2024، وقد ينخفض الناتج المحلي الإجمالي لإيران ولبنان بنسبة 5% و20% على التوالي.
كذلك، حسب التقرير، ستؤثر العواقب الاقتصادية لتوسيع دائرة الحرب على العراق أيضا، وسيشهد اقتصاد هذا البلد، الذي انكمش بنسبة 1.1 في المائة العام الماضي، انخفاضا بنسبة 1.8 في المائة هذا العام، لا سيما بعد تنفيذ “المقاومة الإسلامية في العراق” عدة هجمات على مواقع القوات الأمريكية المتمركزة في العراق وسوريا والتي قوبلت بردة فعل أمريكية حادة.
واستبعد صندوق النقد الدولي انضمام أي دولة عربية أخرى إلى حرب غزة، ورأى أنه لو توسعت رقعة الصراع إلى الشرق الأوسط فسيظل نمو الاقتصادي إيجابيا لكنه سيتباطأ بعض الشيء.
وبالرجوع إلى إيران ولبنان، يضيف هذا التقرير أن هناك احتمالاً بنسبة 30% أن يفتح هذين البلدين النيران على الكيان الصهيوني، فإذا حدث ذلك، فإن الهجمات المضادة الإسرائيلية أو حتى الأمريكية على لبنان يمكن أن تدمر بالكامل ما تبقى من الاقتصاد اللبناني.
ويقول صندوق النقد الدولي إنه إذا دخلت إيران في صراع ولو “محدود” مع الكيان الصهيوني، فإن التضخم في الاقتصاد الإيراني سيرتفع إلى أكثر من 100% وستصل احتياطيات إيران من النقد الأجنبي المتاحة إلى الصفر بحلول نهاية عام 2024.
الاقتصاد الإيراني
وتضرر الاقتصاد الإيراني بشدة بسبب العقوبات والحظر الأجنبي المفروض منذ عقد تقريبا، ووفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي، انخفض حجم الاقتصاد الإيراني من 518 مليار دولار في عام 2010 إلى 366 مليار دولار في عام 2023.
وفي عام 2010، كان الناتج المحلي الإجمالي الإيراني مساويا تقريبا للناتج المحلي الإجمالي في تركيا، ولكن هذا العام، سيكون حجم الاقتصاد التركي 3.5 أضعاف حجم الاقتصاد الإيراني.
وأعلنت السلطات الإيرانية عدة مرات أنها لا تنوي الدخول في حرب غزة، لكن صندوق النقد الدولي يقول إنه بالنظر لأداء الجماعات المدعومة منها في المنطقة، فإن ثمة احتمال أن تتدخل طهران بشكل مباشر في حرب غزة، ولا يستبعد احتمال شن الكيان الصهيوني وحتى الولايات المتحدة هجمات صاروخية مباشرة على إيران.
ويشير تقرير صندوق النقد الدولي إلى احتمالية تعطل حركة السفن في مضيق هرمز مع دخول إيران في حرب غزة ويقول إن 35% من نفط العالم و13% من صادرات الغاز الطبيعي المسال تمر عبر هذا المضيق وإن انعدام الأمن فيه سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة في العالم.
لا شك أن أي خطوة إيران لإغلاق مضيق هرمز، حتى ولو نجحت لفترة قصيرة من الزمن، سوف تشكل ضرراً كاملاً لها نفسها، وذلك لأن أغلب صادرات إيران ووارداتها يتم تنفيذها أيضاً من المياه الجنوبية.
اقتصاد الكيان الصهيوني والعالم
وبحسب صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن يصل النمو الاقتصادي العالمي إلى 2.8% هذا العام بعد أن كان 3.1% العام الماضي، لكن هذا الرقم قد ينخفض إلى أربعة أعشار بالمئة إذا امتدت حرب غزة إلى الشرق الأوسط.
ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الإسرائيلي أيضا بنسبة 4.5 في المائة في حالة نشوب حرب مع حزب الله وإيران.
وأدت هجمات الحوثيين على السفن في باب المندب إلى زيادة كبيرة في تكلفة تجارة الصين مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وذكرت رويترز وأسوشيتد برس قبل نحو ثلاثة أسابيع أن الصين طلبت من إيران السعي لإيقاف هجمات الحوثي، لترد إيران بدورها بأن هذه الفصائل لا تتلقى أوامر من طهران بل تنفذ عملياتها من تلقاء نفسها.